سعيد الساري ،  فارس الأنساب ومؤرخ التراث العراقي .

يُعدّ النسابة العراقي سعيد الساري ، من أبرز الأسماء في مجال دراسات الأنساب والتراث العربي والعراقي ، حيث كرّس حياته لتوثيق وحفظ التاريخ الاجتماعي والثقافي للمنطقة . بفضل جهوده الدؤوبة وأبحاثه المعمقة ، أصبح الساري مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالأنساب ، مقدمًا إسهامات جلّى في فهم الروابط العائلية وتتبع الجذور التاريخية للقبائل والعشائر .

مسيرة حافلة بالعطاء العلمي ..

بدأ سعيد الساري مسيرته في دراسة الأنساب من منطلق شغف عميق بالتاريخ وحبّ للاطلاع على تفاصيل الحياة الاجتماعية للمجتمعات العربية . وقد تميزت منهجيته بالدقة المتناهية والبحث الشامل ، معتمدًا على المصادر المخطوطة والوثائق التاريخية والروايات الشفهية الموثوقة . لم يكتفِ الساري بجمع المعلومات ، بل عمل على تحليلها وتمحيصها ، مستخرجًا منها حقائق جديدة ومصححًا أخطاء قديمة ، مما أضفى على أعماله قيمة علمية كبيرة.

وتميز بأسهامات بارزة في حفظ التراث ،  تتجاوز إسهاماته ،  مجرد تتبع شجرات الأنساب ،  فقد أولى اهتمامًا خاصًا للجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بها. غالبًا ما كانت دراساته تتضمن تفصيلات عن العادات والتقاليد ، وأصول المسميات ، ودور الشخصيات البارزة في تاريخ العشائر. وبهذا ، لم يقدم الساري مجرد سجلات نسبية ، بل رسم لوحات حية للمجتمعات التي درسها ، محافظًا على جزء لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للعراق والمنطقة.

 اوله العديد من الكتابات والأبحاث في مجال الأنساب والتراث.

وقد تكون بعض مؤلفاته قد صدرت في كتب أو نشرت في دوريات متخصصة، أو بقيت على شكل مخطوطات قيمة. وتشكل هذه الأعمال ، سواء المطبوعة أو المخطوطة، ثروة معرفية للباحثين والمؤرخين . وأصبحت

مكانته منتشرة  في الأوساط العلمية .

يحظى سعيد الساري بتقدير كبير في الأوساط العلمية والثقافية ، ويُعتبر مرجعًا موثوقًا به في مجال تخصصه . ويُشهد له بالنزاهة العلمية والدقة البحثية ، مما أكسبه ثقة الباحثين وعامة المهتمين . وتظل أعماله مصدر إلهام للأجيال الجديدة من النسابة والمؤرخين ، لتواصل مسيرة حفظ التراث وتوثيق الأنساب كجزء لا يتجزأ من الهوية العربية.

وفي الختام ، يمثل سعيد الساري نموذجًا للباحث المخلص الذي كرّس حياته لخدمة العلم والتراث. وستبقى بصماته واضحة في مجال الأنساب، وستستفيد الأجيال القادمة من جهوده الرائدة في حفظ جزء هام من تاريخنا المشترك .