16
يوليو
2025
حلق الشوارب ليس انتصارا" بل انحدار أخلاقي في صميم الدولة... بقلم / محمد حنون
نشر منذ 10 ساعة - عدد المشاهدات : 36

ما حدث في محافظة السويداء السورية من اعتداءات طالت أبناء الطائفة الدرزية يتجاوز حدود العنف الجسدي بكثير فهو اعتداء مقصود على الكرامة والهوية وتحديدا" عندما يتجسد الانحدار في صورة مهينة كـحلق الشوارب عنوة

إن الشارب في ثقافات الشعوب الشرقية وخاصة في الشام رمز للشرف والرجولة والمكانة الاجتماعية لم يكن الشارب مجرد شعر يزال بل هو امتداد تاريخي لقيم يبنى عليها الاحترام والهيبة فحين يقص الشارب بالإكراه لا يراد به إلا الإذلال المتعمد وكسر الروح ومحو الإرث الرمزي لرجل بأكمله.

المؤلم ليس فقط ما حدث بل في صمت البعض بل وتبرير البعض الآخر متناسين أن هذه الأفعال لا تشبه دولة ولا تقرها شريعة ولا تقبل بها منظومة أخلاق

بقص الشوارب عنوة لم يهزم عدوا" بل كشف عن عقلية عنف بدائي ترى في إذلال الآخر وسيلة للهيمنة هو فعل لا يدل على قوة بل على ضعف مريع وفقدان للشرعية وكأنه انتقام من الهوية بدل أن يكون دفاعًا عن القانون .

ارتكاب هذه الانتهاكات في السويداء ومدن سورية اخرى في وضح النهار وأمام عدسات الكاميرا دون محاسبة يعني أن هناك نظاما" هشا" في رد الفعل وصمتا"رسميًا مدويا" يعيد إنتاج خطاب التمييز الطائفي.

لسنا أمام رد فعل غاضب كما يحاول البعض تصويره بل نحن أمام جريمة إذلال جماعي هدفها كسر إرادة شريحة من المواطنين السوريين الأصيلين فأين هو القانون السوري الذي يجب أن يساوي بين أبنائه وأين هي مؤسسات الدولة التي تزعم أنها حامية للوحدة الوطنية.

نقولها بصوت واضح لا توجد شرعية تبنى على إذلال الناس ولا هيبة تنتزع من كرامات الآخرين وما حلق من شوارب قد ينبت من جديد لكن ما يخدش في النفوس والكرامة لا يرمم بسهولة وعلى الجميع أن يقفوا موقفا"موحدا" في وجه هذا الانحدار وإلا فإننا نشارك في صناعة مشهد سوري أكثر ظلما"وأقل وطنا"

الكرامة لا تجز بالموس ولا تقهر بالقوة ومن يهين شارب رجل يعبث بتاريخ.

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار