7
يونيو
2020
ياسين العبود ... فلسفتي تنبع من محيطي الخاص والأصدقاء والناس يشكلون الأرض الخضراء حولي
نشر منذ Jun 07 20 am30 06:38 AM - عدد المشاهدات : 1776

البصرة / المرسى نيوز / حاوره ناظم عبدالوهاب المناصير

اللقاء : كيف يكون ؟ لقاء مع الأستاذ ياسين صالح العبود في داره بأبي الخصيب:في مسارات الحيــاة التي طالما نجد فيها طرقاً معبدة وأخرى شملها النسيان وآخرهما طمره التجريف .. لكن في صحوة إنسانية ، نكادُ نحصلُ على أجوبة ضفاضة ربما تعطينا وضوحاً أو تُشير لنا في مجمل القضايا الشخصية أو العامة وحسب كل رقعة في متسع من هذه الأرض ..

حينما نجلس ونكور أنفسنا بفرح غامر تحت أضواء هادئة بالمعرفة والموسيقى والكتب التي تملأ خزانات من عمق تاريخ مشرف أو مكتبة تسجيلات لأعمال قديمة عاشت بين ظهرانينا وأسماعنا ، كانت قد أفرزت معاني الحياة في أعين أهلنا وأبنائنا ..عندما نستلهم كل الكلمات والأحاديث التي قالها ويقولها أستاذنا ومعلمنا/  ياسين صالح العبود  / نجدها كالأحاسيس النادرة تشعل فينا بإفراط تلك الدندنات مبعثها عُودُه الذي لَفّـهُ الصمتُ والحزنُ حتى الفرح ، يوم كان كل شيء في اليد وفي الكيان يحلم أو يتنفس من خلال تأملاته بالنظرة واليقين ..

ـــ ولادته في أبي الخصيب عام 1927 ، المدينة التي كان يعشقها ولم يغادرها إلاّ في سنوات الحرب .. شبّ فيها هادئاً بسيطاً ، دخل مدرسة باب سليمان الإبتدائية عام 1933 ، وكان الشاعر بدر شاكر السياب سبقه مرحلة واحدة بنفس المدرسة ..

**سألته عن مبادراته ، وكيف ساهم في النهضة الثقافية والفنية والمسرحية في القضاء ، وهل أنه يعيش الآن لحظات الماضي ؟

أجابني بكل حرص وثقة عالية :

ــــ مبادراتي شدتني إليها كثيراً ، منذ حصلتُ عليها من الفطرة وأنكببتُ عليها من أيام الشباب ،تعلمتُ العزف على العود والكمان ، وأثارت أهتمامي في أول تعييني كمعلم في مدرسة الفاو عام 1947 ، قدمتُ مسرحية ( في سبيل التاج ) ترجمها بأسلوبه الخاص من اللغة الفرنسية الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي ، قصة جميلة وهادئة حولتها إلى مسرحية ، شاركتُ بإخراجها والتمثيل فيها .. وفي النشاط الأدبي والفني ، بدأتُ بتأليف وتلحين العديد من الأناشيد الوطنية والأوبريتات والمسرحيات المدرسية ..

**أمامي فوق المكتبة عوداً جميلاً ، هل هو نفس العود الذي رسمت به وصغت منه ألحانك ؟

ــــ لا ليس العود الذي بدأتُ منه نشاطي الفني ، فهو من سلالة أعواد كثيرة أستخدمتها في أعمالي الفنية ، ولا أخفيك سراً ، من أنني تعلمتُ العزف على العود والكمان ذاتياً وبدون دراسة ، وقدمتُ أعمالاً وألحاناً لقيت نجاحاً باهراً ما زالت خالدة في أذهان من سمعها أو شاهدها كمسرحية السياب وغيرها ..

** أحسُّ أنك ترددُ بعض الأشعار ، فهي لك أم لغيرك ؟

ــــ هي لي ولدي أشعار كثيرة ستطبع بكتاب ، أما هذه القصيدة فهي طويلة وسأذكر لك بعضاً منها :

عودي .. غبار الهجر غطاه

من صمتها على صدر عودي

نامت الأوتار

***

هجرتني .. أسمعه يقولها معاتباً

نسيتني ... وأنتَ من كنتَ الذي

بلهفة تضمني ..

تسمعني أحلى الكلام والنغم

***

فكيف ترضى أن أظلَّ صامتاً

ليس مني أي صوت يصدر

لا ولا أسمع صوت الآخرين ..

***

** أنت تكتب الشعر ، لكن هل لك رأي بالشعر الحر ، والشعر الذي يطلق عليه بالشعر النثري ؟

ـــ الشعر العمودي هو فيصل الشعر ونكهته ، والشعر الحر للسياب هو شعر موزون وهو الذي من أرتقى به إلى العالمية فتحسس منه الواقع بكل ما يحتويه ، كما أنه سجل منه أعلى رقي في الحب والحياة ..

** كل إنسان له رغبة بقراءة الكتب التي تغري أهتمامه ، فما هي الكتب التي تفضلها بقراءتك اليومية أو خلال فراغك ؟

ـــ الكتب المفضلة لدي : هي الكتب التي تعني في التعريف لأنشودة الحياة بكل تفاصيلها ، إنْ كانت شعراً أو قصة أو تاريخاً أو مسرحاً ، فهي الكتب التي تنعش الذاكرة والوجدان ، ككتب بدر السياب ونجيب محفوظ وآخرين ممن لهم مبادرات في الكتابة النهضوية والجادة ..

** لكل فنان أو أديب مشاريع آنية أو مستقبلية ، فما هي مشاريعك وما هو نوعها ؟

ـــ هي الأفكار كثيرة ومنها أصدار مجموعة من القصائد بكتاب عما قريب ، كما لدي مخطوطة أسميتها ( سنوات التعلم وسنوات التعليم ) ولي كتب سبق وأن صدرت :

1ـ كتاب أبو الخصيب في ماضيه القريب

2ـ كتاب صور نشاطات أبي الخصيب

3 ـ كتاب سنوات في حياة الشاعر بدر شاكر السياب

** نترك للحظات الكتب والفن والمسرح ونتوجه إليك حول وجهة نظرك في

( الحب ) وهل أحببت في يوم ما ؟

ـــ الحب هو علاقة سامية ، كتبها لنا التاريخ منذ بـدء الخليقة ، أمّا هل أحببتُ فذلك من البديهي أن يحب الإنسان ، ألستُ إنساناً ولي قلب ومشاعر ؟

** هل بالإمكان أنْ تعطينا فكرة عن أجرأ عمل فني أو أدبي قمت بتنفيذه ؟

ـــ مسرحية الخرابة ليوسف العاني ، أعتمدتُ فيها على نفسي ، إخراجاً وسيناريو ، وتم عرضها على أكثر من مسرح في البصرة .

** لو كان بإمكاننا أن ْ ندخل إلى دواخلك فماذا تكون فلسفتك بالحياة ؟

ـــ فلسفتي تنبع من محيطي الخاص وهو أن أكون وفياً لأصدقائي والناس الذين يشكلون لي الأرض الخضراء حولي في سلوكهم وأخلاقهم ومبادئهم النيرة ..

** بين الأمس واليوم هناك فروقات بطباع الإنسان والعادات الموروثة والمستجدة فهل تُشكل لديك مثلها إنطباعاً مختلفاً في حياتك ؟

ـــ كل ما كان لدى الإنسان من طباع وعادات قد يكون تغييرها وعدم تغييرها سواء بسواء ، وربما يكون بعضها أمامنا ضعيفاً أو مستبداً ويختلف عن الماضي ..

** أتمنى إنْ لم أكن أتعبتك ، لكن ما الذي تود أنْ تقوله في آخر هذا اللقاء الطيب ؟

ـــ ليس لدي إلاّ ما أقوله لأخي العزيز الأستاذ ناظم المناصير ، شكراً على اهتماماتك الأدبية والتاريخية وفقك الله وسدد خطاك ..

** أستاذي العزيز أستودعك الله وشكراً لمصاحبتي الجميلة لوقت ساعتين مضت ./انتهى

 

 

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار