25
يونيو
2023
عندما تمطر السماء في البصرة يبتلُّ رأسي في ميامي ... بقلم جاسب عبدالمجيد
نشر منذ Jun 25 23 am30 08:30 AM - عدد المشاهدات : 314

في الغربة,  أعددت ذاكرتي, فراح أصبعي يرسم على رمل الشاطئ ملامح مدينة, شناشيل ونخل, وشط يبتسم بوجه عبٌارة الجامعة ويضحك لزوارق الصيادين ويومئ بموجه العذب للمارة .. رسم أصبعي على رمل الشاطئ الأشجار العملاقة التي كانت تحتفظ بأسرار العاشقين .. ازدحمت ذاكرتي بالصور... جاء الدور  الآن على "تومان " صانع الفرح والسعادة .. تذكرت ذلك اليوم الذي حاورته عندما كان القصف يدك الشوارع والبيوت.. قلت له: ترك الناس المدينة يا تومان بحثا عن الأمان ..

 قال : لا بأس, دعنا نبقى هنا نعزف لبقايا الأشجار ونغرس الأمل, فهنا بدأنا وهنا نموت , وقال :إن  النوم على رصيف مدينتا أفضل عندي من وسادة ملك ,  وعليك أن تعرف أن المدينة لا تسقط ما زال تومان  يعزف هنا .. قال وعلى خده يتساقط الدمع : الناي آلة تعزف الصبا الحزين , لكنها في أنفي تعزف لحن الفرح والأمل .. سيعود أهل المدينة كلما عزفنا "هيوى وسامري وأشعار .. نتغنى بهوى العشار " .. لا تخف يا صديقي هذه مدينة لا يمكن أن تكون مدينة أشباح, لأن ذاكرتها محشوة بالمحبة والفرح , ولكن ..  لكن "تومان "أغمض عينيه  . .

تركت أصبعي يرسم النوارس التي كانت تحوم حول الموانئ , رسمت على الرمل المبلل تنور الطين , وخبز العافية , ورسمت بائعة اللبن  .. لكنني  توقفت .. كيف سأرسم طوابير الدراجات الهوائية عند الصباح وعند الظهيرة .. إنها الدراجات الصفر لعمال الموانئ ,  كانت أبرز علامات المعقل الغافي في حضن الميناء ..رسمت على الرمل الورد الجوري فشممت عطر مدينتي .. لم تستوعب مساحة الرمل رسم المزيد ..تذكرت طالب جبار ... فانشغلت بدمعي على أمل أن  أرسم لوحة أخرى.

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار