![]() |
|
26
أغسطس
2025
|
وهم الحلم … و خرائط الدم ..!! بقلم الكاتب : جعفر محيي الدين / النجف
نشر منذ 12 ساعة - عدد المشاهدات : 51
|
لم
يكن تصريح بنيامين نتنياهو عن ما يسميه (إسرائيل الكبـرى) نزوه عابرة في خطاب
سياسي ، ولا مناورات لشد العصب الداخلي ، بل هو تعبير واضح عن عقيدة راسخة في
الذهنية الصهيونية ، منذ عقود عقيدة تتغذى على عاملين : طموح توسعي لا يعرف حدوداً
.. و تراخٍ خطير من بعض الأنظمة ، التي
ظنّت أن مجاملة العدو طريقٌ إلى الأمان ..!!
إن
هذا الوهم الذي يسوّقه نتنياهو لم يهبط فجأة من السماء ، بل نبت على أرض ممهّدة
بالتخاذل و التنازل ، حين يُسلَّط الإرهاب في قلب المنطقة ويُسمح لقيادات مصنّعة
مثل (الجولاني) ، بأن تتصدّر المشهد و تفرض نفسها كأمر واقع ، فإننا أمام معادلة
أُريد لها أن تكون حجراً إضافياً في بناء المشروع الصهيوني ، و حين يُغتال قادة
كبار مثل ( الـسيد الـشهيد حـسن نـصر الله ) و قادة في محور المقاومة داخل إيــران
، فإن الرسالة لا تُقرأ فقط في سياقها العسكري ، بل في سياق أعمق .. إفراغ
الساحة لكل من يقف سدّاً أمام خرائط
(إسرائيل الكبرى) .
و
شهدنا في سياق هذا التراجع تنازلاً خطيراً في قضية خـور عـبد الله ، و هو مثال
صارخ على أن تفريط اليوم ، قد يكون حجر الأساس لمشاريع الغد ، فالتنازل عن شبر من
الأرض أو الممرات المائية ، ليس حدثاً معزولاً بل هو بداية سلسلة تغييرات جغرافية
تستمد منها إسرائيل قوتها ، لتعيد رسم حدود المنطقة بما يخدم مصالحها الإستراتيجية
و الإقتصادية في المستقبل .
المفارقة
أن بعض الحكام العرب يرون في هذه الضربات نصراً لحليفهم الموهوم ، بينما الحقيقة
أنهم صاروا (بوعي أو بغير وعي) خدماً أوفياء للمشــروع الجـغـرافـي و
الـديـمغـرافـي الذي يرسمه الإحتلال ..!! مشروع لن يقتصر على فلسطـين ، بل سيمتد
ليعيد تشكيل الخريطة و الهوية في أكثر من بلد عربي ، بما يخدم فكرة السيطرة
الكاملة على الشرق الأوسط .
لكن
هذا المشهد القاتم ليس قدراً محتوماً و المقاومـة : و في مقدمتها الـجمهـورية
الإسـلاميـة في إيــران ، أثبتت أن الردع
ممكن و أن الحلم الصهيوني يمكن أن يتكسر أمام إرادة الشعوب ، و على الجانب الآخر
.. يبرز صـوت الـسيد مقـتـدى الـصـدر رافضاً بوضوح هذا المشروع ، و داعياً إلى
التصدي له بعقيدة لا تتجزأ في الحفاظ على وحدة الإسـلام و الـمسلمين ، و إلى جعل
الموقف أكثر من مجرد بيانات بل فعلاً يعيد الأمة إلى مسارها الحقيقي .
هكذا
يتبين أن وهم الـحـلـم الذي يراهن عليه نتنياهو ، ليس إلا أختباراً لإرادة المنطقة
إما أن تُستكمل فصول الخرائط المرسومة في (غرف مغلقة) ، أو يُكتب فصل جـديد في
تاريخ الصمود يجهض أحـلام (إسرائيل الكبرى) قبل أن تتحول إلى واقع ..!!؟؟