|
26
أغسطس
2023
|
المخرج قاسم حول .. دخلت المسرح من السقف ...
نشر منذ Aug 26 23 am31 07:50 AM - عدد المشاهدات : 1348
|
هولندا / المرسى نيوز / حاوره
عبد العظيم حالوب
مقالة الصحفي الكبير في تاريخ العراق حميد رشيد الذي كان يكتب ويترجم
المقالات الصحفية موضع متابعة القراء من المثقفين والمتابعين، وكان يكتبها في
مجلة ١٤ تموز والتي تضم خيرة الأقلام
العراقية. في هذه المجلة وبعد أن شاهد حميد رشيد عرضا مسرحياً لطلبة معهد الفنون
الجميلة من إخراج أستاذ المعهد عبد الله جواد مسرحية “ولدي” الذي إضطلع ببطولتها
المسرحي الذي جاء من البصرة ليحتل ثقافة بغداد المسرحية قاسم حول. جرينا معه هذا
الحوار لتسليط الضوء على مسيرته الفنية الحافلة في ساحة الادب والفن العراقي
...بدأنا معه .. ذلك الجنوبي السينمائي والكاتب العراقي ألذي أصبح إسما دوليا
وتجاوز حدود وطنه والوطن العربي :
• ما هي بدايات نشأتك المسرحية والسينمائية؟
“كنت في السابعة من عمري في ناحية المدينة في جنوبي العراق جالسا مع
والدي حول سعدون في ساحة المدينة الترابية الطيبة الفقيرة، وتحن نشاهد النقطة
السابعة الأمريكية تعرض أمامنا فنا إسمه "السينما" كنا نشاهد أخبار
العالم .. كان ذلك في العام 1946 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وكنا نشاهد
أخبار الحرب وإجتماع الحلفاء وشاهدت لأول مرة شخصا يدخن السيكار سمينا .. عرفت بعد
سنوات أن أسمه ونستون تشرشل وقد صعد سيارة سوداء عرفت فيما بعد أن أسمها رولز
رويس. وبعد عرض أخبار العالم عرضوا أمامنا أفلام متحركة كرتون ميكي ماوس وكنا
فرحين وأنطبعت حكايات تلك المتخيلة في وجداني .. لأول مرة أشاهد السينما والشاشة
السينمائية جاءتنا البعثة السينمائية الأمريكية عبر المركب النهري إذ تصعب المواصلات البرية بين ناحية المدينة وقضاء
القرنة. وحين إنتقلت إلى البصرة بعد أن
صعب علينا العيش ووصلنا بالمركب إلى قضاء القرنة شاهدت السيارة لأول مرة في حياتي
وصعدت السيارة وخفت بادئ الأمر من المدينة حيث شاهدت زحمة الحياة والسيارات
والدراجات وخفت أن لا أعرف أين نسكن وكيف أستدل على بيتنا لحين دلفت بنا السيارة
التي إستأجرها والدي إلى منطقة المعقل حيث أكواخ القصب " الصرائف وصرت مطمئنا
أنني وصلت إلى عالمي الذي سوف أستدل فيه على منزلنا .
متى وكيف اتجهت الى العاصمة
بغداد ؟
لم تمر سوى سنوات حتى بزغت
في الإحتفالات المسرحية خطيبا أقرأ الكلمات التي يكتبها معلمو اللغة العربية. حتى
مثلت في أول مسرحية "لو بالسراجين لو بالظلمة" من تأليف يوسف العاني
وإخراج توفيق البصري، الذي بعد ها أعطاني بطولة مسرحية "من ثورة
العشرين" عن مسرحية سورية بعنوان الفدائي “حسن” للكاتب خليل الهنداوي. وبزغت فيها كما البداية
وسرعان ما أنشأت فرقتي المسرحية بعنوان "فرقة مسرح النور" وكتبت وأخرجت
الكثير من المسرحيات قبل أن أنتقل إلى بغداد لدارسة المسرح. وحين أسندت لي بطولة
مسرحية "ولدي" وهي مسرحية فرنسية من تأليف "بيير ديديه"
وشاهدها جمع غفير من عشاق المسرح عام 1959 ومنهم الصحفي والناقد الكبير "حميد
رشيد" فكتب عني مقالة بعنوان "دخل المسرح من السقف" بمعنى أنني لم
أتدرج نحو المسرح إنما دخلت فيه بطلا وكاتبا ومخرجا.
وماذا عن دخولك مبنى الاذاعة في حينها ؟
لم أجد نفسي وأنا أدخل الإذاعة العراقية حتى وجدت نفسي ألقي محاضرة
في إتحاد الأدباء العراقيين قدمني الأستاذ الجامعي الكبير علي جواد الطاهر وجلس في
الصف الأول من مقاعد إتحاد الأدباء العراقيين الشاعر الجواهري رئيس الإتحاد وإلى
جانبه القائد العسكري فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب العراقية وأحد قادة
ثورة 14 تموز وهو من تنظيم الضباط الأحرار وبعد محاضرتي التي أثارت إنتباه مثقفي
العراق دعاني علي جواد الطاهر بعد المحاضرة لأجلس في وجبة العشاء مع الجواهري
والمهداوي لوجبة كباب عراقية مع طماطه مشوية وأنا في عمر التاسعة عشرة .. وها أنا
الآن إسما في عالم السينما وكاتبا روائيا وقصصيا وأترأس لجان التحكيم والقي
الدراسات والبحوث في شتى البلدان العربية وأكرم فيها وأمنح الشهادات ... فأنا مخرج
فيلم الأهوار وبيوت ذلك الزقاق وكاتب وممثل ومنتج فيلم الحارس ومخرج عائد إلى حيفا
والمغني وبغداد خارج بغداد والممثل وأنا وأكثر من ثلاثين فيلما وثائقيا وعددا من
الأفلام الروائية التي حازت الجوائز الذهبية”
• هل نقول أيضا ان قاسم حول دخل السينما من الشاشة ..؟
“ نعم فأنا أول ظهور لي على شاشة السينما في فيلم الحارس حيث مثلت
دور الرسام في القصة التي كتبتها والتي أخرجها الراحل المبدع خليل شوقي ومن إنتاج
أفلام اليوم التي أسستها في العراق والتي جلبت للوطن العراقي أول جائزة عالمية وهي
التانيت الفضي من مهرجان قرطاج الدولي ..
وماذا تختزن ذكرياتك من البصرة والحنين للوطن وانت في الغربة ؟
أنا الآن في هولندا .. وعيناي ترنوان دامعتين على وطني .. حيث تهدمت كل صالات
السينما .. سينما الخيام وا الوطني و الحمراء و الرشيد و السندباد .. كل صالات
السينما التي كانت تشكل ظاهرة الثقافة السينمائية من عروض السينما العالمية وعروض
السينما العربية وأخيرا عروض السينما العراقية وفي مقدمتها فيلمي
"الحارس"! “
ماذا تقول في اخر كلمة لك ؟
اقول شكرا لكم ولوكالتكم التي اعادت بنا الى السنوات التي مازالت
عالقة في مخيلتي حيث البصرة والعشار وساحة ام البروم والسينمات وشارع الوطن
.. وبغداد الحبيبة والسينما والمسرح ذكريات
لاتمحوها عجاف السنين . / انتهى