|
23
يوليو
2024
|
( الـحـسـيـــن ) ... الشاعر العلَّامـة السيـد مصطفـى جمـال الديـن
نشر منذ 4 شهر - عدد المشاهدات : 363
|
ذكــراكَ تنطفــيءُ
السنيــنُ وتغــرُبُ
ولهــا
علــى كَــفِّ الخلـــودِ تَلهُّـــبُ
لا الظلــمُ يلــوي من طِمــاحِ
ضَرامِهــا
أبَــداً ، ولا حِقــدُ الضمائـــر ِ يحجُـٌـبُ
ذِكــرى البطولــةِ ليلُـهــــا
كنهارِهـــا
ضــاحٍ تــؤجُّ بــهِ
الـدمـاءُ وًتََـلـهــبُ
ذِكــرى العقيدة. لم يـنــؤْ لمْ متــنٌ لـهـا
بالحـادثــاتِ ، ولـم يَـخٌُنٌْـهـــا منٌكِــبُ
ذِكــرى الإبــاءِ يَـــرى
المنيــةَ ماؤهــا
أصفــى مـن النـبــعِ
الـذلـيـلِ وأعـذبُ
ذكــراكََ مدرســةُ الذيـــنَ
تعرَّضـــوا
للسـوطِ ، يحكـمُ في الشعـوبِ ، فأرعبـوا
ومحجَّــةُ الشهــداءِ يخشاهُــمْ - وهــم
صَرعــى بِــهِ - السيــفُ اللئيـــمُ ويَرهـبُ
مــــولايَ دربُ الخالديـــٌـنَ مُنـــوَّرٌ
بالذكريـــاتِ الغُــرِّ ،
سَمْـٌـحٌ مُخٌْـصِـبُ
تهفـــو لرَوْعَتِــــهِ المنٌـــى
، لكنَّــــهُ
- مِمّــا تُحيـــطُ بــهِ الفجائــعُ- مُتعِـٌـبُ
@@@@.
إيهــاً أبــا
الأحــرارِ أيُّ كريمـــةٍ
تبنــي الخلــودَ وليـس منــكَ لها
أبُ
أنتَ الـذي أعطيــتَ مــا أعيـا
الـورى
تصديقَــهُ ، ووهبــتَ مـا
لا يُـوهَـٌبُ
ووقـفـتَ حـيـثُ
أراحَ غيـرُكَ نـفسهُ
والحـقُّ بينكمــا
يُـهـيِــبُ ويُـرغِــبُ
فصمـدتَ للتـيـَّـارِتـشـمَــخُ هـادراً :
سِـيّــانِ أغـلَــبُ مـوجَـهُ أو أُغـلَــبُ
فـي حـيٌـنَ مــرَّ بـكَ
الـمُرفَّـهُ جيفـةً
شَـنـعــاءَ تطفـو في العُبـابِ
وترسٌُبُ
حتـى إذا التـاريــخُ أرهَــفَ
سمعَـهُ
لِيعِـيـدَ مَـن صَـنَـعـوهُ فيـمـا يكتُـبُ
دوّى بـآذانِ الـزمـانِ هَـديـرُكَ
الصافـي
، وضــاءَتْ مِـن
سَـنـــاهُ الأحـقُـبُ
ومـشـتْ علـى وهَـــجٍ سَعَـرت قوافـلُ
الأحــرارِ تكـرعُ مـن لَـظـــاهُ
وتـطـرَبُ
وتـركــتَ لـلأجـيــالِ
حـيـنَ يَـلـزُّهـا
عَـنَـتُ الـسُرى ويٰضيـقُ فيهـا
المهـربُ
جُـثـثَ الـضحايا من بنيــكَ تُـريـهُـمُ
أنَّ الـحـقـوقَ بـمـثـلِ ذلــكَ
تُـطـلـبُ
@@@@
مـولايَ انـتَ
لكـلِّ جيـلٍ صـاعـــدٍ
قَـبـسٌ يُـنـيــرُ
لـهُ السُـرى ويُحـبِّـبُ
وَلأَنــتَ إنْ زلَّــتْ
بـهِ قَـــدَمُ الـهــوى
صــوتُ الضـمـيــرِ يَــــردُّهُ ويُــؤنِّــبُ
. ولـنـا بيـومـكَ وهـو في أقـصـى المـدى
. كـــفٌّ
مـلـوحــةْ وعـيــنٌ
تَــرقٌُــــبُ
. فعلـى مَ يَـرْجِـمُ بـالـظُـنـونِ
مُـخـاتِــلٌ
. ويَـعِـيـشُ فـي وَهْـمِ الـخيـالِ
مُـخـرِبُ
. وعلـى مَ نـيــأَسُ مـن هـدايـــةِ.فـتـيَـةٍ
تَـخِـدَتْــكَ رائدَهـا الـذي لا يكــــذِبُ
أنـا اـسـتُ شِـيـعـيَّــاً ، لأَنَّ
عـلـى فمـي
.
ذِكْــرَ الـحسينِ أُعِـيـدُ فـيـهِ وأُطـنِـبُ !
. ولأَنَّ
فـي قـلبــي عُـصـارةَ
لـوعـــةٍ
. لأسـاهُ تَـذكُـرهـا الـعـيــونُ
فـتَـسـكـبُ
. ولأَنَّ
أُمِّـــي أرضَـعَـتْـنــــي
حُــبَّــــهُ
. ولأَنَّـــهُ لأبــي وجـــــدّي مَــذْهـــبُ
. لـكـنَّـنـي أَهــوى
الـحُـسـيـــٌنَ لأَنَّــهُ
. لـلـسـالِـكـيــنَ طـريــقُ خـيـرٍ
أَرحَــبُ
. وأحُــبُّـــهُ لـعَـقـيـــدةٍ
يَـفـنـــى لـهــا
. إنْ ديـسَ جـانِـبُـهـا وديـــنٍ
يـغـضَـبُ
. ودمٍ يُــرِيــــقُ لأَنَّــهُ يَـغـــــذو
بــهِ
. جُــوعُ الـضمائـرِ إذْ تـجـفُّ
فـتُـجدبُ
. أأكـونُ شِـيـعـتَـهُ وقـد أخــذَ
الـهـوى
. قـلـبـي بـغـيــرِ طـريـقِـــه
يَـتـنـكَّـبُ
. وأكـــونُ شـيـعـتَـــهُ إذا لاقَـيـتَــــهُ
. وأنــا لـروحِ ( يـزيـدَ )
مـنــهُ أقـربُ
@@@@
. مـٌولايَ يومــكَ لا يــزالُ كأمســهِ
. في الدهـرِ ريَّـانَ
الضحـى يتلهَّـبُ
. يزهــو بغُـرتـهِ
الأصيـلُ وينتشـي
. - بجلالَ ما وهبَ الشروقُ - المغـربُ
. فـدمٌ أرقْــتَ
كأنَّــهُ من جِــدَّةٍ
. الآن يَـعطَــرُ في الثـرى ويُـخضُبُ
وكأنَّ حقَّــاً قـد
نصـرتَ وباطــلاً
. يهـوِي ، وأحقــاداً
عليـكَ تألَّــبُ
. صورٌ من الأمس الجديد
نَعيشُهــا
. حقـداً ونصـلاهـا
هـٌوىً يَتعــذَّبُ
وكأنَّ قـومــاً
أسـلَمــوكَ بـليـلــةٍ
. عَـسـراءَ وانقلبــوا
عليك فكذبــوا
. عـادتْ بقيَـتُـهـٌم
تبـاركُ ما جنــى
. جــانٍ ، وتصقُـلُ ما افتـرى وتهـذبُ
. من
كـلِّ نَـهَّــازٍ هـوايـتُـهُ
التـقـى
. ورقــقُ ظاهرهِ
الصــلاحُ المُعجِـبُ
. ويكــادُ من
قـدسٍ وطـولِ براعــةٍ
. في
النُسٌكِ بيــن لِـداتــهِ يَتـرهـبُ
لـكـنَّـه إذ
جٌـدَّ جِـــدٌّ ، وانطـــوى
لَـعِــبٌ وأصحــرَ
للـهَـجِيِرةِ ملعـبُ
ألقــى ( تنكُّــرَهُ )
وفـاضَ بسِِـرِّهِ
عُريانَ يهـدِرُ في العُبــابِ
ويصخَـبُ
والحمدُ للكُـربِ الشداد فقد
جلـتٍ
عِـهـراً يَـكـادُ من
الـخَـديـعـةِ يَنجُـبُ
@@@@
أمَّـا الـذيـنَ
خبرتَهـم يـومَ الـتـَقَــى
من
حولِـكُـمْ رهَــجُ القَنـا
يتأشَّــبُ
فوجدتَ فيهم كلَّ (أشـوسَ ) يَزدهـي
أنَّ
الرمـاحَ لـنـهْـبِــهِ تَـتَــرقَّــبُ
فـهــمُ الـذيــنَ
تَـوارَثــوكَ رسـالـةً
تجـري
على جـدبِ السنينِ فتُخصِـبُ
وهــمُ
الـذيـنَ جَـرَيْـتَ فيهــم
ثــورةً
بَـيْـضـاءَ تَـثْـبُــتُ
للـريـاحِ وتَـصـلُـبُ
وعـقـيـدةً تَــزهــو
بأنَّ مَـعِـيـنَـهــا
هـيـهــاتَ يـَفْـتُـرُ نـبْـعُــهُ ، أو يَنضبُ
وهــمُ الـذيـن سَيـقـتَفُونَكَ ، لا
الهـدى
كـابٍ
، ولا وَخْــدُ الـسُـرى
مُـتَـهـيِّـبُ
وسيقحَـمُـونَ الليـلَ في غَـمْـرِ
الـدجـى
ولَـهُـمْ من الذكـرى الكـريٰمــةِ كوكـبُ
النجف : ٢٣ / ١١ / ١٩٦٠