|
21
نوفمبر
2024
|
شجون عراقية:(العراقيون بين النقاب والمايو !!). بقلم / د كريم صويح عيادة
نشر منذ 2 اسابيع - عدد المشاهدات : 65
|
من حق أي شعب أن يختار مصيره وطبيعة
الحكومة التي تتسلط عليه او تحكمه واسلوب الحياة التي يختارها، لكن عندما تؤثر تلك
الحكومات ووعاظها على الشعوب الاخرى وتجعلها تغرق في بحور الدم او تفكك تركيبتها
الاجتماعية والثقافية مستغلة الجهلة وتحت اعذار قومية ودينية ومذهبية، فأعتقد من
حق الشعوب المظلومة أو دافعة الثمن أن تتكلم وتتساءل وحتى تشتم الأخر.
ان ما يقام من حفلات فنية ماجنة في ارض
الحرميين، قد يكون من حقهم وأمر يخصهم، لكن تحول الغناء من لهو الحديث الى المباح
شرعا بين يوم وأخر امر اكثر من مستغرب، بالامس كانوا أنفسهم يكفرون حتى اناشيد
المديح النبوي والمراثي الحسينية باعتبارها من لهو الحديث والبدع التي تؤدي
للضلالة والنار، ويحرضوا الارهابين لقتل من يقوم بذلك وليدفعوا بالبسطاء من ابناء
شعبي للكراهية والقتال ونشر الظلام والتخلف امر يحتاج لتفكير ونقد وربما لشتيمة.
ان حركات وملابس المطربة جنيفر في موسم
الرياض وما سببته من رفع حماوة وحرارة المراهقين قد يعتبر حرية شخصية لها ولهم
ولمن قام على تنظيم الحفل والجهات التي سمحت بذلك، لكن ان نجد رجال الدين يبررون
للتعري وهم بالامس القريب يحرمون حتى الحجاب العادي ويعتبرون صوت ووجه وكف المراة
عورة ومن يسمع او ينظر لها يدخل نار جهنم، وما سببه ذلك من نقاشات وأنشقاقات بين
الاسر والعوائل وقسم مجتمعنا لمحافظ ومنحل، يحتاج لمراجعة ونقد وربما لشتيمة.
بالامس كان وعاظ السلاطين يكفرون
المخالف لهم بالدين والمذهب وحتى ولو بفروع الدين وينادوا للجهاد لطرد النصارى
واليهود من أرص العراق والشام ويحثوا الشباب لتفجير أنفسهم بالأسواق لتزهق الأنفس
وتثار الفتن ويقسموا المجتمع بين كفار وعملاء من جهة ووطنيين ومجاهدين من جهة أخرى
واليوم يعتبرون المخالفين لهم بالدين وحتى الملحدين في ارض الحرميين جزء من الانفتاح
والتسامح الاسلامي!!.الأمر يحتاج لتفكير وتساءل وشتيمة.
البعض من مثقفي بلادي يفضلون الاصلاح
والانفتاح الحالي على التعصب والتكفير في ارض الحرميين السابق، لان الانفتاح لا
يؤدي الى الانتحاريين والتفجيرات والقتل المجاني باسم المد الشيوعي والشيعي
والصوفي..، لكن عليهم أن يعرفوا أن الاصلاح يحتاج لتهديم ركائز مهمة وتغير أفكار
جوهرية حتى يكون تأسيسيا وليس شكليا.
لا ادعو احد منا لشتم الاخرين لان
اخلاقنا لا تسمح بذلك ولان مصائبنا تكفينا وايدينا مكسورة وألسنتنا مشلولة، وربما
لأن تصرفات الاخر المشينة اكبر من شتائمنا، كما أن الاوراق والثمار اليابسة لابد
لها من السقوط ذاتيا بدون أن نحركها.
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية.