|
17
نوفمبر
2024
|
عقيدة البروباغاندا ...ضربني وبكى, سبقني واشتكى /عبدالعظيم حالوب/هولندا
نشر منذ 1 شهر - عدد المشاهدات : 151
|
على مرّ التاريخ، استُخدمت البروباغاندا وسيلة امداد للأنظمة
السياسية، سيطرت بها على العقول، فوجهت الشعوب وادارتها كيفما شاءت ومتى ما رغبت.
واليوم في عالمٍ تتغير فيه بسرعة مزايا
الاتصال وتتصاعد فيه ، يظهر لنا
الكيان الغاصب وهو يهيمن على ماكنة
الاعلام في العالم, لا يثنيه شيئ عن التلاعب
بالحقائق، حيث أصبحت عجلة الدعائية
ركنًا أساسيًا من دعائم السلطة لديه، ليست وسيلة لإقناع الاخر فحسب بل واداة
للبقاء والسيطرة.
فالكيان يضمن ديمومته
باستمرار تدفق الرويات المزخرفة التي تحرف
الحقائق وتعيد صياغة الاحداث حيث تتلاعب هذه الروايات في الدرجة الاساس بالعواطف ثم العقول. وهذا ما
بدا لنا جليا في احداث امستردام الاسبوع
الماضي... فماذا حدث في تلك الليلة وكيف يتعاطى الاعلام الغربي مع ما حدث؟
احداث امستردام الى اين ؟
بعد حالة من التوتر شهدتها
العاصمة الهولدية امستردام الخميس
الماضي بعد مباراة كرة القدم جمعت ناديي اياكس امستردام ومكابي تل ابيب حيث حدثت صدامات بين جمهور مكابي ومواطنين
هولنديين معظمهم من اصول مغربية لتتسابق
الماكنة الاعلامية العبرية لتغطية الحدث
وتصيغه حسب ما يتناسب ومصلحتها,
لتتوالى التغطيات الغربية فيما بعد
متناغمة بلا شك مع الرواية العبرية دون العناء في
البحث والتدقيق رغم وجود مراسليهم
في قلب الحدث العاصمة امستردام.
فصول الحكاية المحذوفة .
بدا مشجعو فريق مكابي باحداث شغب
يوم الاربعاء و الذي سبق يوم موعد المباراة على مراى رجال الشرطة الهولندية حيث افاد شهود عيان ان مشجعي الفريق الوافد قاموا
باعمال ارهبت مواطنين
هولنديين اتضح لهم انهم ذوو اصول
عربية او مسلمة حيث افادت مجموعة من شهود عيان ان مجموعة من
المشجعين حاصروا بيت في احدى شوارع امستردام كان معلقة عليه اعلام فلسطينية . كما واظهرت مقاطع فيديو
لفريق مكابي وهم يرددون هتافات تدعو الى
الكراهية ومن ابشع ما ردده المشجعون " لماذا لا توجد مدارس في غزة؟ لانه لا يوجد اطفال بعد الان ." هتافات
تطلق من على شفاه يعلوها الفخر والارتياح والابتسامة! هذا ما اظهرته مقاطع
الفيديو...ورغم بشاعة الكلمات الا انها
اصدق كلمة صدرت منهم حتى الان! فما يردنا
كل يوم من غزة يغني عن التوضيح.
موقف الاعلامي العربي
بعد زهاء اسبوع من الحادثة اتضح ان موقف الاعلام العربي لم يؤد
التغطية المناسبة كالعادته ...! فبدلا من
ان نصنع نحن-الاعلاميين من هذه الاحداث مناسبة ومادة
اعلانية تدعم قضيتنا وتعكس الحالة
الانسانية المؤلمة التي تعانيها غزة, اكتفينا بالتفرج حالنا حال جامعتنا العربية!
فيما سبقنا اليها الكيان جاعلة منها مادة دسمة تنعش وضعه الردئ لاسابيع
بل قل حتى لاشهر واعوام بل وربما يجعل
منها مناسبة سنوية يحج اليها العالم من
اصقاع الدنيا ليقفوا على حقيقة الاعتداء
الغاشم الذي تعرض له حمائم سلام مشجعي مكابي الذين كان ذنبهم الوحيد هو السفر الى هولندا لمؤازرة
فريقهم الودود المرهف./انتهى