16
سبتمتبر
2025
|
"بين المقاطعة والتأييد صـوتٌ فـي صندوق وأحلام على الرصيف ...جعفر محيي الدين / الـنجـف
نشر منذ 2 ساعة - عدد المشاهدات : 28
|
يتجه العراق نحو دورته الانتخابية السادسة، محمّلة بأسئلة ثقيلة لم تعرف لها البلاد جواباً واضحاً، هل المشاركة تصنع فرقاً أم أن المقاطعة هي أصدق لغة احتجاج؟ الشارع اليوم منقسم بين من يرى أن الصناديق مجرد أوراق معاد تدويرها، ومن يتمسك بأن المشاركة هي آخر أمل لتغيير ولو ضئيل!
الأسباب واضحة لكل من عاش الواقع، سنوات من الوعود الفارغة! وانقسامات سياسية أرهقت المواطن، وأزمات معيشية جعلت الاقتراع عند البعض مجرد طقس روتيني بلا جدوى، ومع ذلك هناك من يرى أن المقاطعة لن تغير شيئاً سوى ترك الساحة فارغة، وأن الورقة الانتخابية قد تبقى أداة ضغط حتى لو كانت ضعيفة، لأن المشاركة تعني التمسك بحق الفرد في المحاولة!.
وسط هذا الواقع يظهر المشهد الشعبي الذي يختزل كل شيء ناخب يعلّق صورة مرشحه على جدار بيته، يدخل يوم التصويت وكأنه على موعد مع تغيير جذري، يضع إصبعه في الحبر البنفسجي كمن يوقّع عقداً مع المستقبل ويخرج مرفوع الرأس، متخيّلاً أن غداً سيحمل له وعداً يتحقق!
لكن ما إن تمر الأيام حتى تنقلب اللوحة المرشح الذي كان {ابن الناس} صار خلف زجاج مظلل المكتب الذي كان مفتوحاً صار حصناً، والوعود التي كانت تتطاير مع الحملات أصبحت أخباراً مضحكة على الشاشات، الناخب المسكين يجد نفسه على الرصيف، يحدق في إصبعه الملطّخ بالحبر، ويضحك ضحكة طويلة كأنها صرخة جنون!!
ويتمتم وهو يحاول أن يتجاوز مرارة الواقع؟
والله ما انتخبت… أني بالضبط اشتريت بوري أصلي، مضمون مدى الحياة، وكل دورة انتخابية انضرب ضربة معدّلة بإصبعي البنفسجي!
ويبقى العراق بـين الأمل واليأس!؟
صور مرفقة