|
22
يوليو
2020
|
قلب بغداد يتألم ... وساحة التحرير تتطلع لماضيها الجميل
نشر منذ Jul 22 20 am31 11:41 AM - عدد المشاهدات : 1848
|
بغداد/ المرسى نيوز / فاخر الحميداوي
تصوير/ علاء وادي
تعد ساحة التحرير وسط بغداد هي القلب النابض للعاصمة والتي تقع في منطقة الباب الشرقي ، ويميزها نصب الحرية لجواد سليم الذي اتخذ منه العراقيون مكاناً ومتنفساً للأحرار ورمزاً للحرية وحاملة لتطلعاتهم والبوح بمعانتهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة " وان يعيش الجميع بوطن واحد وآمن يوفر لهم لقمة العيش وفرص العمل والحياة الحرة الكريمة ، وان يرى مناطق بغداد أجمل و ساحة التحرير يعود لها ألقها الجميل وتكون واحة جميلة يتطلع لها الجميع بانها المتنفس للحرية وهي بحاجة اليوم الى اعادة النظر فيها من خلال تقديم افضل الخدمات لها.
/المرسى نيوز / تواجدت في قلب العاصمة بغداد وفي ساحة التحرير تحديدا " ونقلت من هناك آراء وتطلعات عدد من المواطنين والناشطين والكسبة وأصحاب الحرف والمحال التجارية المتواجدين في ساحة التحرير مرورا بشارع الرشيد الذين عبروا عن استيائهم لما ظهرت به بعض مناطق بغداد وبالأخص ساحة التحرير وشارع الرشيد من صور مأساوية وحزينة تمثلت بقلة الخدمات وانعدامها والآثار المتبقية من نصب السرادقات والمخيمات المتهرئة التي نصبت أيام الاحتجاجات والتي مزقتها الرياح وحرارة الأجواء المرتفعة متأملين عودة الحياة فيهما قريبا.
وقال الشاب سرمد عمر ( 16عاماً ) وهو سائق تكتك " أجلس مبكراً للعمل من أجل معيشة أخواني ووالدتي كوني الأكبر في العائلة وقد توفي والدي منذ سنتين وكما ترى ان اغلب الطرق مغلقة ونحاول استغلال الثغرات لإيصال الاشخاص لأماكنهم المطلوبة كسباً للرزق الحلال حسب قوله ، ويشير عمر في حديثه " ان واردي اليومي جيد يتراوح بين 30 الى 45 الف دينار وعملي مستمر مع التزامي بالحظر الجزئي وعودتي الى اهلي مساء.
ابو محمد من المارة وهو رجل متقاعد أوضح قائلاً " لم تكن ساحة التحرير بهذا الشكل البائس حيث قلة الخدمات وانعدامها وهذا الذي حصل نتيجة تراكمات احداث المظاهرات وآثار جائحة كورونا وعدم وصول الخدمات اليها كالتنظيف وصيانة الطرق ورفع الانقاض " مطالباً أمانة بغداد بالعمل الجاد لإعادة ساحة التحرير لألقها وجماليتها ولسابق عهدها.
وشكا صاحب محل ملابس رجالية ( 33عاماً ) في شارع الرشيد الواقع المعيشي بسبب جائحة كورونا وفرض الحظر قائلاً " في شارع الرشيد بدأت أعداد قليلة تمر من هنا وهناك للتبضع خاصة بعد قرار تحويل الحظر الكلي الى جزئي اما الواقع الخدمي أراه في شارع الرشيد ضعيفاً جداً ولم يرتقِ لمستوى العاصمة بغداد حسب تعبيره.
اما الكاسب حمادي حسين (40 عاماً ) والملقب / أبو ذيبة / والذي يكسب رزقه من عربة الحمل بين لنا " أعمل منذ 15سنة في هذا السوق حيث أقوم بنقل البضائع والأحمال لمسافات قريبة ومتوسطة ولم تتأثر معيشتي كثيراً فلدي زبائن من أصحاب المحال والمخازن التجارية " ويتابع حمادي حديثه " في بيتي كذلك أعمل ضمن طلبات أهالي المنطقة ، وعن تسميته ابو ذيبة " قال بابتسامة كوني نشطاً جداً أطلق علي أهالي المنطقة هذا اللقب حيث لا أتوانى عن تنفيذ أي طلب وبأي وقت.
فيما وقف أحد الشباب ( 20عاماً ) أمام أطلال خيمة مزقتها حرارة الطقس والرياح والمطر وعند سؤالنا له " عن سبب وقوفه في هذا المكان ، أجاب" هنا كانت لدينا خيمة وأصدقاء تجمعنا الأخوة ومطالب شرعية وهدفنا الوحيد ان نعيش بوطن آمن يوفر لنا فرص العمل والحياة الكريمة وهذا المنظر الذي نشاهده لا يسر العدو قبل الصديق وأمنيتي ان ترجع جمالية ساحة التحرير وتفتح الطرق وتختفي جائحة كورونا ، وهذه امنيات صغيرة نتطلع لتحقيقها فنحن البلد الوحيد الذي يفخر بماضيه ولا يتطور !"
ومن على رصيف المطعم التركي المهجور وبحسب شهود عيان أخبرونا " بأن هناك إمرأة خمسينية تبيع خبز السياح مع البيض المقلي فجر كل يوم ولديها زبائنها وانها لم تمكث سوى ساعتين يومياً من الخامسة فجراً حتى السابعة صباحاً وبعدها تجمع أغراضها لتؤمنها في أحد المحال على أمل العودة لمصدر رزقها في اليوم التالي.
مشاهدات وحكايات من قلب العاصمة بغداد في ساحة التحرير رصدتها كامرة / المرسى نيوز / وما حولها من أفكار وأمنيات تجوب النفس والخواطر لناس تحسروا على الماضي القريب الجميل وكانت أمنياتهم أحلاماً ربما تتحقق بمرور الزمن اذا اهتمت الحكومة بمطالب الشعب وحققت له العيش الرغيد والأمان والخدمات والنظافة وجمالية أحد معالم بغداد ساحة التحرير " فهل نرى تغييراً يحصل بقادم الأيام أو بارقة أمل ينتظرها المواطن العراقي قبل البغدادي الذي يشعر ان بغداد هي القلب النابض وهي العاصمة الحبيبة ؟ ./ إنتهى