23
يناير
2023
بغداد عاصمة الطغاة ..!!بقلم : الصحفي هادي جلو مرعي/ بغداد
نشر منذ Jan 23 23 am31 08:23 AM - عدد المشاهدات : 263

هل تتحول بغداد الى مدينة لرفاهية الطغاة .. و أغلب سكانها فقراء ..!!؟؟

في أحد الأماكن الترفيهية في العاصمة تباع قنينة الماء بثلاثة ٱلاف دينار، أو بستة ٱلاف كما ذكر لي صديق ، و تقدم النرجيلة بثلاثين ألف دينار ، و لايدخل المكان إلا أصحاب الدخول العالية ، والذين يصلونها بسيارات خاصة و فخمة.. بغداد يحكمها أصحاب الملايين و الذين يحصلون على الأموال بطرق غير شرعية..!!

 في أوقات معينة تتزاحم السيارات على الملاه الليلية ، و يتزاحم الشبان على محال بيع الخمور ، بينما تنتشر الملاه و النوادي الليلية التي يرتادها أصناف من الناس ، و تدخلها فتيات وشابات بأعمار مختلفة ، لكن هذا وجه من وجوه بغداد المدينة الأغلى في العالم ، و التي ترتفع فيها أسعار المنازل في الأحياء الراقية الى مستويات أعلى من لندن و عواصم أخرى ، بينما تعرض مساحات من الأرض بأسعار غير معقولة وبآلاف الدولارات للمتر المربع الواحد ، و وصل الأمر بالبعض أن يعرض مبالغ غير واقعية ثمناً لقطعة أرض يمكن أن تتحول الى مبنى فخم أو مول تجاري ، أو مطعم أو شيء ٱخر بعنوان الإستثمار ..!!

تعلو الأبراج السكنية التي تعرض شققاً للبيع ، و لكنها بخلاف ستراتيجية حل مشكلة السكن المتبعة في بلاد مثل مصر ، فإنها تعرض في بغداد بأسعار خيالية لايقدر على دفعها سوى أصحاب الدخول العالية ، من الذين يستطيعون توفير ثمن الشراء الذي يعجز عنه ذوو الدخل المحدود و الفقراء في الأحياء البائسة التي تحول المدينة الى مقبرة كبيرة ، و تكافح أمانة بغداد من أجل تقديم الحلول من خلال توسيع الشوارع ، و بناء المجسرات و محاولة إبتكار طرق جديدة تفك الإختناقات المرورية وسط وحول العاصمة .

بالرغم من الشكر الذي تستحقه أمانة بغداد ،، و كفاح أمينها المهندس عمار موسى ، إلا هناك من لايريد أن يتعاون و يركز على مصالحه الشخصية ، و المنافع التي يأملها من خلال إستثمارات تضر بالمدينة ، و تعيق عمل الأمانة التي يعادل عملها عمل وزارات عدة مجتمعة ، فهناك فئات إجتماعية من حديثي النعمة الذين إندفعوا لشراء الدور و العقارات و الأراض ، و الإستثمار في كل شيء و البحث عن وسائل الرفاهية و الإستمتاع ، و هولاء لايبالون بالقانون و بخطط بناء الدولة ، و يحدثون فرقاً بين فئات إجتماعية يعلو بعضها فوق السحاب ، و يدفن بعضها تحت ركام الفقر و الحاجة ، مع غياب إستراتيجية واضحة لبناء الدولة و دعم مؤسساتها .

تغيرت الظروف فبغداد تتحول من خضوعها لسلطة الطاغية و الدكتاتور الفرد ، الى طغيان جماعات تستحوذ على كل شيء ، و تتحكم بكل شيء .. و ترفع شعارات تستهوي السذج و المغفلين الذين يلعقون التراب ، و يهتفون لطغاتهم دون وعي مثل فراشات تشتهي الضوء في ظلام دامس ، حتى إذا وصلته تكتشف إنه نار فتحترق و تموت ./أنتهى

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار