![]() |
|
|
9
نوفمبر
2025
|
زيدان رجل الدولة الصامت وصمام أمان العراق ..... بقلم محمد حنون
نشر منذ 4 ساعة - عدد المشاهدات : 27
|
تتكاثر
الأصوات في المشهد السياسي العراقي حتى وصلت الى البذاءة وندرة الأفعال ومن بين
هذا الركام من الخلافات والاشكاليات يرى العراقيون بصيص امل عندما يبرز اسم القاضي
فائق زيدان بوصفه أحد أكثر الشخصيات العراقية حضورا" وتأثيرا" رغم قِلة
ظهوره الإعلامي لكنه متواجد في قلب الحدث.
رجل
اختار أن يتحدث بهيبة القضاء لا بلغة السياسة وأن يصنع التوازن في بلد تتجاذبه
المصالح والضغوط.
من
موقعه على رأس السلطة القضائية حافظ القاضي زيدان على استقلال القضاء في أشد
المراحل حساسية حين حاولت الأطراف المتصارعة جر القضاء إلى ميادين السياسة.
بحنكته
القانونية ورؤيته الهادئة استطاع أن يجعل من القضاء مرجعية وطنية عليا تحتكم إليها
الدولة في أزماتها لا أداة تُستغل في صراعاتها.
ما
يميز رئيس السلطة القضائية أنه لا يركض خلف الأضواء ولا يساوم على مبدأ وانما حافظ
على موقعه خارج لعبة المناصب التنفيذية رغم الإغراءات والضغوط مؤمنا" بأن
هيبة القضاء تكمن في الحياد والوقار لا في السلطة والمكاسب ،هو من أولئك الذين
يدركون أن حماية الدولة لا تكون بالشعارات بل بثبات المؤسسات واستقلالها.
في
مراحل الانسداد السياسي التي مر بها العراق كان القاضي زيدان رمانة الميزان التي
حفظت استقرار الدولة ومنعت انزلاقها نحو المجهول ، حكمته في إدارة الأزمات وصمته
المقصود كانا بمثابة صوت العقل في ضجيج المصالح.
ولعل
العراقيين لا يدركون حجم الأدوار الخفية التي لعبها القضاء في تهدئة المواقف
وتثبيت الشرعية الدستورية حين كاد البلد أن ينزلق نحو الفوضى.
فائق
زيدان ليس مجرد قاض بل انموذجا لرجل
الدولة المتزن الذي يعرف متى يتحدث ومتى يصمت ومتى يتخذ القرار الذي يحمي العراق.
هو
رجل يمارس السلطة بضمير القاضي لا بهوى السياسة ويترك أثره العميق في كل مفصل من
مفاصل الدولة دون أن يرفع صوته أو يطلب مجدا "شخصيا".
حاولت
ان لا أجعل الموضوع شخصيا" لاني ادرك تواضع هذا الرجل ودعواته في ان يكون
الكلام للقضاء بصورته العامة لكن قلمي
يأخذني الى رجل لولا اتزانه وحكمته لربما كانت البلاد قد شهدت كوارث سياسية
وقانونية لا تحمد عقباها.
إنه
من أولئك الرجال الذين يعملون بصمت ويحمون الوطن بقرار واحد محسوب ، فهو قليل
الظهور كثير التأثير كبير الحضور في كل ما يحمي العراق ويصون مؤسساته.
التاريخ
سيذكر أنه حين صمت الآخرون كان صمت زيدان هو صوت الدولة التي لم تستقر بنباح
المختلفين بل بقوة القضاء وجهود المخلصين فيه ممن وضعوا اليد على الجرح وعالجوا
جراح البلاد العميقة.
