13
أغسطس
2025
زمن يتحدث فيه الفاسدون عن الشرف !!!! بقلم محمد حنون
نشر منذ 19 ساعة - عدد المشاهدات : 40

في زمن تتقاطع الحقائق مع الأكاذيب وتختلط فيه الشعارات البراقة بالنوايا المظلمة أصبحنا نسمع أصواتا" ترتفع لتحدثنا عن الشرف والنزاهة لكنها في الواقع أبعد ما تكون عن معناهما الحقيقي.

كثيرون يتشدقون اليوم بالشرف وهم في ممارساتهم اليومية أبعد ما يكونون عنه يسيئون للآخرين ويطعنونهم في السمعة ويستبيحون الحقوق وكأنهم أوصياء على الأخلاق.

أكثرهم يرفع شعار النزاهة بينما يمارس الابتزاز ويستغل منصبه أو نفوذه لتحقيق مكاسب غير مشروعة يبررها لنفسه على أنها حق طبيعي بل ويعتبر ما يعرف بـ القومسيون غنيمة مستحقة رغم أن حساباتهم البنكية ومظاهرهم المترفة تفضح حجم التحولات التي طرأت على أوضاعهم المادية دون أن يكونوا قد تسلموا مسؤوليات تنفيذية أو أدوارا" ومشاريع تستحق تلك الثروات

لكن الأقذر من هؤلاء جميعا" هم مدعو الشرف الذين يتجاوزون على أعراض الناس ويتدخلون في حياتهم الخاصة محاولين تدمير سمعة الشرفاء الذين يقفون حجر عثرة أمام فسادهم.

إنه زمن غابر بكل المقاييس حين يصبح الفاسدون خطباء في الأخلاق والمبتزون دعاة للنزاهة وتتحول المنابر إلى مسارح للتمويه والخداع.

ووسط كل هذا الضجيج يبقى الشرف الحقيقي صامتا" لا يحتاج إلى شعارات ولا إلى ضجيج بل إلى فعلٍ صادق ونية نظيفة.

أي زمن هذا الذي نعيش فيه زمن يتحدث فيه المبتز عن النزاهة والسارق عن الأمانة والفاسد عن الشرف  ،نرى من يتشدقون بالأخلاق في العلن بينما يمارسون في الخفاء أسوأ أشكال الانحطاط والابتزاز والسمسرة وبيع للمواقف وتجاوز على أعراض الناس بلا خجل ولا رادع.

بعضهم يظن أن الابتزاز حق طبيعي فيجني منه الأموال وكأنها إرث شرعي ثم نراه يترفه ويغرق في الثراء رغم أنه لم يتسلم يوما" مسؤولية تنفيذية تبرر هذا التحول الفاحش في وضعه المادي.

والأخطر أولئك الذين يدعون الشرف ليغسلوا وجوههم القذرة أمام الناس بينما أيديهم غارقة في الوحل وألسنتهم سيوف مسمومة تنهش سمعة الشرفاء.

لقد انقلبت الموازين حتى صار الشريف هدفا"والفاسد واعظا" والمنافق قدوة وكأننا نعيش مسرحية عبثية لا نهاية لها لكن للتاريخ ذاكرة وللحق كلمة وللشرف معنى لا يفهمه من باع نفسه بثمن بخس.

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار