|
20
يناير
2025
|
عبثا يستريح المحارب !!!وداعا كريم بدر ...بقلم / عبدالعظيم حالوب/هولندا
نشر منذ 23 ساعة - عدد المشاهدات : 95
|
الموت, هو أحد الحقائق التي لا مفر منها، فهو جزءٌ لا يتجزأ من دورة
الحياة, التي وهبها الله لنا . رغم قسوة الفراق وألمه، فإن الله تعالى قد ألهمَ
فيه حكمةً عميقةً وأرْسَى فيهِ أبعادًا متعددةً قد تمنحنا نحن البشر فهمًا أعمق
للحياة .
وداعاً كريم بدر,
بمزيدٍ من الحزن والأسى، ودّع الوسط الإعلامي في الرابع عشر من
يناير/ كانون الثاني من هذا العام المحلل السياسي والمجاهد الكبير كريم بدر.
ولد الفقيد في الناصرية عام الف وتسعمئةٍ وتسعٍ وخمسين ، وعُرف
بمواقفه الجريئة ضد نظام البعث السابق في العراق ما حمله على الرحيل اوائل
التسعينات. لينتهي به المطاف في هولندا عام الف وتسعمئة وخمس وتسعين .
كان رجلًا بسيطًا في مظهره ،طيباً في معشره لكنه كان يحمل في قلبه
ثورة من الأحلام. اِلا انه كان مقيدًا بقصور فهم البعض. ما ولَّدَ في قلبه حسرةً
وهو يرى خيرات العراق تُغْدَقُ في غير موضعها. .
لم يسعَ وراءَ مجدٍ شخصي أو ثروة، بل حَلِمَ بمستقبلٍ أفضل للأجيالِ
القادمة في العراق.
"(كريم بدر)، الذي رحل عن عالمنا تاركًا خلفه إرثًا كبيراً
والمئات من الساعات التحقيقية والاستضافات على الكثير من القنوات حاملا معه همه
الوحيد وهو العراق .
على مدى سنواتِ عطائهِ، كانَ (كريم بدر) صوتًا للحقيقة ومنبرًا لنقلِ
الأحداثِ بموضوعيةٍ واحتراف. لمْ تكُنْ الشاشةُ وسيلةَ شُهرةٍ له او مدعاةٍ
للتفاخر, بل استثمرها انبلَ استثمار. استنفرَ كلَّ ما وقع بيده من وسائلِ اعلامٍ
ليوصِلَ رسالته النبيلة والتي كانت في مقدمتِها ربط العراق بطريقِ الحرير و مشروع
ميناء الفاو الكبير.
كانتْ لديهِ احلامٌ نبيلة, ازاءَ هذا المشروعْ .
فكان صوتًا مؤثرًا في إيصالِ الحقيقة، تاركًا بصمةً لا تُمحى في
قلوبِ محبيه. فبطريقتِه الذكية ؟كان يزيح الغبرةَ عن الحقائق فكان يسمي الاسماء
بمسمياتها ولا تاخذه في الله لومةَ لائم.
ومع هذا كان؟ مؤثراً حتى على ألد خصومه، اذ استطاع أن يفرض احترامه
عليهم وان اختلفوا معه .
وفي هذه اللحظات المؤثرة، كان لزاماً علينا ان نستذكر بعضا من كنه
هذه الشخصية الوطنية التي طالما اسهمت في اِثراء المواطن العراقي بكل ما يستلزم
معرفته حول مشروع الحرير، وكيف كان مثالًا للالتزام والشغف بهذه القضية..
حَلِمَ الرجلُ الالتحاقَ بهذا المشروع الحساس الذي يوفر الحياة
الكريمةَ لشعبه،.أثنائَها كان غالبا ما ينسدل عَلَمُ العراق من على كَتِفَيه.
كان رمزاً؟ يحمِله على كتفيه, ليعبّر عن انتماءٍ يتجاوز الكلمات
وحدود المكان. كانَ ذلك العَلَمْ, بمثابة رسالةٍ صامتةٍ تحمل معاني الولاء
والاعتزاز.
حُورب من قبل الكثيرين فحاول بعضُهم التسخيف من ارائه فيما حاول
البعض الاخر التضييق عليه, وعبثاً يستريح المحارب . فما كان له الا الصمود
والاستمرار ودوام التصدي لزيف المعلومة, فكان الحزام والطريق البوصلة الرصينة التي
تلحقه باحلامه.
لكن القدر كان أسرع من أحلامه. رحل الرجل في هدوء، بعيدًا عن
وطنه.رحل في هولندا عن عمرٍ ناهزَ الخامس والستين. رحل دون أن يعرف الكثيرون حجم
الجهد الذي بذله من أجلهم. كان يحلم بتغيير حياة الملايين، لكن الحياة نفسها لم
تمهله ذلك.
ربما لم يدرك الناس قيمة حلمه حين كان حيًا، وربما لم يفهموا حجم
تضحياته بعد رحيله. لكن الأحلام لا تموت، فهي تنتقل من قلب إلى آخر، ومن جيل إلى
جيل. ومثل بذور تزرع في الأرض، قد تستغرق سنوات لتثمر، لكن الثمار حتمًا
ستأتي. عبثا يستريح المحارب
وداعا كريم بدر
الموت, هو أحد الحقائق التي لا مفر منها، فهو جزءٌ لا يتجزأ من دورة
الحياة, التي وهبها الله لنا . رغم قسوة الفراق وألمه، فإن الله تعالى قد ألهمَ
فيه حكمةً عميقةً وأرْسَى فيهِ أبعادًا متعددةً قد تمنحنا نحن البشر فهمًا أعمق
للحياة
وداعاً كريم بدر,
بمزيدٍ من الحزن والأسى، ودّع الوسط الإعلامي في الرابع عشر من
يناير/ كانون الثاني من هذا العام المحلل السياسي والمجاهد الكبير كريم بدر
ولد الفقيد في الناصرية عام الف وتسعمئةٍ وتسعٍ وخمسين ، وعُرف
بمواقفه الجريئة ضد نظام البعث السابق في العراق ما حمله على الرحيل اوائل
التسعينات. لينتهي به المطاف في هولندا عام الف وتسعمئة وخمس وتسعين .
كان رجلًا بسيطًا في مظهره،طيباً في معشره لكنه كان يحمل في قلبه
ثورة من الأحلام. اِلا انه كان مقيدًا بقصور فهم البعض.ما ولَّدَ في قلبه حسرةً
وهو يرى خيرات العراق تُغْدَقُ في غير موضعها. .
لم يسعَ وراءَ مجدٍ شخصي أو ثروة، بل حَلِمَ بمستقبلٍ أفضل للأجيالِ
القادمة في العراق.
"(كريم بدر)، الذي رحل عن عالمنا تاركًا خلفه إرثًا كبيراً
والمئات من الساعات التحقيقية والاستضافات على الكثير من القنوات حاملا معه همه
الوحيد وهو العراق .
على مدى سنواتِ عطائهِ، كانَ (كريم بدر) صوتًا للحقيقة ومنبرًا لنقلِ
الأحداثِ بموضوعيةٍ واحتراف. لمْ تكُنْ الشاشةُ وسيلةَ شُهرةٍ له او مدعاةٍ
للتفاخر, بل استثمرها انبلَ استثمار. استنفرَ كلَّ ما وقع بيده من وسائلِ اعلامٍ
ليوصِلَ رسالته النبيلة والتي كانت في مقدمتِها ربط العراق بطريقِ الحرير و مشروع
ميناء الفاو الكبير.
كانتْ لديهِ احلامٌ نبيلة, ازاءَ هذا المشروعْ .
فكان صوتًا مؤثرًا في إيصالِ الحقيقة، تاركًا بصمةً لا تُمحى في
قلوبِ محبيه. فبطريقتِه الذكية ؟كان يزيح الغبرةَ عن الحقائق فكان يسمي الاسماء
بمسمياتها ولا تاخذه في الله لومةَ لائم.
ومع هذا كان؟ مؤثراً حتى على ألد خصومه، اذ استطاع أن يفرض احترامه
عليهم وان اختلفوا معه .
.وفي هذه اللحظات المؤثرة، كان لزاماً علينا ان نستذكر بعضا من كنه
هذه الشخصية الوطنية التي طالما اسهمت في اِثراء المواطن العراقي بكل ما يستلزم
معرفته حول مشروع الحرير، وكيف كان مثالًا للالتزام والشغف بهذه القضية..
حَلِمَ الرجلُ الالتحاقَ بهذا المشروع الحساس الذي يوفر الحياة
الكريمةَ لشعبه،.أثنائَها كان غالبا ما ينسدل عَلَمُ العراق من على كَتِفَيه.
كان رمزاً يحمِله على كتفيه,
ليعبّر عن انتماءٍ يتجاوز الكلمات وحدود المكان. كانَ ذلك العَلَمْ, بمثابة رسالةٍ
صامتةٍ تحمل معاني الولاء والاعتزاز.
حُرب من قبل الكثيرين فحاول بعضُهم التسخيف من ارائه فيما حاول البعض
الاخر التضييق عليه, وعبثاً يستريح المحارب . فما كان له الا الصمود والاستمرار
ودوام التصدي لزيف المعلومة, فكان الحزام والطريق البوصلة الرصينة التي تلحقه
باحلامه.
لكن القدر كان أسرع من أحلامه. رحل الرجل في هدوء، بعيدًا عن
وطنه.رحل في هولندا عن عمرٍ ناهزَ الخامس والستين. رحل دون أن يعرف الكثيرون حجم
الجهد الذي بذله من أجلهم. كان يحلم بتغيير حياة الملايين، لكن الحياة نفسها لم
تمهله ذلك.
ربما لم يدرك الناس قيمة حلمه حين كان حيًا، وربما لم يفهموا حجم
تضحياته بعد رحيله. لكن الأحلام لا تموت، فهي تنتقل من قلب إلى آخر، ومن جيل إلى
جيل. ومثل بذور تزرع في الأرض، قد تستغرق سنوات لتثمر، لكن الثمار حتمًا
ستأتي./انتهى