8
اكتوبر
2025
تزايد التعاطف الشعبي في هولندا دعمًا لفلسطين
نشر منذ 6 ساعة - عدد المشاهدات : 13

هولندا / المرسى نيوز / عبدالعظيم حالوب

في ظل التصاعد المستمر للأحداث في قطاع غزة وتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، خرجت في أوروبا العديد من التظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني، كان أبرزها ما شهدته العاصمة الهولندية أمستردام يوم الأحد، حيث نظمت تظاهرة حاشدة غير مسبوقة شارك فيها نحو مئتين وخمسين ألف متظاهر دعمًا لفلسطين ورفضًا للحرب على غزة، في حدث وصفه المراقبون بأنه الأكبر في تاريخ هولندا الحديث.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وقطع العلاقات السياسية والعسكرية مع إسرائيل، داعين الحكومة الهولندية إلى اتخاذ موقف واضح إزاء ما وصفوه بـ"الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين في غزة".

وامتدت التظاهرة إلى شوارع رئيسية في العاصمة، وسط تنظيم لافت من قبل مجموعات شبابية ونقابات ومنظمات حقوقية.

وتأتي هذه التظاهرة بعد أسابيع من حراك شعبي متواصل في هولندا، حيث شهدت مدينة لاهاي مظاهرتين كبيرتين؛ شارك في الأولى نحو مئة ألف شخص، بينما بلغت المشاركة في الثانية قرابة مئة وخمسين ألفًا.

 ويلاحظ المراقبون أن أعداد المشاركين في كل مرة تتزايد بشكل لافت، ما يعكس تحوّل الموقف الشعبي في البلاد من التعاطف إلى حركة احتجاج جماهيرية منظمة.

وأعرب منظمو التظاهرات عن دهشتهم من الأعداد غير المتوقعة، مؤكدين أن الزخم الشعبي فاق كل التوقعات، فيما أبدى الشارع الهولندي، بما في ذلك بعض وسائل الإعلام المحلية، استغرابه من حجم المشاركة الذي لم تشهده البلاد من قبل .

وتزامنت هذه التظاهرة الضخمة مع مشاركة الحكومة الهولندية في مراسم تأبين يهودي لإحياء الذكرى الثانية لأحداث السابع من أكتوبر، التي تم خلالها أسر عدد من الإسرائيليين ونقلهم إلى جهة مجهولة في قطاع غزة.

وقد أثار هذا التزامن نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية الهولندية حول التناقض بين الموقف الشعبي المتعاطف مع الفلسطينيين والموقف الرسمي المائل نحو إسرائيل.

وفي أوروبا، لم تكن هولندا استثناءً، إذ شهدت ألمانيا مظاهرة ضخمة في برلين شارك فيها نحو مئة ألف شخص دعماً لغزة ورفضاً للحرب. ويشير هذا إلى تنامي موجة التعاطف الشعبي الأوروبي مع الفلسطينيين، مقابل تردد حكوماتهم في تغيير سياساتها الخارجية. أما في المقابل، فقد بدت المظاهرات العربية خجولة ومحدودة من حيث العدد والتأثير، ما يعكس فجوة واضحة بين الشارع الأوروبي الذي يمارس ضغطًا حقيقيًا على حكومته، والشارع العربي الذي لا يزال محكومًا بقيود سياسية وإعلامية تحد من قدرته على التعبير الجماعي.

وتكشف هذه التظاهرات المتصاعدة في هولندا أن الوعي الشعبي الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية يشهد تحولًا نوعيًا، إذ لم يعد التضامن مقتصرًا على النشطاء أو الأقليات، بل أصبح تيارًا مجتمعيًا واسعًا يعبّر عن نفسه في الشوارع والساحات.

ومع تزايد هذه التحركات، يبدو أن الشارع الأوروبي بدأ يفرض على حكوماته اختبارًا أخلاقيًا وسياسيًا حقيقيًا: فإما أن تعيد هذه الحكومات النظر في مواقفها تجاه الحرب على غزة، وتنأى بنفسها عن السياسات الداعمة لإسرائيل، أو أن تواجه موجة غضب شعبي متنامٍ يرفض ازدواجية المعايير في قضايا حقوق الإنسان.

ويؤكد مراقبون أن هذا التحول الشعبي المتصاعد يعكس وعيًا متزايدًا لدى الرأي العام الأوروبي بضرورة محاسبة الحكومات على مواقفها الخارجية، خاصة حين تتعلق بانتهاكات تطال المدنيين، وتتناقض مع القيم الإنسانية التي يرفعها الغرب شعارًا منذ عقود ./ انتهى

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار