|
7
نوفمبر
2024
|
شجون عراقية:( بائعي الكلام!!) / بقلم د كريم صويح عيادة
نشر منذ 1 شهر - عدد المشاهدات : 127
|
هناك شاب مراهق يبيع أحلامه الوردية
خلال فترة التعارف والخطوبة لفتاة لطيفة صادقة معه لكنه يتنصل عنها عند طلب
الخطوبة أو بعد الزواج، "والعكس صحيح"...هناك من البشر من يلبس ثوب
الممثل، فتسمع منه عذب الكلام في الوفاء والايثار والعطاء ولكنه مع أول اختبار
يتنصل من تلك الوعودة وكأنه ليس بمطلقها..وهكذا نجد سقوط النخب المثقفين والشعراء
والفنانين وتنازلهم عن قيمهم وفنهم وأقلامهم أمام بريق المال والجوائز والوظائف
والمهرجانات..
هناك الكثير من المسؤولين والذين
يصدعون رؤوس مرؤسيهم والاخرين بالمستقبل الواعد والتغيرات الجذرية حين يستلمون
المنصب، لكنهم يتنصلون بشكل واضح عن اقوالهم وانتقادتهم لمن سبقهم، ويكتفون
بالمغانم والترضيات بشكل لا يصدقه كل عاقل أو منصف..الاخطر من كل الذين سبقوا
عندما يكون الامر متعلق بالسياسة والمجتمع حين يتنصل من كانوا بالمعارضة عن قيمهم
ووعودهم وانتقادتهم للحكومات التي سبقتهم، بل يتراجع البلد والمجتمع سياسيا
واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا عما كان عليه خلال أدارتهم، وبدلا من مراجعة انفسهم
وأدبياتهم ومحاولة اصلاح الواقع المرير تجدهم مستمرين بالتفاخر والشعارات والتدليس
ومتعكزين على منحنى التطور الطبيعي في كل العالم وتعظيم السفاهات باعتباره أنجازات
لهم، وعلى نظرية المؤامرة لتبرير فشلهم وعلى عدم وعي المجتمع لتقبل تكرار
الاخطاء..،وكأنهم لم يستشرفوا المستقبل ولا يعرفوا دهاليز السياسة، وان الدول
مصالح ومدى تأثير أخطاء وخطايا الذين سبقومهم على الواقع..
صدق من قال أن المبادئ تظل مجرد شعارات
حتى توضع تحت الإختبار العملي الواقعي، والتشدق بها سهل لا يكلف المرء شيئاً، لكن
صوتها يخفت أمام بريق المنصب والمال والشهرة واليالي الحمراء وربما الخوف، وأصعب
اختبار للمبادئ هو الذي يضع الإنسان أمام خيارات التخلي عنها.. التخلي عن المبدأ
والحلم مقابل المنصب والمال والشهرة.. وأسوء الأعذار أن يبرر المرء لنفسه تخليه عن
المبدأ وتحقيق الحلم بعدم وجود بدائل متاحة أمامه، وعلى نظرية المؤامرة لتبرير
الفشل، لانها مصيبة تؤدي لمصيبة أكبر ومحنة مستعصية تأتي في ثوب منحة اخرى ، وعقار
مسكن يخفي خلفه فشل لكافة اعضاء الجسد والموت السريري...
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية.