30
اكتوبر
2022
الذكرى الـ ( 26 ) لرحيل العلّامة السيد مصطفى جمال الدين
نشر منذ Oct 30 22 am31 07:31 AM - عدد المشاهدات : 332

البصرة / المرسى نيوز

مساء الأربعاء الموافق 23- 10 -1996 توقف في دمشق قلب العلامة المجاهد الدكتور الشاعر العربي الكبيرالسيد مصطفى جمال الدين الذي غابَ جسداً وبقيَ علماً وأدباً وفكراً ونضالاً جسَّدَ النموذج الأمثل لرجل العلم والأدب ولشاعرٍ قديرٍ يمثلُ بشعرهِ ذاكرةَ عصرٍ ولا يقلُ عن شعر عمالقة العصر , إن لم يتفوق عليهم عذوبةً وقوة .

في مثل هذا اليوم يستذكرُ العربُ والعراقيون ذكرى رحيلهِ السادسة والعشرين وكان يوم رحيله يوماً مشهوداً بتأريخ دمشق .

ومصطفى جمال الدين شاعر العراق من شماله الى جنوبه وشاعر الامة العربية الذي حمل هموم امته ووطنه في شعره وجسَّدها فكراً ومضموناً وعاطفةً شجية كانت له دراسات مهمة ومعمقة في مجالات مختلفة من الدراسات الاسلامية والادبية فقد كتب في الفقه والاصول والنحو واللغة والمنطق والبلاغة وعروض الشعر .

- ولِدَ السيد مصطفى جمال الدين في 5-11-1927 في قرية (المؤمنين)في سوق الشيوخ جنوب العراق وتربى في كنف جدّه العلّامة المجاهد السيد عناية الله جمال الدين الذي يُعَد من أبرز لقادة المجاهدين في حرب (الشعيبة) ضد الغزو الإنكليزي للعراق عام 1914م .

-أكمل الدراسة الحوزوية في جامعة النجف الدينية وواكب حركة التجديد فيها .

- أكمل دراسته الاكاديمية في كلية الفقه في النجف الاشرف وحصل على البكلوريوس عام 1962م .

- حاز على شهادة (الماجستير ) في الشريعة الاسلامية في جامعة بغداد بدرجة جيد جداً عام ١٩٧٢ م .

- حاز على شهادة (الدكتوراه) في اللغة العربية في جامعة بغداد بدرجة امتياز عام 1979م .

- زاول التدريس في كلية الفقه وكلية اصول الدين وكلية الآداب جامعة بغداد في مدة تزيد على العشرين عاماً وقد تخرجت على يديه أجيال كثيرة

- رأسَ جمعية الرابطة الأدبية في النجف حتى مغادرته العراق عام 1980م .

طُبعَتْ له المؤلفات التالية :

1- القياس حقيقتهُ وحجيتهُ .

2- الاستحسان حجيته ومعناه .

3- الانتفاع بالعين المرهونة .

4- البحث النحوي عند الأصوليين .

5- الإيقاع في الشعر العربي من البيت الى التفعيلة .

6- محنة الاهوار والصمت العربي .

7- ديوان ( عيناكِ واللحن القديم ).

8- الـــديــوان .......

السيد مصطفى جمال الدين العالم والفقيه الذي أُشتهرَ بالشاعر قد أجتمع حوله الجميع فكان محط انظار الجميع , كان رمزَ الوطنية والانتماء الصادق لتربة الوطن .

تغنى ببغــــداد وكتب عنها ثلاثة قصائد تعتبر من قلائد الشعر العربي واشهرها القصيدة الخالدة (بغداد والعصر الذهبي) التي القاها في مهرجان الشعر العربي في قاعة الخلد عام 1965م .

بغــدادُ ما اشتبكت ْ عليكِ الأعصرُ

إلّا ذوتْ ووريــقُ عـمـركِ أخضــرُ

مـرَّتْ بكِ الدنيا وصبحُكِ مشمسٌ

ودجـتْ عليكِ ووجـهُ ليلكِ مـقـمـــرُ

للهِ أنتِ فأيُّ سِرٍّ خالِدٍ

أنْ تسمَني ، وغذاءُ روحكِ يُضْمِرُ

أنْ تَشْبَعي جُوعاً ، وصدرُكِ ناهِدٌ

أو تُظلِمي أُفُقاً ، وفِكرُكِ نَيِّرُ

وجسَّـــدَ بشعرهِ حب الوطن والخشوع ببابه وهو يحلمُ بالعودة لذلك الوطن الحبيب .

ويا وطناً لو انَّ ( الخُلدَ ) أزرى

برونقهِ لقلتُ له حـســـــودُ

أُحـبُّـكَ بل أحبُّ خشوعَ نفسي

ببابكَ حين أحلمُ بي أعـودُ

ويضع السيد مصطفى جمال الدين تعريفاً للوطن .. فما هو الوطن عند مصطفى جمال الدين : انه الارض التي يتنفس فيها الانسان الحرية بكرامة , وقلب يخفق بالحب واذا انعدم القلب الكبير ينعدم

معه الوطن ليظل ذكريات لذلك الثرى العبّاق .

وطـنُ الناسِ تــربــةٌ نـبـتُـها العز

وقلبٌ بحبِّـهـم خـفــَّـــــــاقُ

ولم ينسَ مصطفى جمال الدين امته العربية ولم يتوانَ عن قضاياها

الملِّحة فيعلو صوته بعد نكسة الخامس من (حزيران) عام 1967م بقصيدته المشهورة (للثأر والفداء) .

لملمْ جراحَكَ واعصفْ ايُّها الثارُ

ما بعدَ عارِ حـزيـرانٍ لنا عــــارُ

وخَلِّ عنكَ هديرَ الحقِّ في أُذُنٍ

ما عادَ فيها سوى ( النابالِ)هَدَّارُ

وخُضْ لَهيبَ وَغىً لا بدَّ جاحِمُها

يوماً ، فإنَّ بَريقَ السلمِ غَرَّارُ

إنْ تُحْرِقِ البغيَ تجلو ذُلَّ موقِفِنا

أو تحترِقْ .. فطريقُ الجنَّةِ النَّارُ

وحين يرى تقاعس امته عن اداء واجبها تدوي قصيدته (شهيدُ الفداء) في مهرجان الشعر العربي في دمشق عام 1972م .

يَبسَ الجرحُ فانتفض يا شهيدُ

نامَ عن ثأرِكَ الكُماةُ الصيدُ

العيونُ التي تجمَّرّ فيها السُهْدُ

يوماً .. قد مَلَّ منها الرقودُ

والسيوفُ التي تفجَّرَ فيها الحقدُ

حتى ذابتْ عليها الغُمودُ

كَذَبَ الوهمُ .. ليس يعرفُ طعمَ

المجدِ رُمحٌ ، مُزوَّقٌ ، رعديدُ

الوغى تصطَلي حواليهِ حِقداً

وهو في غمرةِ الجحيمِ جليدُ

كُلُّ أحلامهِ .. إذا اشتدَّ عصفُ

الريحِ في الثائرين َ: ( كيفَ يحيدُ )

ويقارع السيد مصطفى جمال الدين الدكتاتورية فيحمل هموم شعبه اينما يحل في وقت سكتت فيه الحناجر المعروفة فبعد انتفاضة الشعب العراقي عام 1991م يهدر صوته بقصيدة (يقظان )

نـبِّـئوني يا مَن برفحاءَ بانــــوا

كيف يغفو بليلها اليقظانُ

كيفَ هـزَّتْ عـواصفُ الرملِ مهداً

ضجـرتْ من بكائــهِ الأوطانُ

ضاقَ فيهِ حضنُ الفُراتينِ ذرعاً

فتلقّتْهُ هذهِ الكُثبانُ

وهنيئاً لحاضِني ( القائدِ الرَمزِ )

وما يحضنونَ ، هذا الرِهَانُ

نامَ أطفالُهمْ لديهِ .. وغَصَّتْ

ببقايا أطفالِنا الوديانُ

غَيْرَ أنَّا على الصحارى ، وما هُنَّا

وهُمْ في ذُرى القصورِ وهانوا

ويبقى حنينه للوطن ولمهد طفولته ولقريته التعبى ولمنبع رافديه وللنخل والمروج الخضراء وللحبيبة .

(بـردى) يَـرفُّ فأجتويه لأنني

ضيعتُ في عينيكِ عذبَ فراتي

وأعافُ ظِلَّ (الغوطتين) لعلَّني

أتفيأُ الهفهافَ من سعفاتي

يا أنتِ ، يا وَطناً حملتُ رُبوعَهُ

في غُربتي ، وجمعتُهُ بِشَتاتي

عيناكِ منبعُ رافديهِ ، وملتقى

فرعيكِ خُضرُ مُروجِهِ النَضِراتِ

ويبقى حنينه للوطن وللنجف بصورة خاصة لكنه لم تكتحل عيناه بتراب الوطن متمثلا برملة النجف التي كم تمنى ان يراها قبل مماته .

يا رملةَ النجفِ الشريف تذكري

ظمأَ العيونِ ففي يديكِ الموردُ

حنَّتْ فكان لها بذكركِ مسرحٌ

وشكتْ فكان لها برملكِ إثمــدُ

أشرقْتِ بي نَوراً ، وغَرسي ناعمٌ

وزهوتِ بي ثَمراً ، وعودي أغيدُ

ووقَيتني غِررَ الشبابِ فما التوتْ

قَدَمٌ ، ولا امتدّتْ لناقصةٍ يَدُ

وعبرتِ بي نهرَ الكهولةِ ، لم يضقْ

ذرعاً بصاريتي الشِراعُ المُجْهَدُ

حتى إذا ( الستونَ) أثقلَ جِذعَها

ثلجُ الشتاءِ ، وباخَ ذاكَ المَوقِدُ

ألفيتُني وملابُ رملكِ في مدى

عينيَّ من زُهرِ الكواكبِ ابعَدُ


صور مرفقة








أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار