![]() |
|
12
أغسطس
2023
|
حين يداهمنا الخطر ..!!بقلم : الكاتب واثق الجابري / بغداد
نشر منذ Aug 12 23 pm31 03:02 PM - عدد المشاهدات : 447
|
حين تجد التفجيرات و التخريب يطال
أبراج الكهرباء الناقلة و المولدات الحكومية ، في فصل الصيف و درجة حرارة تصل الى
نصف درجة الغليان ، فثق أن الخطر يداهمنا ، و من يُعادي العراق لا رحمة و لا
إنسانية ولا قيم و لا اخلاق لديه ، و كل فعل يشملنا جميعًا ولا يفرق بيننا ، بل
فعل يسعى الى فرقتنا.
يداهم الخطر الدولة تحت عناوين متعددة
، أهمها الاستهداف السياسي أو الاعتراض على بعض الطبقة السياسية ، و يتخذ من الشعب
دروعًا بشرية ، بسياسة الأرض المحروقة ، التي و قودها ثرواتنا و إمكانيتنا ، و
يكون حطبُها شعبًا كي نغضب و يعترض بعضنا على بعضنا .
تحركت جهات متعددة بأساليب مختلفة ،
بهدف الإضرار بالعراق من أقصاه الى أدناه ، مسؤوليه و مواطنيه فقرائه و أغنيائه
عربه و كورده مسلمين أو من ديانات أخرى .
فداهمتنا أخطار الإرهاب و الفساد و
التخريب و أستهداف العملة ، و أخطار متعددة تعصف بالجميع تحت أسماء مختلفة و
شعارات أحيانًا بأسم حقوق الشعب ، و لكنها كالعدو الذي لا ينتصر علينا إلاّ
بفرقتنا و إضعافنا و جَعل الثقة مفقودة بيننا ، فلم نعد نختلف على مستوى العمل أو
السياسة ، بل جزء من الخلافات في رأينا العام الذي انقسم بتأثير الإعلام و الأزمات
، و بمن لا يعرف أن الاختلاف أو إضعاف طرف
كإضعاف طرف في جسد ، فيفقده جزءًا كبيرًا من تكامل مهامه .
إن عدم الإدراك لحجم الأخطار المحيطة
بالعراق أو من الداخل ؛ عدم إدراك للمسؤولية و إضعاف لجسد الدولة ، فكم جميل أن
نرى كورديًّا و سنيًّا يطالب للبصري بأن تعطى حقوقه ، بما يقابل ما تعطي مدينته
للعراق و ما يتعرضون له من أمراض و حاجة تحسين إقتصاد ، و كذلك سني و شيعي يطالبون
برواتب موظفي إقليم كوردستان ، كونهم مواطنين في هذا البلد لهم حقوق و عليهم
واجبات ، و الشيعي و الكوردي يفكرون بالنازحين و ضحايا الإرهاب ، و هكذا للناصرية
كي لا يبحث أبناؤها عن عمل في تقاطعات الطرقات ، و السماوة و كربلاء و صلاح الدين
و الموصل و النجف و بقية مدن العراق ، و بالإدراك شعور جمعي بالمسؤولية للعراق بكل
طوائفه و مكوناته ، و عمل مشترك سياسيًّا وشعبيًّا ، فالخطر جربناه لا يستثني
أحدًا.
الأمثلة كثيرة عن الخطر الذي يداهمنا ،
لا تشعرنا فحسب بأنها بلا قيم لاستهدافنا ، بل جربنا و ننتظر تجارب أقسى ، و من
يستهدفنا لا يملك ذرة من الأخلاق كي
يفرقنا ، و هذا يحتم أستثمار الاستقرار السياسي و عمل الحكومة الجاد ، من أجل
تصفير الأزمات و إقرار القوانين المهمة ، و التي لا أقول عنها خلافية ، بل هناك من
يضع فيها إختلافنا ، و بذلك لا يحرم من يقول أنه مختلف معه ، بل يمنع تكامل شعب
وتعدد أدوار، و حقوق و واجبات مختلفة لكنها بالقانون تكون عادلة ./أنتهى