24
سبتمتبر
2023
العرب من منظور هوليودي/ بقلم عبدالعظيم حالوب
نشر منذ Sep 24 23 am30 08:48 AM - عدد المشاهدات : 1166

لقد اتيت من بلاد بعيدة ....

 حيث يقطعون اذنك  اذا لم يعجبهم وجهك

  هذا وحشي لكن هذه هي بلادي....!

في افتتاحية غنائية لأكثر الافلام  الفة لدينا حينها نحن الصغار  كنا نتمايل معها فرحا عصر  كل يوم تمام الساعة السادسة. مع مدخل المسلسل الكارتوني علاء الدين وفيما  هي تصفنا بابشع الاوصاف  كنا نردد مع مؤدي الشارة  بهذه الكلمات ببراءة ومنذ ذلك السن المبكرة  بدأت معنا الحكاية مع هذه السينما الامريكية وهي  تقنعنا على ان نرى انفسنا من منظورها الخاص  هذه الحكاية التي كانت في واقع الحال    قد بدأت فصولها  منذ السنوات الاولى من نشأت هذه  السينما اي  قرابة المئة عام .

فما حكياتنا نحن العرب مع هذه الصناعة الفريدة ؟

في مكالمة تلفونية مع صديق لم التقيه منذ اشهر كان يسالني عن  حالي  لاسترسل بالحديث له  عن سفري الاخير للعراق  وكيف كان التنقل هناك سائلا اياي وببراته المعهودة ان كان هنالك مطار  في العراق .! ما دفعني للذهول لبرهة  متسائلا  كيف ولماذا قد  ابلغ الغرب عنا كل  هذه  الرسائل المغلوطة؟      

منذ اكثر من قرن دأبت ماكنة صناعة الافلام في هوليود  على زج صورة العرب والمسلمين  في صورة تعكس مفاهيم مسبقة ومشوهة للثقافة العربية والإسلامية.  فهذه الصور المغلوطة تجسد العرب أعداء وإرهابيين  وأشباح تحيط بالعالم الغربي، مما يسهم في تكريس الأحكام  العدائية  والتمييز العنصري. حيث بالغت بالتشويه درجة انها  جعلت من العرب اناساً لم ينالهم حظا من  التعليم يقطنون في بيوت شعر جنبا الى جنب مع الابل ....

بلاغة الافلام الامريكية في التعبير

الاجادة الفنية المتقنة  في هوليود في صناعة الافلام جعلت من المشاهد العادي يستسيغ ما تسبغ عليه هذه الافلام من رسائل جاعلة منه  مرما سهلا تجتاحه مجمل التمريرات الايديولوجية  حيثما تسنت الفرصة   لمنتجي الفيلم  فمن منا ليس مدمنا على افلام هذه الماكنة المخيفة تاريكين وراء ظهورنا  العديد من المدارس السينمائية  العالمية التي يعتد بها اتقانا وفنا كالمدرسة الايطالية والفرنسية  فعلى صعيد شخصي بلغ بي الامر اني في فترة  معينة من حياتي كنت اشاهد فلمين الى ثلاثة يوميا وعلى مدار عدة سنوات اي  بمعدل  4 الى 6 ساعات يومياً ! ترى كم رسالة ورسالة  قد مررت الي وعلي ؟

في كتاب " العرب الاشرار في السينما"  للدكتور جاك شاهين الذي كان يحاضر في جامعة  جنوب الينوي في امريكا  لخص الكاتب  الصورة التي الصقتها هوليود بالعرب والمسلمين  في التالي  :العربي ثري يقطن صحراء موحشة  ولديه من الذهب ما يكفي نصف الكرة الارضية ولديه من المحضيات  من النساء ما يملاء بهن بقاع الارض .    

رصد  د.شاهين في هذا الكتاب  مئات الافلام لم يظهر فيها العرب بصورة ايجابية الا في 12 فيلما  وما يقارب الخمسين فيلما بشكل حيادي وما يقارب 300 فيلما بشكل سلبي حيث  يظهر فيهن العربي اما ارهابي ووحشي غاضب واما يجسد دورا  كاريكاتيريا فجا ما من شئ يثيره سوى غرائزه الرخيصة .

ومن بين هذه الافلام “لورنس العرب “في مشهد دراميكي يتفاعل معه العربي قبل غيره  ففيما ترى الشاشة  تكتظ بالأمراء العرب وهم يملؤن قاعة كبيرة وهم يتقاذفون الالفاظ ...يعلو النزاع والكل يتكلم في ان واحد ولا احد يصغي للاخر  ليعتلي الممثل انطوني كوين وهو بدور احد  اشراف قبيلة الحويطات طاولة الاجتماع كحصان سرك جامح  ليهم بالشريف علي (عمر الشريف) الذي كان يجلس هو الاخر على الطاولة بدلا من الكرسي ...! ليأتي الرد سريعا من لورنس هذا الابيض الاوربي الوحيد الذي يتوسط هذا الجمع من العرب البلهاء طارقا بمقبض مسدسه  على الطاولة ان اسكتوا...! ليسكتوا  ويكفوا فعلا عن الصراخ ...! في رسالة  لنا نحن العرب ان اموركم لا يمكن اصلاحها  لوحدكم . 

إن تصوير العرب والمسلمين في هوليود يعكس مقداراً هائلا  من الاحتقار والتشويه للحقيقة، حيث يتم تجاهل التنوع الثقافي والاجتماعي الغني لهذه الدول الشرق اوسطية . فبالعودة الى سؤال صديقي البرئ  فيما لو كان في العراق مطار كنت قد سئلت  يوما في موقف مشابه فيما لو  كان لدينا نساء  طبيبات  ! .

ليست هذه الاسئلة  بالغريبة  او الجديدة  علينا نحن العرب - الساكنين-الغرب فقد تتقاطر عليك وانت تعيش هناك اسئلة مماثلة  بصدق وحسن نية او بنوايا خبيثة هذا كله يحدث  لما يتدفق عليهم هؤلاء الناس  من كم هائل من الافلام وما تحمله من تصوير سطحي يتجاهل الدور المحوري الذي تلعبه المرأة لدينا    فما له الا ان  يصورها كجارية  راقصة  بثياب شبه عارية  او فتاة منقبة لا تبلغنا  منها سوى العتمة والترقب متجاهلين باقي تفاصيل الصورة الانيقة لنسائنا   بارزين فقط   تنمرا قادحا   يقنع المتلقي بما يرونه مناسبا . / انتهى

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار