ساءلت صمتك أدري أنه لغة      مستنطقا في سؤالي الداء والنصبا

من ذَا يحيل سعال الليل أغنية       ورعشة القدم التعبى  صدى طربا

ومن يحيل دبيب الموت قافية            سكرى  بآلامها فواحة وصبا

يا شاعر الألم الخلاق تصهره      شعرا ويصهر منك الفكر والعصبا

وَيَا رفيق الأسى في كل معترك     بَارَكْت فيك الأسى حبا بما وهبا

بَارَكْت فيك الأسى لو أن لفحته        مرت على بردنا الثلجي لالتهبا   

قرعت بابك ليلا حيث بابك لم.        تقرعه غير رياح تبعث العطبا

فانداح عبر جدار الموت ألف صدى     يشدني خارقا ما بيننا الحجبا

يا بدر إنك في درب الأسى وأنا      مسافران ،وكل  همه اصطحبا

ما انفك يعلكنا  حزن   ويلفظنا    درب ،ويمضغ  يأس عودنا الرطبا

خذ من سني  غواليها تجد عمرا    ما انفك ينبت ألوان الأسى خصبا

ما كدت أزرع في صحرائه أملا       إلا تراجع مشلول الرؤى ،وكبا

يا بدر لو تنصف الأحزان ما تركت    رأسا ولا فاتها أن تحرق الذنبا    

--‐---------

 مطلع قصيدة كتبت عام ١٩٧١ ،أثناء انعقاد مهرجان السياب الأول ،وبعد نصب تمثال بدر شاكر السياب على كورنيش البصرة.