20
اكتوبر
2025
نفط العراق بين سخرية ترامب وغفلة الحكومة!! جعفر محيي الدين/ النجف
نشر منذ 3 ساعة - عدد المشاهدات : 86

 كلمةٌ واحدة قالها ترامب كانت كفيلة بأن توقظ الغافلين(نفطكم لا تعرفون كيف تستخدمونه) ..عبارة قصيرة لكنها مثل صفعةٍ على وجه بلدٍ غارق في صمته. فيها سخرية مرة ، تختصر حكاية العراق منذ قرنٍ من النفط والخيبات، بلد يملك كنز الأرض، لكنه لا يعرف كيف يحوّله إلى حياة.

العراق الذي يفترض أن يكون قطباً اقتصادياً في الشرق الأوسط، ما زال يعيش في مفارقةٍ مؤلمة ثروةٌ تفيض وإدارةٌ تنزف.

بينما جيرانه شيدوا من نفطهم مدناً عصرية ومدارس وجامعات ومصانع، والعراق ما زال يبيع ذهبه الأسود ليشتري به العجز والفساد والوعود الفارغة، ومع ذلك لا يمكن أن نغفل أن هذا البلد أنجب عقولاً كانت تُدرّس النفط لا تستورده.

ومن رحم الألم خرج فاضل الجلبي، أحد مؤسسي (أوبك) وصاحب الفكر الذي غيّر موازين التسعير في السبعينات، وطارق شفيق، مهندس النفط الوطني الذي فهم الأرض كما يفهم الشاعر قصيدته، ووليد خدوري، الخبير الذي قرأ مستقبل الطاقة قبل أن تدركه العواصم، لكن السؤال أين هم الآن؟ تهمّشوا كما هُمّشت الكفاءات في وطنٍ صار يقدّس الولاء أكثر من الكفاءة.

ان تصريح ترامب ليس مجرد استعراض لغوي إنه مرآة تكشف عيباً مزمناً في الاقتصاد العراقي ثروة بلا مشروع، ومال بلا رؤية.

فالنفط لا ينهض بالأمم ما لم يُصبِح وقوداً للعلم والتعليم والعدالة، أما حين يتحول إلى أداة سلطة فإنه يحرق من يملكه.

واليوم العالم يركض نحو الطاقة النظيفة و ما زال العراق يحبو خلف الموازنات الترقيعية والمناصب المتنازعة، وان لم يضع خطته اليوم، فسيفوته القطار كما فاته كثيرٌا من القطارات.

فان سخرية ترامب، على قسوتها لم تكن إلا صدى لما يعرفه العراقيون في قرارة أنفسهم، أن ثرواتهم تُدار بعقولٍ صغيرة وأن الحقول الخصبة تُطفأ فيها جذوة الإنسان.

العراق لا ينقصه النفط، بل من يؤمن أن الثروة الحقيقية هي في العقول التي تفكر، لا في الآبار التي تُضخ، ولا ينقصه المال، بل ضمير من يحرسه وأن يتحول إلى لعنة.

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار