|
11
اكتوبر
2022
|
إختتام المؤتمر العلمي الثاني لإحياء تراث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (علية السلام) في النجف
نشر منذ Oct 11 22 am31 08:42 AM - عدد المشاهدات : 1437
|
النجف/ المرسى نيوز / سعدون الجابري
اختتمت في محافظة النجف الاشرف اعمال المؤتمر العلمي الثاني لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) ، برعاية من العتبة العلوية المقدسة و مسجد الكوفة المعظم ، بالتعاون مع كليتي الآداب و الإدارة و الاقتصاد في جامعة الكوفة ، والذي استمر لمدة ثلاثة ايام . وتمحورة موضوعات المؤتمر .. البعد الإداري و قواعد الحكم الرشيد في تراث الامام علي (علية السلام) بمشاركة أكثر من (35) بحثاً لـ(42) باحثاً من مختلف الجامعات العراقية و منها( الموصل ,البصرة ,ديالى ,تكريت ، ذي قار ,بابل ,كربلاء ,المثنى ) ، إضافة الى النجف الأشرف .. و بحضور العديد من الشخصيّات الدينية و العلمية و الحكومية و المراكز البحثية و العتبات المقدسة .
و قال مدير مركز المرايا للدراسات والإعلام حيدر الزركاني في كلمة له في ختام المؤتمر : لقد منَ الله سبحانه و تعالى على الإنسانية عامة ، و على الامة الإسلامية خاصة ، أن جعل منهما علياً (علية السلام) ، فهو رجل له من الخصائص و الميزات ما ليس لغيره إلا أخاه الأحمد (صلى الله عليه و آله و سلم) ، قد أفاض سبحانه علينا أن جعله سيد الأوصياء ، و خليفته في عباده ، فظهر منه في إدارة شؤون الأمة ما إمتاز به عمن سواه سابقين ، وتالين ، في المجالات كلها – دنيوية أو دينية – فجاءت سياسته منسجمة مع ما تحتاجه الأمة ، مؤطرة بحكمة عالية ، و بلاغة و اضحة تعدت القول لتترجم بلغة الفعل و العمل .
وأوضح الزركاني : إيماناً من مركزنا بضرورة تسليط الأضواء على تراثه الضخم الذي لا تنفد جواهره و لا تنقص آلاؤه عمد ، حيث عقدنا مؤتمرنا الأول في العام الماضي تحت عنوان ( بناء الدولة في تراث الامام علي علية السلام ) إلكترونيا بسبب الظروف الصحية حينذاك ، مكللة بالنجاح و اليوم أنبرى المركز مرة أخرى ، برعاية كريمة أيضا من الأمانتين العامتين للعتبة العلوية المقدسة ، ومسجد الكوفة المعظم ، و بالتعاون مع عمادتي كليتي الآداب ، و الإدارة والاقتصاد في جامعة الكوفة لعقد المؤتمر الثاني بعنوان : ( البعد الإداري و قواعد الحكم الرشيد في تراث الامام علي ( علية السلام ) .
ولفت : إلى أن المؤتمر يهدف الى إحياء السيرة العطرة للإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (علية السلام) ، و قراءة تراثه الإنساني بما يحقق إثراء الحياة المعاصرة ، و يتيح إجابات للأسئلة المعرفية عن أهمية الإرث الحضاري الإسلامي و كذلك التأصيل العلمي للمفاهيم الحديثة في تراث أمير المؤمنين (عليه السلام ) ، بما يعزز ثقة الشباب بتراثه الحضاري ، و ينشر مفاهيم الوحدة الوطنية و التعايش السلمي بين أبناء الوطن بكافة أطيافه ، مع إثراء المجال الرقمي العربي بمحتوى علمي رصين عن سيرة أهل البيت عليهم السلام .
من جانبه أوضح عضو مجلس إدارة العتبة العلوية سليم الجصاني : أن الإمام علي ( علية السلام ) هو وجه العراق و هو الشخصية الأبرز في تاريخه الموغل في القدم بحضاراته المتعددة ، و هو (سلام الله علية) قد أحسن الى العراق في إدارية و انطلق منه في إدارة الأمصار الاسلامية ، و انطلق من أناسه في نشر العلم و الثقافة القائمة ، على أساس المحبة و التسامح و التعددية في الرأي ، لذا فان من الجميل أن يعزز هذا الرمز و أن تضمن مضامينه جميع رمزيات السيادة و أن تدرس سيرتة ، فضلاً عن إنطباق هذا الأمر على دول أخرى ، لما كان لهذه الشخصية العظيمة من تأثير كبير بعد النبي محمد (ص).
واضاف : و مما أسهم في جودة الأنتقال .. هو الاعتماد على النظم الأدارية للحضارات الأخر ، و اشراك الأقوام المتعددة و ضمها تحت خيمة الاسلام ، و تغذيتها بقواعد الحكم الرشيد الذي أستند على قيم النبوة .
و أشار الجصاني : إلى أن العتبة العلوية المقدسة .. تسعى من خلال رعايتها للمؤتمر الى تبيان مقومات القيادة ، و سبل أختيار الموظفين مع تناول النظام المالي و الإداري و عرض مفاهيم المساواة و الشفافية و رعاية الحقوق و أسس التنمية الإقتصادية ، و غيرها من المسائل ذات الأهمية في تحقيق مفاصل عنوان المؤتمر ، الذي يهدف الى جودة الحكم مع تقديم الشكر الموصول الى المؤسسات و الشخصيات التي سعت لإقامة المؤتمر .
