26
ابريل
2021
قراءة في رواية عروس الفرات ....بقلم : د. ميمون الخالدي/النجف
نشر منذ Apr 26 21 pm30 02:28 PM - عدد المشاهدات : 474

 

  "عروس الفرات"  للكاتب  علي المؤمن : هي رواية سياسية اجتماعية وثقت لحقبة زمنية عانی فيها المجتمع العراقي من ظلم النظام السابق واستبداده ، وهذه الرواية بمثابة وثيقة تأريخية  تدون ما جری في تلك المرحلة .

تبدأ أحداثها بسرد بسيط تلقائي ثم تتصاعد ليصل السرد الی فنية عالية ولاسيما في السجن ، حيث وُضعت عائلة عبد الرزاق الموسوي فيه ، كان تركيز المؤمن علی الحدث اكثر من تركيزه علی العناصر الأخرى ، فغايته بيان واقعة الظلم والسجن والإعدام الذي تعرضت له هذه العائلة ، ولو تحرر من عاطفته أكثر لاستطاع أن يسبر الغور في نفوس أبطال الرواية ، ويبين لنا حالاتها النفسية وما مرت به تحت وطأة هذه الظروف القاسية ..!!

علي المؤمن أختار عنوان (عروس الفرات) وهو ينفتح علی تأويلات عديدة ، ففي الرواية أكثر من شخصية نسائية يمكن أن تكون هي عروس الفرات ، فهناك (زهراء ) تلك العروس التي أعدموا خطيبها (صلاح عبد الرزاق) وفجعوا به العائلتين ، وهناك (ياسمين) زوجة أحمد الذي أستمر حضورها في الرواية الی النهاية ، وهناك (شيماء) تلك الشابة الشجاعة الشامخة التي تم الاعتداء عليها ثم إعدامها ، فكل شخصية من هذه الشخصيات النسائية يمكن أن تكون  هي (عروس الفرات).

هذه الرواية لم تمتد لفترة زمنية طويلة ، أي أنها محدودة الزمان والمكان والأحداث فيها متسارعة ، وهذا راجع أيضاً الی عاطفة الكاتب التي جعلته ينحاز الی الحدث ، على حساب العناصر الأخری كما ذكرنا سابقاً .

  "عروس الفرات" : رواية تصلح لأن تكون عملاً فنياً سينمائياً ، وليس درامياً لمحدودية زمنها كما ذكرنا ، وأتمنی أن أراها قريباً علی الشاشة ، لأنها توثق معاناة العراقيين وتجسد آلامهم  وعذاباتهم في تلك الحقبة.

أخيراً : هذه الرواية أسلوبها سلس سهل ولغتها شعرية ، ولاسيما  في ذروة الحدث أي أثناء السجن والتعذيب ، وبالأخص حديث (شيماء)  فكان بمثابة مناجاة عذبة ، وأنا أری حوارها مع والدها وحوارها مع نفسها(المونولوج الداخلي) أجمل مشاهد الرواية .

ولايسعني بعد هذه القراءة السريعة إلاّ أن أدعو مرة أخری لتجسيد هذه الرواية فنياً ، وهذا ضرورة نحتاجها لحفظ الحقوق ولتوثيق الأحداث وإثبات الوقائع ./أنتهى

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار