8
مارس
2024
هل ابتعدت أم اقتربت؟؟ الشاعر مهند مصطفى جمال الدين/ بغداد
نشر منذ 2 شهر - عدد المشاهدات : 108

القصيدة إلى  مهدات الى الفقيد الراحل الصحفي والشاعر والاديب محمد صالح عبد الرضا بمناسبة اربعينيته والتي  القيت في رابطة مصطفى جمال الدين الأدبية .

هل ابتعدت أم اقتربت؟؟

  هل بمقدور الزمن أن ينسى قلب شاعر وإنسان طالما               

  أفاض على من حوله إنسانيته وخضرة روحه التي         

  تجذرت في نفوس عارفي فضله ومحبيه ،ولتبقى           

روحه مغروسة في بصرته تطوف حول البقعة التي         

آمن بها فكرا وعطاء وإبداعا.....                             

لم يبـــتعدْ عنّا وعن أحبـــابــهِ       بل راح يبحث عن شذى (سيّابهِ)

وعن القصيدة، عن مناسكها التي      تــفترّ شـــجواً في سنا محرابهِ

وعن الجمال، عن البلاغة والرؤى مذ كـــان يطعُمها زهورَ شبابهِ

وعن الحقيقة، عن ســـــــؤالٍ سِرّهُ   يــــنحلّ في تفـــسيره وجوابه

عن بصرة العشاق، عن مشحوفها   عن شطّها المنساب في أهدابـه

عن جمرها المسكون في تمّوزها     ليــفيضَ عطرًا في ليــالي آبه

عن ملتقى الشطّين فاضَ بسيبهِ     حــتى يـــنامَ الحالــمون بـبابه

عن سيّد الشجرِ النخيل وقد شكتْ   (برحــــيّةٌ) فيه ســياطَ عذابه

وعن العراق عن الذين تأصّلوا     وتــــوطّنوا في طــينه وترابه

..........

لم يبتعدْ عنّا وعن أحبابه             ولَكَم  يحِنُّ الى اقتراب إيابه

سيعودُ يرسم ليلنا ونهارنا             وينيرُ عتمــتنا بضوء شــهابه

وسيصدحُ العشاق عند وصوله:     أهلا وسهلا بالندى وسحابه

وفــؤادُهُ يلـــتاعُ في دقّاتــه         فـــإذا به يشـــتد في ترحــابه

أهلاً بكل القادمين لـــدارهِ          ليذوقوا ماء العزّ من أكــوابه

ولسوف تُزهرُ في المدى أخلاقهُ   وتضوعُ دنيا الناس من آدابه

فغداً يجيءُ وموتهُ من دونهِ     أبداً سيــعرفُــهُ ويـُـدركُ ما به

..........

لم يبتعدْ عنا فها هو واقفٌ       وحضورهُ يمتاز فوق غيابه

ووفاؤهُ أن لا يغيب وكلما        جارَ الزمان بأهله وصِحابه

وسِعَ الهمومَ بصدرهِ وفِعالهِ     وأذابَ حـزناً بالفـــؤاد النابه

فهناكَ مجلسهُ الأكيدُ وصوتُهُ     مازال يُسرجُ روحَهُ بصوابه

مازال فكرُ الأمس ينشرُ عطرَهُ    لم يحتجبْ عنّا برغم حِجابه

قد كان يحملهُ بعمقِ وجودهِ        ويخــطّهُ بضمـيره وكــتابه

ورسالة الانسان محورُها الذي    ما انفكّ يكتبها بحسن خطابه

وبأنها لغةُ السلام ودونها          يسري الظلامُ ويحتمي بذئابه

ويعيثُ وحشُ الغاب مفترسًا بها   أحلامَ جيلٍ بُعثرتْ في غابه

فتقزّمتْ افكارُهم وتحطّمتْ       دون الضياع وبطشه وخرابه

جيلٌ يلاعبُهُ المتيهُ ودونما        يـــدري بأنّ مصــيرَهُ بلـعُابه

وبأنّهُ من دون عقلٍ دائرٌ          متكاثرٌ وجَعًا بطــول سرابه

وبظُفرهِ أن سوف يحفرُ قبرَهُ    ويمزّقُ الإرثَ المضاعَ بنابه


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار