28
فبراير
2021
الغري تحتضن أجراس الكنائس ..!! بقلم : الصحفي علاء الحجار/النجف
نشر منذ Feb 28 21 pm28 04:19 PM - عدد المشاهدات : 429

هاهي بوصلة التأريخ تحدد وجهتها مرة الأخرى بإتجاه الحق لتعبد للإنسانية طريق آخر نحو مدلول الإسلام الحقيقي المتسامح المتقبل للأخر ، ونحو جوهره الثابت في التعايش مع الأخرين وفق مبدأ( الناس صنفان اما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) ، هذا الدستور والمفهوم الإنساني الكبير الذي خطه امير البلاغة وسيد النحل علي بن الي طالب قبل اكثر من ١٤٠٠ عام ، لنقف على أعتاب منظومة إنسانية بعيداً عن مراكز القوى والمال والسلاح ، التي أتعبت وانهكت البشرية بحروب وصراعات وادامة لصراعات فكرية وعقائدية ، فأشبعت الشعوب بالكراهية والحقد والسطحية والتجرد من الحب والتسامح ، نعم انه قطب قديم وكبير أرادت قوى التطرف والظلام والجهل ان تمحيه عن الوجود وان تنهي دوره بعد أن أوغلت دماء المسلمين بصراعات طائفية ، تحت رايات باطلة وشعارات مزيفة باسم الله ... أنها النجف الأشرف مرة  أخرى ، قطب إسلامي وإنساني تعكس وبكل بياض ونظارة الدين المحمدي الأصيل ، فيتجه قداسة البابا الى أقدم أرض في التاريخ ، ويزور العراق وجذوره الموغلة بالقدم ليحط رحله بعدها في أرض الغري أو بانيقيا ( النجف)  .

زيارة البابا فرنسيس وهو بابا الكنيسة الكاثوليكية بترتيب 266  من أول بابا لهذه الكنيسة وهو رئيس دولة الفاتيكان ، أصغر دولك في العالم تحمل الكثير من الرسائل أهمها هو إصراره على زيارة العراق ، وتطمين كل مسيحي هذا البلد ممن هاجروا بالعودة له مطمئنين وامنين ، كذلك رسالة للعالم ان هذا البلد يجب أن يحظى بالسلام وان من يحقق السلام فيه هو التعايش بين كل مكوناته تحت خيمة وطن واحد أسمه العراق .

والرسالة الأخرى والأهم هي ان العراق أصبح قطب الرحى في المنطقة والعالم وركيزة أساسية للسلام في الشرق الأوسط ، وأنموذجا يحتذى به للتعيش بفضل مرجعية النجف الرشيدة ، التي احتوت كل الأزمات التي أرادت أن تؤدي بالبلد نحو الهاوية والاقتتال الطائفي الداخلي ، هنا ندرك النعمة الكبيرة التي أنعم الله علينا بها وهي حكمة المرجعية ودقة توصيفها للأوضاع وتعاملها معها ، وتغيير موازنة القوى في هذه المنطقة لا تأتي من حجم ومساحة وتسليح البلدان ، بل من عمقها التأريخي وتنوع الثقافات فيها واختلاف الأديان والمذاهب وتعايشهم بالسلم ، بين مراكز قوى متطرفة ومعتدلة ، تبحث عن مصالحها دوم خارج حدودها وتسعى لتكون اللاعب رقم واحد في هذه البقعة الحساسة من العالم .

أن زيارة قداسة الحبر الأعظم في هذه المرحلة ولقاءها بزعيم إسلامي كبير تحمل في طياتها الكثير من المعاني يجب أن نقرأها جيداً ، وأهمها أن الشيعة اليوم يمثلون الوسطية والأعتدال والتسامح والثبات على الدين الإسلامي الصحيح ، وهو ما تبحث عنه دولة الفاتيكان لتطوي صفحة مظلمة من هذا العالم وتمد يديها لكل قوى الخير والاعتدال في كل العالم ، ومنها سماحة المرجع الاعلى السيستاني (دام ظله)  للتأسيس لمرحلة قادمة يسودها السلام ان شاء الله ./ أنتهى

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار