16
يوليو
2021
الشاعرة الدكتورة سندس صديق بكر ...نخلة برحيــة شمّاء في أعلى قمم أشجار النخيل .. تمسك جميع ســـعفاتها لتشدّ يديهـا مع نبضـــات القلب لأرض الوطن
نشر منذ Jul 16 21 pm31 08:35 PM - عدد المشاهدات : 397

القاهرة / المرسى نيوز /  ناظم عبدالوهاب المناصير

كانت لنـا مع الشاعرة الدكتورة سندس صديق بكر،  جولــة بمساحات ٍ عاليــة في الصدق .. ننعطف في دروبهـا السهلـة والصعبــة في آن واحد .. ونجد في  وقفتهـــــــا الجادة والرزينة تُطَوِقَ فيهـا كل السـطور بنكهة الفرح المشوبـة بنبرات حزينـة فيهـا قـد نســتعيد حصص الحياة بكل معانيها بالرقي والأبداع ...سبق ولعدد من  المرات أستمعنا لها وهي تنشدنا  شعرا" صافيا" بأيحاءٍ عذب وفي شيءٍ من الأصغاء والتروي.

 وهــا أنـا نجــد  صدق الكلمــة وصياغتهـــــا ، وفيض المعانـــي في بزوغ الحرف المبتل

بالمطر ، ودغدغة المشاعر المهاجرة عبر الغيوم البيضــــــــاء ، منها يأتي المطر خفيفا"

 رائعا" فيه  ينضج الثمر ونمسك المجذاف آمنين مطمئنين خلال موج متباطيء ونحن في

 زورق ينساب في نهــرزاخر في  الشعر بمشاعر فيّاضـــة وأحاسـيس فيهـا قـد يشــــهق

الورد بين اليدين ...

شاعرة قديرة في نسجها كلمات إيقاعيـة حبلى بنغم أصيل ...شاعرة  أرى أنهــا ملكت الأحرف وأيقاعاتهـا ... لوحدها تتفرد بشــــكل معبر بحصافــة قد تكون نادرة حينما تطل مشرقـة متألقة تنثر الشعر سنابلا" للريح ، أنها شاعرة وأستاذة بكليـــــة طب البصـــــــرة ، لا زلتُ أتذكر أحاديثهـــــــــا عند لقائــــــــي بهـا في تسعينيات القرن الماضي ، يومها كانت تتبوأ رئاسـة أحد فروع كلية الطب في جامعـة البصرة .. غادرت العراق مع ابنائهــــــا ، وعملت كرئيسة أحد الأقســام العلميـــــة في أحدى كليـــات الطب باليمـن ، وهي بالأضافـــة إلى مسؤولياتها العملية والعلمية ، فأنهــا مسؤولـة في تربيــــة أبنائهــا بعد وفاة زوجهــا ...

أنهـا نخلة برحيــة شمّاء في أعلى قمم أشجار النخيل ، تمسك جميع ســـعفاتها لتشدّ يديهـا

مع نبضـــات القلب لأرض الوطن الودود في نغمات أصيلـة ذات وهج يســــــطع في كل

الأفئدة لتبرق فيه كل العيون بمحبــة وولاء .. 

  في هذه مجموعتها المنطلقة من فضاءات عليا بالنغم الأصيـل والتي تدل على استعداد

عالٍ فـي الرقي، نتلمس من خلالــه؛ طريقهـا الخلاّق ، لما في نسيج قصائدها من عذوبة 

ومعاناة وحنين ، وبشيء من الفرح والحزن الدفين .. تســتدرجُ المتلقي أستدراجا" لطيفا"

وديعا" في أستيعاب خاص ، ينم على صدق المشاعر ، كما تستأثرها الكلمة الصافيــــــة

الرقيقــة ، منها نستشف بعض أرهاصات التحدي ... اغتربت وعانت ما عانت وعـادت

تُصور الصمت َ وجَعَـا" لغــابـة مـن القلق.. قلتُ لها هل هذه المجموعــــــة تمثل لديـــك

ملحمــة كونهــا مرقمــة وبلا عنـــــاوين أم يُترك للمتلقي هو من يقوم بوضع عنوان لكل

قصيدة ؟ ..قالت لم أضع العنوان ، المتلقي هو الذي يضع العنوان حســب فهمه للقصيدة

...صوت الأحرف يأتي من لسانها يسكب ألحانا" جميلة في غاية الأبداع .. 

ومن ثمّ كانت إيقاعاتها  تتصاعد بمقطوعات قصائدية ، بصوت تكيَّف مع كل حرف من

حروف القصائد ألـ ( 55 )  التي ما فتئت ترواد أحساساتنا .. لبوح  ينال من الشــــاعرة

في تعب وفي رحيل ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

لنفسي أبوح

تعبتُ ..

من حقيبةٍ أحملهـا ..

وأرحل

تعبتُ من ظلي ..

ومن وجعي ..

ومن كلّي

تعبتُ وأنا أفكر ُ ..

حين ألقاك

ماذا أقول لك ؟

قلبي ..

ما عاد مسكونا".. بك !

مثل .. قلبك ! وأنا تعبتُ ..

تعبتُ من الشوقِ ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لماذا ...

أحسُ لكلماتك َ عطرا

لماذا ..

يشهقُ الورد ُ

بين يديك ..

يُبللُ الصدرا ..

لماذا ...

تذوب حروفي ..

فيك شجوا" وسحرا..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البعضُ يحبوننا ..

ولا نعلم ..

البعضُ .. نحبهم ..

ولا نتكلم ..

البعضُ نذكرهم ..

ونتألم ..

البعضُ زادنا همو..

ولا نسأم ..

البعضُ .. يتشظى الشوقُ لهم ..

ويعلمون .. ونعلم ..

أ ُريدك َ أن تكون..

كتابي ..

ومعطفي ..

وملهمي ..

ومآبي ..

وكلُ ما ينثُ ..

من قطرٍ ..

أو سراب ِ ..

أ ُريدك رشفة " ..

من شرابِ ..

من قهوةِ الصباح ِ ..

تلثم رضابي ..

وتستمر ... تزيدنا موسيقى ندية يانعة ، وكلمات نتوضأ بها لصلاةِ فرض ِطائعة ، وإيقاعٍ

لســــفر طويل تُلَوِنَهُ الآمال في خضم الحيـــاة ومشــارفهــا في كلِّ حين ..

يقول الأديب الأستاذ أحسان السامرائي :

  صرخات ــ سندس ــ المتمردة .. الثائرة والقانطة ، أحيانا" تجعل مهمة المستمع والناقد

محفوفة بالتوجس والشك عندما يحاول أدخالها في منهج نقدي لأنّ اللغة الشعرية والرؤيا

الواقعية تجعل التجاذب يأخذ تأويلات عدة ، فتتشقق كلماتها رقيقة .. دامية .. صلبة ..

متفجرة .. مشحونة بالأمل واليأس .. وكم تمنيتُ لو أمتلكتُ أزميل ـــ رودان ــ كي أحفر

كلماتها على مسلة البحر وأرسم نافورة الألوان المجهولة ، إلاّ أنّ بحر الالام والشــجون

يأبى أن يترك الصمت .

    أمنحني بعضا" منك

    وخذني كلي ..

    وطني .

 شـاعرتنا أبتعدت عن العناوين ؛ (المتلقي هو من يضع لكل قصيدة عنوانها ..!!).. كان

هذا جوابها لمن يســألهـــا  ...

   ونبقى ننتظرعناوين قصائدهــا وأحرفهـا في مجموعتهــا الثانيــة في رغبـةٍ موشــمةٍ

بالأمل ..!! ./انتهى

 

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار