من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون ..... الفنان احمد سلمان

أول أغنية قدمتها  للإذاعة كانت «حلوه يبنت الجار» عام 1948 ..

 حاوره /  جمال الشرقي / بغداد

مثلما سمي الفنان الكبير المرحوم عزيز علي بمطرب المنلوجست السياسي النقدي فقد سمي الفنان احمد سلمان بمطرب السياحة أو مطرب الأجيال . احمد سلمان مطرب الأجيال المتعددة . قضى من العمر الفني أكثر من خمسين عاما بين وصف لماء دجلة وبين جبال العراق وبرتقال ديالى وما إلى ذلك من أغان شكلت رافدا أساسيا لمخرجي الإذاعة والتلفزيون ولكل من أراد التحدث عن السياحة في العراق الجميل أو إخراج برنامج يصف الجمال والسياحة في العراق  ... احمد سلمان الذي تجاوز الثمانين مازال محبا لألوانه الفنية وله من الطموح الفني الكبير الذي جعلني اشعر وكأنني أتحدث مع مطرب شاب يتمنى المزيد من اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية ويرى نفسه وكأن غبار السنين يضيف له تألقا ورغبة لتقديم المزيد من العطاء الفني.

 مقاهي الصالحية لا تخلو كل يوم من فنان عراقي مخضرم ولهذا كانت إحداها فرصة لنا أن نلتقي احمد سلمان ونجري معه حوارا بين أصوات الدومينو ورائحة الاركيلة التي تسيطر بروائحها على جميع الروائح. بعد الترحيب به أعطينا الفرصة للفنان احمد سلمان ليتحدث أو ليروي قصة حياته وكيف دخل المجال الفني ولماذا استهوته الأغاني السياحية - شكرا لك وشكرا لجريدة الزوراء الغراء التي تسعى لتوثيق حياة الفنان العراقي وكل من مر على الإذاعة والتلفزيون العراقي وأمنياتي لكم بالنجاح المستمر. أنا من مواليد بغداد الشورجة 1932 دخلت المجال الفني عام 1948 ولكي أعطي صورة كاملة عن بداية حياتي ابدأ من دراستي فقد كنت طالبا في إحدى المدارس ببغداد ولما كنت محبا للفن منذ طفولتي فقد وجد والدي أنني غير جاد في دراستي الابتدائية فقرر أن يبعثني إلى لبنان واصلت خروجي من العراقي بحبي ومواصلتي للفن العراقي. بعد أن درست في لبنان سبع سنوات عدت إلى بغداد فقدمت طلبا للدراسة في معهد الفنون الجميلة قسم الأصوات وكانت مدرستنا هي مدام طاوتيان وكانت تعلمنا أصول الغناء وكان معي عدد من الطلبة الذين أصبحوا أشهر الفنانين العراقيين ومنهم سالم حسين عازف القانون والفنان الراحل حسين قدوري ثم استمرت دراستي في المعهد وتواصلي مع الفن حتى جاء العام 48 فدخلت الإذاعة العراقية . - وكيف وجد الفنان سلمان نفسه على جادة الغناء؟ - الفن والغناء هو موهبة يغرسها رب العالمين عند الإنسان. ففي المدارس الابتدائية كنت أشارك في الأناشيد المدرسية وأتواصل مع الغناء حتى استطعت أن ألحن بعض الأغاني قبل معرفتي الموسيقى ففي لبنان لحنت أغنية للشاعر الياس أبو شبكة وجورج غريب الذي كتب نشيد استقلال لبنان وكنت أنا أقوم بتلحين أغانيهم إلى الطلبة وهم يغنون وكان عمري اثني عشر عاما وليس هذا نقصا على الفنان فهناك الكثير من المطربين لم يعرفوا ولم يدرسوا الموسيقى.

  - وما هي أول أغنية قدمها الفنان احمد سلمان في إذاعة بغداد ؟ - أتذكر أن أول أغنية قدمتها للإذاعة هي (حلوه يبنت الجار) وكانت عام 1948 وكان عمري لا يزيد على ستة عشر عاما وكان معي عدد كبير من الفنانين . وكيف دخلت الإذاعة ؟- - كانت الإذاعة قد أعلنت عن طلبها لفنانين فقدمت طلبي مع عدد من المتقدمين واعتقد أن عددهم كان 160 شخصا وعند الاختبار نجح منا فقط ثلاثة وهم احمد سلمان ومحمود عبد الحميد وعبد محمد وكان مدير الإذاعة السيد عزيز شلال عزيز فطلب منا الدوام في الكورس الإذاعي وفي حينها اعترضت على أن أكون ضمن الكورس لأني تقدمت بصفة مطرب فتم قبولي كمطرب. ماذا قدمت في البداية ؟ - - قدمت أغنية من كلمات عبد الستار القباني واسمها يحلوه يا بنت الجار وقد نجحت الأغنية فكتب عني المرحوم صادق الازدي صاحب جريدة قرندل بأنني قد تجاوزت الأعراف والدين عندما تجاوزت حقوق الجار وتم تجميدي من العمل ثلاثة أشهر وأنا حديث التعيين ثم عدت للعمل بعد ذلك فغنيت أغنية لفلسطين وكان معنا المرحوم ناظم الغزالي وخزعل مهدي وحمدان الساحر واستمر عملنا بعد ذلك.

-  وكيف كانت بقية المسيرة في الإذاعة؟- - بقينا في عملنا وكانت الإذاعة تدخلنا إلى الأستوديو ونقدم على الهواء مباشرة. وماذا عن التلفزيون وماذا تتذكر؟ - - التلفزيون بدأ عام 56 وكان على الهواء أيضا ولم يصل إلى التلفزيون الشريط التسجيلي إلا بعد العام 56 - ولكن يقال أن أغاني المرحوم ناظم الغزالي قد سجلت عام - أغاني ناظم الغزالي أكثرها سجلت في حينها في الكويت وليس بغداد  . 

 -  طيب وعند دخولك التلفزيون ماذا قدمت؟ - أول أغنية قدمتها للتلفزيون هي (الحلو منو لاكاه منو شافه منو حاجاه) وكانت من كلمات ستار القباني - ومتى دخلت عامل الأغاني السياحية ؟ - كان عندي صديقان يؤلفان الأغاني وهما ستار القباني واحمد حمدي الذي كتب لي أغنية (ميك يا دجلة شحلو) وقد غنيتها بفلم عروس الفرات وقد مثل معي في حينها دور البطل الثاني.

  - عرف الفنان احمد سلمان بتخصصه بالأغاني السياحية تحدث عن هذا؟ عندما اشتهرت بهذا اللون من ألاغاني تم تعييني بشركة نفط العراق قسم السينما وكان ذلك عام 55 وكان معي الفنان محمد شكري جميل وفكتور حداد وماجد كامل  .

 - لماذا أخذت منحى الأغاني السياحية؟ - الحقيقة أنا خريج قسم الفندقة بالسياحة في لبنان وكانت دراستي في المعهد اللبناني للفندقة والسياحة وقد أحببت السياحة لهذا السبب وفي عام 1980 كنت مديرا لمطعم الأسماك بجزيرة بغداد ولهذا أحببت الأغاني السياحية    .  

- وما أحب الأغاني لنفسك ؟ أكثر أغنية اشتهرت عندي هي يالله يالله ويانه للمصيف يالله - - وهل لحب السياحة والتمتع بالمناظر الطبيعية دور في تمتع احمد سلمان بصحة جيدة وعمرك الآن أكثر من ثمانين عاما ؟ - أنا مواليد 32 يعني عمري 84 عاما واشكر الله أنني حتى الآن اغني وأسافر ومستعد لإقامة الحفلات الغنائية      .

  -وهل لديك الآن أغنية تعمل عليها ؟ - نعم لدي الآن أغنية من كلمات حسين الطائي وهي تخص النازحين وقد تم تصويرها لشبكة الإعلام العراقي وأتمنى أن تعرض.

. - ما دمنا قد ذكرنا شبكة الإعلام كيف تجد تعاملها معك؟ - رغم أن الشبكة تسعى لتسجيل الأغاني والاهتمام بالفنان ولكن الظرف الحالي أراه غير ما كنا عليه فلا وجود ولا اهتمام بالفنان مثلما كنا نراه سابقا - وما هي جهود الإعلام والصحفيين في متابعة الفنان احمد سلمان ؟ - عمل معي الإعلامي الدكتور مجيد السامرائي حوارا في برنامج أطراف الحديث بقناة الشرقية وحديث العمر مع العراقية وباقة ورد مع صفاء صالح وعندي مقابلات أخرى أجريت معي في أماكن مختلفة

  - وهل تجد أن أحدا آخر من المطربين يحاول أن يستمر في تقديم الأغنية السياحية ؟ - لا يوجد احد من المطربين ولن يأتي احد وستنقرض الأغنية السياحية من بعدي والسبب هو أن الأغنية السياحية ليست أغنية تجارية يمكن للفنان أن يستفيد منها مادي .

  -  وأين الفنان احمد سلمان الآن وماذا لديك ؟ - لدي الآن عددا من الأغاني وأنا مستمر في تقديم عطائي الفني رغم أني متقاعد وظيفيا .. - وما ذا يقول احمد سلمان في نهاية هذه الجولة الحياتية والفنية ؟ أتمنى على جميع المؤسسات الإعلامية أن تهتم وتظهر ما لديها من أغانٍ سياحية تبرز سياحة العراق وجماله لان أرى أن الأغنية السياحية هي الأغنية الوطنية الحقيقية.