و بين المعاون الثقافي لمسجد الكوفة المعظم ذو الفقار الحيدري في كلمة له : يشاء القدر أن تعيد مدينة الكوفة العلوية ، و من خلال مسجدها المعظم مناقشة آليات الحكم الرشيد عند أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، و ذلك من خلال رعايتها المؤتمر العلمي الثاني لإحياء تراث أمير المؤمنين (ع) و قد أكتسب موضوع الحكم الرشيد أهمية متزايدة في السنوات القليلة الماضية ، و كثرت المبادرات الداعية للإصلاح و إحلال الحكم الرشيد ، نظراً لما شهده العالم المعاصر في الآونة الأخيرة من أحداث متلاحقة و تطورات سريعة ، و من خلال إقامة هذا المؤتمر .. نستذكر قيادةً وادارةً لحكومةٍ ليس لها نظير في العالم ، سوى حكومة رسول الله و قيادته , فهي حكومة تميزت بالعدل و المساواة في التوزيع و العطاء و حكومة لا تفرق بين عربي و أعجمي ، فهذه القيادة و هذا المنهج في الحكم يستحق أن يخلد ، و يستحق منا أن نحيي ذكرى تلك الحكومة و الدولة العادلة ، و مثل تلك القيادة تحتاج الى حاضنة لاستقبال قرارتها و تطبيق مفاهيمها ، لذا أختار الامام علي مدينة الكوفة عاصمة لحكمه الرشيد .
فيما أعتبر عميد كلية الادارة و الاقتصاد بجامعة الكوفة عضو اللجنة العلمية الدكتور يوسف الطائي : عقد المؤتمر جاء لما يحمله بين طياته من الإرث الحضاري والإداري لأحياء تراث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) و بإبعاده الإدارية و الاجتماعية و قواعد الحكم الرشيد ، بسبب العلاقة الأرتباطية بين الحاضر و الماضي من أجل أستشراف المستقبل , و تعد مدرسة الامام (علية السلام )مدرسة فكرية شاملة و فلسفة متكاملة لتحقيق التميز و الريادة في كافة مجالات الحياة .
و ختم الطائي : أن هذا الجهد المبارك ما هو إلا حصيلة نتاج رأس المال الأكاديمي ، و المهتمين بالشأن العلمي و المعرفي للأطروحات الفكرية والإرث الإداري للإمام (علية السلام) ، حيث تعلمون أن عملية البحث العلمي في هكذا مواضيع ، هي من صلب أهتمام و أختصاص الجامعات ، لأن الجامعة تعد إشعاع فكري و حضاري .. و عليها إن تأخذ بنظر الإعتبار البحث و التقصي عن الحقائق العلمية ، سواء كانت معاصرة أو حقائق تاريخية يتوافر لها خزين معرفي تراكمي ، مبينا " ولأهمية هذا الخزين من الممكن الاستفادة منه في الوقت الحاضر ، و هنا لابد من الإفصاح عنه و ترويجه لمن يريد ، أن معرفة الممارسات الإدارية التي مورست في عهد الامام علي (علية السلام) .
من جانب آخر قال رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر عقيل غني جاحم : تم عقد أربع جلسات بحثية خلال أيام المؤتمر الثلاثة ، تناوبت على إحتضانها قاعة مكتبة كلية الأداب بجامعة الكوفة و قاعة الحبوبي في إتحاد الأدباء و الكتاب في المحافظة ، و تناولت مختلف المحاور الخاصة بالإدارة و الحكم الرشيد في تراث أمير المؤمنين (علية السلام) .
وأشار جاحم : أن اليوم الأخير من المؤتمر .. تضمن قراءة البيان الختامي و التوصيات من قبل مدير مركز المرايا للدراسات و الإعلام , و التي أوصت بتبني منهج الإمام علي (علية السلام) و سياساته في القيادة و الإدارة و حفظ المال العام و مكافحة الفساد و نشر العدالة و المساواة بين الرعية ، و أختيار المسؤولين على أساس الكفاءة و النزاهة و الدعوة الى إنشاء معهد تخصصي في تراث الإمام علي (علية السلام) يهدف الى ترجمة ما اثر عنه في المجالات كلها الى أرض الواقع .
و دعت توصيات المؤتمر : الى مفاتحة الجهات ذات العلاقة بضرورة تبني البحوث التي أنتجها المؤتمر ، و وضع آليات و برامج لتطبيق مخرجاتها مع مفاتحة كليات الآداب قسم الفلسفة و الإدارة و الاقتصاد و القانون و العلوم السياسية ، بضرورة إيلاء تراث أمير المؤمنين (علية السلام) في محوري الادارة و الحكم الرشيد أهمية خاصة ، على مستوى التعليم و البحث العلمي و حث الباحثين في الدراسات الأولية و العليا ، على تناولها تناولاً علمياً رصيناً ، و لأهمية اللحمة الإجتماعية و ضرورة العمل على حفظها في عراقنا الحبيب ، نوصي بتبني سياسات الإمام علي(علية السلام) في تعامله مع الأقليات بأصنافها ، بوصفه التعامل الامثل على مستوى الإنسانية عامة .. و ختمت بالتوصية الى الجهات ذات العلاقة : تبني سياسات و قواعد التنشئة التي قام بها الامام (علية السلام) في ترسيخ مبادئ النزاهة و الحفاظ على المال العام ، من خلال برامج تدريبة للموظفين و القائمين على الخدمة العامة ، و أشراك الجامعات و مراكز الأبحاث في و ضعها و تنفيذها على ارض الواقع ./ أنتهى