7
سبتمتبر
2023
القراءة خير من العلاج ...بقلم عبدالعظيم حالوب
نشر منذ 3 اسابيع - عدد المشاهدات : 563

 قد تشاطرني الراي في ان القراءة وسيلة مهمة تسهم في تطوير المجتمعات البشرية  والارتقاء بمستوى التعليم والوعي الثقافي. ولكن هل تعلم ان اللغة العربية وعلى الرغم من كونها احد أكثر  هذه  اللغات  غنى وبلاغة وحسبنا كتاب الله  إلا أن هنالك حرج وخمول كبيران يواجهان اصحاب هذه  اللغة انفسهم  عند مزاولة القراءة . فهل لتفشي الامية  في بلدان   الضاد اثر الفقر وعدم الاستقرار السياسي  سبب وجيه لعدم  القراءة  ام ان  التقدم التكنلوجي هو المسبب الرئيس في العزوف عن ذلك ؟

ولكن يبدو ان لا هذا ولا ذاك....

دعونا نتنحى قليلا عما سلف  ولنتحدث عن تلك المكتبة ....! 

فيما كنت اتجول في مكتبة مدينتي الجديدة التي انتقلت اليها حديثا   والواقعة في   الشرق الهولندي وقع بصري على صورة  لصدام حسين  المقبور وهو يصافح طبيبه الشخصي علاء بشير على جلدة كتاب  انيق تحت عنوان "كنت طبيبا لصدام "

لم يستوقفني العنوان ولا الصورة ولا اناقة الكتاب  ما استوقفني  فعلا هو  ماذا يفعل الكتاب نفسه في هذه المكتبة ؟ ومن لديه الوقت لمعاينة مذكرات ٍ لطبيبِ رئيس دولةٍ في اقصى الشرق انقضت ايام حكمه المثيرة للجدل على ايد قوى خارجية مثيرة للجدل هي  ايضا ؟ والجديرُ بالاهتمام ان هذا الكتاب   لا يفترشه التراب  ولا تعلوه الغبرة فهذا الكتاب  وغيره من الكتب في مداولة مستمرة بين ايد القراء كما الساعة  اما دور النشر فلها من اليسر الوفير ما توفره للقارئ الجيد لتصنع منه دون مشقةٍ كاتبا ومؤلفا  لسلسلة من المجلدات قد  يحصد منها الاف اليوروات  ليصنع ثروة تنساب عوائدها الى احفاد احفاده....!

وهنا انتابني فضول .... ترى ما سر هذه  الغزارة في الكتابة لديهم ؟ وما الذي يدفعهم للقراءة  اصلا ؟ وما سر حركة الترجمة الدؤوبة لديهم ؟

امتلكني الفضول فانثنيت مراقبا   لهؤلاء الشباب والصغار  فلم اهتدي لجواب شاف منهم . لكن و بعد التقصي والاستدلال   بدا لي  ان نظامهم التعليمي الرصين هو من  يجعل الطالب يهتدي للقراءة من حيث لا يعلم . درجة ان المكتبات لديهم لا تنحصر في محافل الأكاديميات  المتعارف عليها في بلداننا بل الامر تعدى الى الطرقات و من  امام المنازل حيث يتبرع سكنة الحي باقامة مكتبات في الهواء الطلق  مليئة بالكتب اما طريقة الاستعارة فهي مثيرة للضحك ... كل ما عليك فتح المكتبة وتناول الكتاب الذي توده  اما اعادة الكتاب بعد قراءته فهو امر مناط بك . 

عودا على ذي  بدء  وما هي  المسببات التي الت بشبابنا للاقلال من القراءة ...الامية ام التكنلوجيا ؟  

ان كانت الامية هي السبب فما بال طلبتنا الجامعيين  و القراءة ؟  اما التكنلوجيا   التي  اماطت اللثام عن اداة ملهاةٍ لا ينقضي ابدها ولا ينتهي امدها ولنا  في “الفيس بوك” عبرة  فيما نقول !  ولكن ألا  توجد هذه التكنلوجيا في بلدانٍ اخرى  كاليابان و الهند  فلم ما يزال شبابها  نهم في القراءة   !  

ان لم تكن الامية او التكنلوجيا فما هي ؟  

  ان ضعف بنية التعليم لدينا نحن العرب سبب يؤهلنا لان لا نترقى صفوفا امامية في العالم للقراءة واكتناز المعرفة ، بما في ذلك المناهج الرتيبة والأساليب التقليدية العقيمة في  التدريس ما جعل شبابنا ينفر من القراءة  ليصيغ من مقاطع اليوتيوب مرجعا معرفيا   له قد يبني ازاءها موقفا قد يؤثر في مسار حياته   او يتخذ منه مسلكا وقناعة  ! رغم ان  هذه المقاطع ما هي  الا  اراءا شخصية  لصانعيها لا تستند على اسس ٍ حقة  الا ما رحم ربي .

هل القراءة خير من العلاج حقا ؟

وهنا علينا العروج قليلا   لما توصلت اليه منظمة اليونسكو من قناعة  مخيفة    في استقراءٍ لها  حول القراءة و الذي خلص ان البلدان العربية في طليعة البلدان التي لا تقرا فيما يتقدم الاوربيون  عالميا حيث ان متوسط قراءة الفرد  الاوربي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا فيما يبلغ متوسط المواطن العربي  6 دقائق  .  رغم  ان هذه الستة دقائق  تقدير مصطنع لما يقابله من معارض للكتاب سنويا في البلدان العربية اضافة الى موسم قراءة القران الكريم في رمضان من قبل الغالبية العظمى الا   انه ينبغي علينا القول "نحن لا نقرا كفاية ".

قناعة توصلت اليها بعد الكم الهائل  من الاطروحات الطبية التي تحث على من يعاني من اكتاب  ان يترك كل ما في يده  ويسعى الى القراءة ففيها تسلية للروح ومدعاة للتأمل واداة للاسترخاء  لتبحر بك بعيدا عن التوتر وحالات الاكتئاب هذا المرض المزمن الذي طال اطفالنا . /انتهى

 

 



صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار