30
سبتمتبر
2021
الشاعر : مصطفى عبدالله : الأجنبي الجميل ... كتابة وإعداد : ناظم عبدالوهاب المناصير
نشر منذ Sep 30 21 am30 07:41 AM - عدد المشاهدات : 416

   ســـــلة ٌ من الذكريات لا تَمُلُّـهــا النفسُ .. آنيــة ٌ من الزهورِ معلقـة في صفوفٍ

مرتبــة ٍ ، نراها واجمة" ليس فيهــا ذلك العطر الذي أعطى القلوب أكثـــر محبـــة

وصدق الحنين .. وتستنفر فينـا نبرة صافيــة مهجورة لأيام خلت ، لتبعدنـا بسرعةٍ

مذهلـةٍ لشـقِ عباب التاريخ المزدحمــة فيه شـــتى الصور .. تنفثُ آهاتٍ وتوجعاتٍ

مبهمـة ، ولوعات غامضــــة ، ولكن نضع موازين القدر ، توزن قافلـــة الأغتراب

ولهفة المغتربين لروضة سكرى بالماء الطهور ولأشجارِ النخلِ المتطاول إلى أعنان

السماء ولتراب الوطن الذي يُغازلُ أغصانَ الشجر وســـعفات النخيل ، ويشتاقُ إلى

حلاوة التمر وطعم المشمش والرمان ...

ـــ الشاعر مصطفى عبدالله نحسُّ به يستطلع قوافي الحياة ، يُسطِر أنغامـــا" لأرض

القبل .. كان يعشقُ الحياة يتفاعل معها ، صفته الحبّ وأحساسه هو النور المشع في

في داخلـه ، ويبقى النهر لا يمل الجريان ..

ـــ ولد الشاعر في مدينة أبي الخصيب وترعرع في قريــة من قراها .. ( جلاّب )

التي سماها ( أرض القُبل )... في اليوم العاشر من تموز 1947 لأبوين كادحين ..

ــ تلقى تعليمه الأبتدائي والثانوي في مدينة البصرة ــ قضاء أبي الخصيب (1953

ـــ 1964 ) وحصل على شهادة البكالوريوس في كلية التربية ــ جامعــة البصرة

بأختصاص علوم الحياة ، ثمّ عمل مدرسا في ثانويات البصرة بمادة الأحياء ..

ــ كتب مسرحيتين سنة 1963  وهو لا يتجاوز السادســــة عشرة سنة من عمره

مثلتا في مسرح مدرسة المحمودية .. ومن ثمّ أنكبَّ على التأليف وقول الشــــعر

، فكتب أوبريت (الطريق) الذي ترك صدى واسعا" حينما تمّ عرضه في بغداد..

ــ أصدر وهو في عمر صغير مجلة أدبية خطية ( السّلم ) بالأشتراك مع ناظم

المناصير ومعظم موادها تنشرها جريدة الخليج العربي حينذاك ..

ــ من أوائل قصــــائده ، نظمها سنة 1966 قصيدة ( أرض القبل ) عن قريته

جلاب ..

جَلاّب هل تسمعين ؟

نداء" يهبُّ من القاع يفتقُ سترَ العيون

ويفضحُ كلّ أنتحار سرى مثل خفِّ الذئاب

تربصنَ ، والجوع ذرَّ بها مقلتيه

إلى الناحل المستطاب ..

ــــــــــــــــــــ  غادر العراق عام 1978 متوجها" إلى المغرب ، وهناك أنتمى

للأسرة التعليمية في مدينة القنيطرة ( ثانوية التقدم ) ولمدة أحدى عشرة ســنة ..

ــ القدر لم يمهله كثيرا" فودع الحياة بتاريخ 1/11/1989 أثر حادث سيارة مفجع

ما بين القنيطرة و الرباط .. ودفن في مدينة القنيطرة في المغرب ..

ــــ كتب الشعر والمقالات في الصحف المغربية ، كما كان ينشر في الصحف

العراقية والعربية ..

ــ أنجز عدد من سيناريوهات لأفلام قصيرة ، منها سيناريو فلم ( زيدان والصياد)

بالأشتراك مع الروائي المغربي أدريس الصغير وسيناريو فيلمين وثائقيين

بالأضافة إلى كتابة سيناريو لفيلم وثائقي عن المخدرات من أنتاج ( الأيسيسكو ) ..

ــ كتب ( المكاشفات ) على شكل حلقات ، نُشرت في صحيفة الميثاق المغربية

وكانت آخر مكاشفة له ( أغنية الميزان ) ..

ــ أشّدّ ما كان يُميِّزَ شعرَهُ هو أحتفاؤه باليومي وهو أول من دشن كتابة القصيدة

اليومية بقصيدته الشهيرة ( النزهة ) التي رسمت مشاهد مقربة وحيوية من حياة

الناس الفقراء ...

مقطع من القصيدة :

لماذا ينزل أولاد الحيّانيــة قبل وقوف الباص ؟

ويقتسمون مع الحرِّ ، سريعا" أبواب البارات

وأسواق الخضرة والساحات

وحين تنام الشمس على الطرقات

ينتصبون رفوفا" للبارد والحلويّات ؟

ــــــــــــــــــ  أشهر قصائده ( الأجنبي الجميل ) ..وهذا مقطع منها :

أنا الأجنبي طويتُ الكتابَ

دخلتُ الحقيبة َ منتظرا" أن يجيء القطار

أنا الأجنبي

معي قلبي

ولستُ وحيدا" ولكنني في البقية وحدي

أنا الأجنبي

عرفتُ حدودي

فرتبتُ لي وطنا" من ورقْ

ــ أنهُ علبة ٌ للسجائر ــ

وحين يُباغتني في المقاهي القلقْ

ويتبعني مثلُ عودِ ثقاب ...

ـــــ من دواوينه : الأجنبي الجميل " طبعة أولى ,طبعة ثانية " / ديوان مكاشفات ما بعد الرحيل / ديوان بين الكل * لم يطبع * ،.. كما ألّف كتابا" في مادة علوم الأحياء

أ ُعتمد في الدراسة في المغرب ...

ـــ أصدرت رابطة ( الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين ) كراسا"

بعنوان ( الأجنبي الجميل رحل عنّا وعدنا باللقاء ) ضم مختارات من شعره وكلمات وقصائد في رثائه ..

ــ أصدر الروائي ناظم المناصير كتابا" عن حياته وشعره بعنوان ( مصطفى عبدالله

نهر لا يمل الجريان ) ..

ــ حصل الدكتور رياض مصطفى الماضي على شهادة الماجستير عن أطروحته

( مصطفى عبدالله دراسة في فنه الشعري ) من كلية الآداب ـــ جامعة البصرة

ـــ رثاه كثرٌ من الأدباء والشعراء والمثقفين منهم : الشاعر المغربي رشيد عاهيم

والشاعر محمد ناصري وناظم المناصير والشاعر المرحوم عبدالخالق محمود

والكاتبة المغربية خديجة الدافري والشاعر فلاح هاشم والشاعر العراقي الكبير

عبدالكريم كاصد ،  وآخرون ..

الشاعر عبدالكريم كاصد بكلمات حزينة قال في مرثيته :

كالمهدِ

أهزّ قبركَ اليتيم

منتظرا" في الظلِّ

خلف شمعتي الأخيرة

أيّنـا أعيّت ؟

أينـا عافه الرّبُ

في هذه البريّة المقفرة

بريّة الشعر ؟


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار