|
27
ديسمبر
2024
|
خطيب الكوفة يعزو سبب تضاعف قوة الفاسـدين والمنحـرفين إلى عدم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
نشر منذ 22 ساعة - عدد المشاهدات : 35
|
النجف/
المرسى نيوز/ عمر الجابري
عزا
خطيب وإمام جمعة مسجد الكوفة المعظم الشيخ
محمد الوحيلي ، سبب تضاعف قوة الفاسـدين والمنحـرفين إلى عدم الأمر بالمعروف و
النهي عن المنكر .
و
قال الوحيلي في صلاة الجمعة المركزية: أعْتَبَرَ الإسلامُ الأمْرَ بِالمَعْروفِ وَ
النَهيَ عَنِ المُنْكَرِ مِنَ الواجِباتِ الأساسِيّة في حَياةِ الأُمَّة ، وَ
تَرْك هذا الواجِب تَشجيع لأهْلِ المُنْكَر ، وَ سَبَبٌ لانتِشارِ الفَسـادِ وَ
الأفكارِ المُنحَـرِفَة ، فَعِندما يَرتَكِبُ النَاسَ المُنكَرات وَ لا يَعْتَرِضُ
عَلَيهِم أَحَد ، وَ لا يَرتَفِعُ صَوتٌ ضِدَّ ذلكَ ، فَمِنَ الطَبيعيّ أنْ يَقوى
خَطُّ الإنحـراف وَ الظُلم ، وَ يَضعُف خَطُّ المُستَضعَفينَ مِنَ الناسِ .
و
أضاف : فَعِندما يَسودُ الظُلم وَ يَنحَـرِفُ الناسَ ، وَ لا يَأمُرُهُم أَحَدٌ
بِالمَعروفِ وَ لا يَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ ، تَتَضاعَف قُوة الفاسِـدينَ وَ
المُنحَـرِفينَ ، و مِنْ هُنا أستَشْعَرَ المَرجِع الديني الأعْلَم الناطِق
الشَهـيد السَيّد مُحمَّد الصَدر (رحمه الله) ، هذا الواقِع الفاسِـد في زَمَنِ
الطاغية الهَدّام ، وَ لَمْ يَتَصدّى أَحَدٌ لأسبابٍ عَديدةٍ مَعروفَةٍ لَدى الجَميع
.
و
تابع خطيب الكوفة : لَقد وَقَفَ شَهـيدُنا الصَدر
كَمْا وَقَفَ أجدادُهُ المَعصومونَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) ، لا تَأخُذُهُ
في دِينِ اللهِ لَومَةَ لائِمٍ .
و دعا : إلى تَصحيحِ المَسار المُنْحَـرِف
بِكُلِّ صَلابَةٍ وَ شَجاعَةٍ وَ قوة ، إنْضَمَّ إليهِ -بِسَبِبِ دَعوَته
الصَادِقَة- الشَباب المؤمِن ، الذينَ إنخَرَطوا في خَطِّهِ الشَريف ، خَطُ أهْلِ
البَيت (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) .
و
أوضح : أن الشَهـيد الصَدر أتخذ مِنْ صَلاةِ الجُمُعَةِ المُبارَكَة -المُقامَة في
مُدنِ العِراق- مِنْبَراً لِلأمْرِ بِالمَعروفِ وَ النَهيِ عَنِ المُنْكَرِ ،
حَتّى أقامَها بِنَفسِهِ في هذا المَسْجِدِ المُعَظَّم ، وَمِنْ هذا المِنْبَرِ
الشَريفِ مُرْتَدياً الكَفَن ، في إشارَةٍ واضِحَةٍ لِطَلَبِ الشَهادةِ في سَبيلِ
دِينِ اللهِ ، و الإصلاحِ قَبْلَ تَفاقُمِ الوَضْعِ الفاسِـد .
ولفت
الوحيلي : إلى نَجَاح الشَهـيد السَيّد
مُحمَّد الصَدر في كَشْفَ زَيْفِ الحكومَةِ الظالِمَةِ الفاسِدة ، وَ ما تَدعو
لَهُ مِنْ أفكارٍ مُنحَـرِفَةٍ ، و تَحدّيه لظُلم وَ طُغيان البَعْثِ الكافِـر ،
فَقَدْ حاوَلَتِ السُلْطَة أستِمالَتَهُ ، فَوَجَدَتْهُ رافِضاً لِظُلْمِهِم وَ
طُغيانِهِم ، فَلَجَأتْ إلى أساليبِ التَرْهيب فَلَمْ تُجْدِ نَفْعاً ، إذِ
اسْتَمَرَّ بِمواصَلَةِ جِهـادِهِ دونَ خَوفٍ .
و
تابع : فَقَدْ نَهَضَ (رحمه الله) بِدَورٍ ضَخْمٍ وَ خَطيرٍ في مَرْحَلَةٍ
سِياسيَّةٍ مُعَقَّدَةٍ ، مُتَأثِّراً في عَمَلِهِ بِالثَوْرَةِ الحُسَينيَّةِ ،
وَ قَدْ أنْجَزَ تَحولاً كَبيراً في المَسارِ الإسلامِيّ في العِراقِ ، فَفَجَّرَ
قَضية الإصلاح لِلواقِعِ في إطارِ نَموذَجٍ جَديدٍ ، فَكانَ مَشروعه كَبيراً
إنْطَلَقَ نَحوَ بِناءِ قاعِدَةٍ شَعْبيَّةٍ واسِعَةٍ وَ مُتفاعِلَةٍ مَعَ
خِطاباتِهِ ، مِنْ خِلالِ صَلاةِ الجُمُعَةِ التي أحياها بَعْدَما كادَتْ أنْ
تُنْسى .
و
واصل الوحيلي : وَ نَظَرَ لِمْا تَحْمِلُهُ خطْبَةِ الجُمُعَة مِنْ قُوّةٍ
تَأثيريِّة في المُجتَمَعِ ، حَيْث تُعَدُّ مِنْ أهَمِّ وَسائِل الاتِّصال
الجَماهيريّ ، فَهيَ تَخْتَصُّ بِمَزايا لا تَتَوافَر في مِنْبَرٍ إعلاميٍّ آخَر ،
كَونها تُمَثِّل شَعيرَة مِنْ شَعائِرِ الإسلامِ ، وَتَتمّ في جَوٍّ إيمانيٍّ
مُؤَثِرٍ .
و
أشار : إلى أن الطاغية الهَدام قد سعى لإفشال تِلكَ المَرجعيّة الثائِرة ، مِنْ
خِلالِ مُحاوَلَةِ إظهار السَيدّ الصَدر لِلناسِ على أنّهُ مَرْجِع السُلْطَة ،
لإبْعادِ الجَماهيرِ عَنْهُ مِنَ البِداية ، لَكِنَّ شَجاعَةَ الشَهـيد الصَدر وَ
حِكْمَته وَ صَبْره أسْقَطَتْ كُلَّ مُحاوَلات الطاغية .
و
أختتم خطبته : بالتأكيد على إنَّ إحْياء ذِكْره العَظيم هوَ إحياءٌ لِلمُثُلِ
التّي تَجَسَّدَتْ في ذاتِهِ ، و في شَخْصيَّتِهِ وَ مَسيرَة حَياتِهِ ، وَهوَ
القائِل ، أنْتُم لا يَنبغيَ أنْ تَنسوني إلى هذهِ الدَرَجَةِ ، رُبَّما إنَّ في
ذِكْري شَيءٌ مِنَ النَفْعِ لِلمُجتَمَعِ ./أنتهى