|
13
يونيو
2020
|
السينارست "علي صبري" طائرٌ بصريٌّ حلّق في سماء الإبداع
نشر منذ Jun 13 20 am30 07:45 AM - عدد المشاهدات : 2352
|
البصرة / المرسى نيوز / تقرير سهاد عبدالرزاق
مناوي باشا اسم لإحدى مناطق البصرة التي
تعرف فقط محلياً على مستوى المحافظة، كان ذلك سابقاً قبل أن يطلق السينارست علي
صبري اسمها على ثلاثية الدراما العراقية التي تمتعت بشهرة واسعة على مستوى العراق
والعالم العربي فكل من شاهد المسلسل بأجزائه الثلاثة يعرف مناوي باشا وان لم يزرها
سابقاً.
الكاتب والسينارست علي صبري إسم لامع في
سماء الدراما العراقية لا يمكن لأحد أن يمر فيها الا من خلال كلماته.
هو علي صبري الخفاجي ولد في محلة الساعي في
البصرة لعائلة لها إسم معروف في محافظة البصرة وارتاد عدة مدارس إلى أن تخرج من
قسم الكهرباء في المعهد التقني / البصرة ،
الا ان علي صبري رغم تخصصه العلمي البحت كان يملك بذرة ابداع نمت في ظل الكتاب
وحبه للكتابة حتى أصبحت شجرة تظلل الدراما العراقية وترفدها بثمار الإبداع.
عمل
صبري مع العديد من الأسماء العراقية المعروفة كان أبرزها المخرج محمد شكري جميل
الذي حدثنا عنه قائلاً ( علي من الكتاب البارزين في كتابة السيناريو جمعني به عمل
رائع حاز على جائزة في الخليج وبحسب خبرتي الطويلة أرى أن علي حين يتناول الدراما
بهذه الدقة والحرفية فهذا يعني انه يستوعب تماماً البناء الدرامي في السياق
الإنساني وهي هبة من الله قلما يهبها لأحد ،
ومن اهم أسباب نجاحه انه انسان صادق حقيقي مع بلده ولذا فهو يبحث عن كل
جميل ليقدمه.
وأشار جميل
إلى عمل صبري في السينما بقوله (
على الرغم من ان السينما فن فتي غير موغل في القدم كالمسرح والموسيقى الا ان علي
استطاع من خلال ثقافته الواسعة ان يقدم شيئاً جديداً بعيداً عن التكرار وختم كلامه
قائلاً ( علي صبري طاقة تستحق الدعم وسأقف خلفه داعماً ليقدم كل ما هو جديد ومميز)
أما الفنانة إيناس طالب فتحدثت عن عملها معه قائلة ( أعتبر نفسي من المحظوظين لمشاركتي مع العبقري
علي صبري بتجربتين هما مناوي باشا بجزأيه وفاتنة بغداد فهو قارئ مثقف يجيد الحوار
امتاز بالأعمال التي تتحدث عن السيرة إضافة لأعمال متنوعة في محتواها وأسلوبها ما
بين الحديث والكلاسيك وهو كاتب محترف له نمط خاص به فعندما تقرأ الحوار تعرف
مباشرة بأنه لعلي صبري لأن حواره يمتاز بالتجديد وعدم التكرار وله بناء درامي
مختلف ولديه تصاعد بالحدث ولا يحتوي السيناريو على مشاهد متكررة وهذا تحديداً ما
يميزه عن الكتاب الآخرين أما على الصعيد الإنساني فهو انسان مهذب جداً وخلوق
يستوعب الآخر ويأخذ ملاحظات لتطوير العمل، يهتم كثيراً بالممثل الذي سيجسد شخوص
حكايته وملتزم بالعمل إلى حد كبير) وعن ما اذا كانت ستجمعها أعمال مستقبلية به
قالت ( الجزء الثاني من فاتنة بغداد تمت كتابته أثناء عرض الجزء الأول غير انه لم
يرَ النور للآن وأتمنى أن يكون لي دور فيه يجمعني ثانية بالرائع الأستاذ علي صبري
لكن من غير المعروف إلى الآن هل سيكون بيننا تعاون أم لا) .
وفي
حديث مع الفنان محمد هاشم قال (علي صبري من الأسماء المهمة في عالم الكتابة بعد الكتاب المهمين أمثال فاروق محمد وصباح
عطوان وقد أتى بأمر جديد وشكل حضوراً مهما فهو يكتب للسينما والتلفزيون والمسرح
وله قدرة عجيبة على رسم مشاعر الشخصية وفعلها الداخلي واختلافها تماماً عن
الشخصيات الأخرى ويعمل في منطقة ، نادر العمل بها وهي منطقة السيرة الذاتية التي
يجيد الكتابة فيها وما لا يعرفه عنه الكثير انه كاتب مهم جداً فله أعمال على
المستوى العربي وليس المحلي فقط الا أن الإعلام لم يسلط عليه الضوء بشكل كافٍ ولم
يقدمه للجمهور بما يليق بحرفيته وأعتز جداً برأيه الذي أشار فيه إلى قدرتي على
تحويل الشخصية الثانوية إلى رئيسية وأكمل حديثه قائلاً ( على الصعيد الإنساني هو
شخص راقٍ وذو خلقٍ رفيع والأهم من ذلك يملك حساً وطنياً وانتماءً حقيقياً للبلد) .
ومن
أصدقائه المقربين الكابتن كريم السامر الذي أشار لعلاقته به بقوله :
(
يحمل الطيبة البصرية والأصالة العراقية، عرفته منذ أن كانت المسؤولية خارج فهرسة
حياتنا لكنه كان يدقق في التفاصيل ويراها مادة دسمة للكتابة يرغب دائماً في أن
يدون سيناريو ملائماً لها.
وأضاف قائلاً ( علي الإنسان قنوع جداً وغير
متكلف الا إن علي السينارست جاد وحاد جداً في كتاباته يفكر في كل نقطة يضعها فوق الحروف
ولا يكتب كلمة الا وقد فكر تماماً فيما سبقها وما سيليها، هو رائع ومتجدد دائماً
صاحب قلم حاد وجاد)
وكان لمخرج مسلسل فاتنة بغداد علي ابو سيف حديث قال فيه ( الأخ العزيز علي
صبري هو صديق مقرب قبل أن يجمعني فيه عمل فاتنة بغداد فهو رائع وشفاف جداً اما على
مستوى كتابة السيناريو فهو يكتب بدقة عالية وبتفاصيل مهمة ففاتنة بغداد كان عملاً
متكاملاً عن حياة الفنانة عفيفة إسكندر تناول فيه حياتها بكل دقة وحرفية وبالأخص
من الناحية الاجتماعية ، له أعمال لم تنفذ بسبب توجهات الإعلام المتطرفة الان فقبل
ثلاث سنوات ارسل لي عملاً يتحدث عن حياة الراحل عبدالكريم قاسم وتم الاتفاق عليه
مع المنتج ولكن فجأة تم ايقاف العمل ولم يصرح لماذا لكني اعتقد ان التوجهات
المتعددة لشبكات الإعلام على اختلافها هي السبب في إيقاف هذا العمل وضياع العديد
من الأعمال الجيدة وهذا أمر مؤلم فالدراما يجب أن تخضع لتوجه واحد فقط وهو العمل
الفني المتكامل بعيداً عن كل الأمور وأضاف ان
علي صبري ليس من الاشخاص الذين يروجون لأنفسهم فأعماله تكفي للحديث عنه) .
وكان للسينارست علي صبري حديث خاص مع المرسى
نيوز أشار فيه إلى الأعمال الفنية ما بين الأمس واليوم ( منذ تأسيس التلفزيون
العراقي عام 1956 إهتمت الدولة بالإنتاج الدرامي على اعتبار أنه جزء من التنمية
الثقافية والفنية التي لا يمكن التخلي عنها لذلك عمدت على تأسيس بنى تحتية لهذا
المجال تمثلت في تخريج كوادر متخصصة من المعاهد الفنية وانشاء استديوهات واستقدام
عناصر ذات خبرة من البلدان الأخرى لغرض تدريب كوادرها حتى تحقق حضور كمي ونوعي من
الأعمال الدرامية يغطي حاجة الذائقة المحلية وتطورت الدراما العراقية حتى استطاعت
في عهد السبعينيات والثمانينيات من الانتشار عربياً عبر التسويق واحتلت المرتبة
الثانية عربياً بعد الدراما المصرية الأمر الذي شجع على انشاء شركات أهلية متخصصة
بالإنتاج الدرامي وأخذت هذه الشركات تنافس انتاج الدولة وتجد لها أسواقاً خارج
العراق كدول الخليج واليمن وشمال أفريقيا اما بعد عام ٢٠٠٣ فقد سحبت الدولة يدها
من الإنتاج الدرامي وخربت اغلب البنى التحتية التي كانت عاملاً مهما في الإنتاج
الدرامي وتولت شخصيات غير كفوءة مراكز صنع القرار وتراجعت كثيراً وانسحبت من
الأسواق لتسد فراغها دراما عربية كانت إلى زمن قريب تعتمد على الدراما العراقية ).
وأضاف صبري في نهاية حديثه (وتستطيع القول هنا
إن الدراما العراقية سواء كانت على صعيد التلفزيون أو السينما او المسرح تشهد اليوم
أسوء حالاتها ) .
أسماء كثيرة تمر علينا عبر شاشة التلفاز
يومياً الا ان القليل جداً منها يبقى عالقاً في الذاكرة من خلال أعمال شكلت
نقطة فارقة في عالم الفن وكتابة السيناريو ومن أهم وأبرز تلك الأسماء السينارست
العراقي البصري (علي صبري ) فما تزال أعماله أداة جذب وتشويق لأكثر جمهور القنوات
التي تعرضها. /انتهى