![]() |
|
|
3
ديسمبر
2025
|
ا لسيد الصدر قافل من الحنانة !!! بقلم جعفر محيي الدين _النجف
نشر منذ 58دقيقة - عدد المشاهدات : 100
|
في كل مرة يعود السيد الصدر من الحنانة إلى المشهد السياسي ، يعود ومعه موقف حاد لا يعرف المساومات ، هناك رفض ثقافي وهنا انسحاب سياسي وتلك إشارة تقال بلا مواربة ليس كل ما يقدم باسم الثقافة يسمى ثقافة ولا كل من يرفع كتاباً يعد صديقاً للمعرفة ، كما ان المنطق الذي يتحرك به هذا الرفض ليس انفعالاً ولا نزوة انما شعورا متجذرا بأن هناك جرحاً لم يغلق بعد
فكيف يمكن لسفارة ارتبط اسمها بدماء الشهداء واقتحام المدن وصناعة الفوضى ، أن تظهر اليوم في معرض بغداد الدولي كأنها تحمل رسالة حضارية؟! لا بل والأدهى من ذلك أن نتجاهل لاحتلال بلدنا ، و لم يكتف المحتل بالسياسة فقط وانما مد يده إلى قلب العراق تاريخياً .
وهل ننسى أيام الفوضى الأولى حين كانت الدبابات تتجول في شوارع بغداد ترك المتحف العراقي أقدم خزائن التاريخ في العالم ، يسرق وينهب أمام الكاميرات بعد ان خرجت آلاف القطع الأثرية أندرها وأغلاها إلى مزادات العالم ، انه تاريخ يروي أول أبجدية وأول قانون وأول حضارة صار بضاعة متناثرة بين أوربا وأمريكا.
ما كان ذلك مجرد سرقة انما كان محاولة لاقتلاع ذاكرة أمة ، فأي ثقافة يمكن أن تقدمها سفارة شاركت في تفريغ متاحفك؟ وأي حوار حضاري يرجى بعد أن مسحت شواهد حضارتك من جذورها؟!
وهنا يأتي الكاتب العربي محمد حسنين هيكل ليضع إصبعه على الجرح ،فهو كان يرى أن الاحتلال الأميركي ما كان حدثا عسكريا انما مشروعا لإعادة تشكيل المنطقة عبر تفكيك الدول من داخلها،
وأن العراق كان أول مختبر لهذا التفكيك مؤسسات تكسر آثار تنهب وذاكرة تشوه ثم يأتي من يقول لك {تعال نتحاور ثقافياً} ، وفي وسط هذا المشهد كان لا بد أن يكون موقف السيد مقتدى الصدر واضحاً بانسحابه وما كان رأياً شخصياً ولا خصومة ذاتية ولا رغبة في تسجيل حضور إعلامي او ( يريد طشه ) وهذا لا يحتاجه الصدر كونه مصدر قوة ومؤثر في المشهد السياسي ، وانما كان إعلانا صريحا بأن كل من شارك في استباحة دماء رموز المقاومة من أمثال السيد حس***ن نص**ر الله وأبو مه*دي المهندس وقاس**م سليم**اني رغم كل ما يقال حوله لا يمكن أن يجلس معه في معرض واحد ،ولا حتى تحت سقف ثقافي واحد وموقع واحد ، ان موقفه موقفا غاضبا بل هو احترام لدماء العراقيين .
موقف وطني صلب يخرس الأصوات النكرة التي حاولت تشويه صورته السياسية والوطنية
فهو لم ينسحب من كتاب انما انسحب من محاولة تبييض تاريخ ولم يرفض مشاركة ثقافية انما رفض أن توضع (ثقافة الدم) على رف واحد مع ثقافة العراق الحقيقية ، كان صارماً لأنه يعرف أن العراق لا يمكن أن يتصالح مع من ما زالت ذاكرته مخضبة بجراحه ، وكان شجاعاً لأنه وقف أمام الملأ وقال لا أجتمع مع من جعلوا دجلة مجرا للدم ولا أشارك في معرض يتقدمه من كان أول الداخلين إلى فوضى العراق وآخر الخارجين منها ، فالسفارة التي تشارك اليوم بثوب الثقافة ليست من أهل الثقافة الحضارية ، انما من أهل ثقافة الإقصاء والتعدي وقرع طبول الحرب ،وهذا وحده يكفي ليفصل طريقه عن طريقهم .
ونطرح هنا سؤالاً مفتوحاً.. هل يمكن أن نصل إلى ثقافة حقيقية وتاريخنا نفسه ما زال موزعاً على رفوف الاخرين ؟ ؟
