6
أغسطس
2023
شخصية من بلادي... الاعلامي الراحل الرائد نهاد نجيب
نشر منذ 9 شهر - عدد المشاهدات : 640

هو نهاد نجيب محمد علي قاسم آغا أوچي من مواليد محلة اوجي - كركوك ,في العام 1942م، وهو مذيع عراقي رائد انطلق من مدينة الذهب الأسود لم يصدأ صوته الرخيم على مر السنين والذي جعله يطاول قامات المذيعين من زملائه وتلامذته الذين عملوا معه في الإذاعة والتلفزيون منذ تأسيسهما.

شارك بتقديم برنامج مدرسي يهتم بالفعاليات المدرسية عبر إذاعة بغداد وهو في الرابعة عشرة من عمره، كان حضوره خلف المايكروفون وإطلالته على شاشة التلفاز مزيجا من فن الإلقاء الراقي والالتزام المهني الذي وشم ذاكرة الأجيال بأعطر الذكريات.

بدأ نهاد نجيب عمله كمذيع في إذاعة بغداد في العام 1964 وبأجر أسبوعي قدره 6 دنانير وكان حينها طالبا في كلية الإدارة والاقتصاد ثم الحقوق وبعدها في كلية الآداب قسم الصحافة وقرأ أول نشرة إخبارية رئيسة مباشرة في صباح اليوم الثاني من تعيينه خلافاً للتقاليد الإذاعية المعروفة التي تقتضي بإبقاء المذيع سنة كاملة تحت التدريب ليكون بعدها مذيعا بشكل رسمي عندها لفت أنظار المحيطين به سيما أستاذ الصحافة المصرية "خليل صابات" الذي تنبأ له بمستقبل مميز عن تجربته الإذاعية والتلفزيونية الطويلة يقول المذيع نهاد نجيب:

لم تكن البداية سهلة وإذا ما عدت بذاكرتي إلى سنين مضت أشعر بالخوف والقلق وكأني أعيش في تلك اللحظات التي لا أعرف كيف انقضت وكم هو المشوار طويلا للوصول إلى هدف ربما يتحقق أو لا يتحقق ليس ضعفا وإنما حرصا على نجاح المهمة التي اخترتها بكل إصرار ومحبة .. وأنا طالب بمرحلة المتوسطة كان لدي ميل وهوى نحو التمثيل الذي أحببته كثيرا وشاركت بوقتها في عدة أعمال مسرحية مع فرقة سميت بفرقة الذهب الأسود في كركوك حيث تميزت فيها بالأداء وتجسيد الأدوار التي تتطلب لقاءا معبرا.. وفي مرحلة الثانوية أصبح فكري يتجه نحو الإذاعة وأسرح في فضاءات رحبة لايمكن أن أصفها حينما كنت أستمع لرواد الإذاعة الذين تأثرت بهم آنذاك كالأستاذ سعاد الهرمزي ومحمد على كريم وناظم بطرس وحافظ القباني الذين تميزوا برشاقة الأداء ورخامة الصوت وقراره والجدية في القراءة الوثائقية .. كل ذلك كنت أتلمسه من خلال النشرات الإخبارية وبعض البرامج الإذاعية التي أستمع إليها كان يتعاقب عليها الأساتذة الرواد وما يتركونه من أثر عند المستمعين لايمكن نسيانه.. ميدان العمل الإذاعي أو التلفزيوني لايمكن لشخص أن يخوض فيه مالم يمتلك الأدوات التي تؤهله لهذا الميدان منها الثقافة العامة والموهبة والمهارة وحب العمل والالتزام به مع الاستناد إلى الدراسة الأكاديمية بهذا المجال التي تعطي زخما نحو التطوير والنجاح في أية مهنة في الحياة سيما ونحن نرى اليوم الكثير ممن يزج بنفسه في مجال الإعلام سواء كان في الصحافة أو التلفزيون أو الراديو وهو لايمتلك مقومات هذا العمل وأهمها الثقافة العامة وضبط اللغة والحضور المؤثر والجرأة والمصداقية والحرص على المهنة واحترامها وأن يتذكر دائما بأن هذا المجال ليس ملعبا لكرة القدم يكون فيه اللاعب رابحا أو خاسر وإنما لابد من النجاح وإدامة هذا النجاح الذي حرصت عليه على مدى عقود من الزمن بشهادة المتابعين المختصين .. كان ذهابي اليومي لمبنى الإذاعة أو التلفزيون في بغداد عبارة عن مناسبة رائعة أحتفي بها كلما أكون في الأستوديو لأقدم فيها نشرة للأخبار أو برنامج ما و كنت أشعر بسعادة المستمعين وحزنهم مع كل خبر أذيعه وكأني أراهم وأنا خلف المايكروفون الذي كان أول حبيب أتحدث معه في حياتي ولا زلت اعشقه بقدر عشقي للمستمعين الذين كانوا يتابعون مانقدمه من برامج ونشرات إخبارية على مدى سنين طويلة .. وبعد مشوار ليس بالقصير مع إذاعة بغداد كانت الانتقالة إلى التلفزيون الذي ظهرت على شاشته كمذيع لأول مرة في عام 1969 بعدها تفرغت للعمل فيه عام 1977 مع احتفاظي بعملي بالراديو الذي كان بمثابة بيتي الثاني الذي اعتز به أيما اعتزاز .. عملي في تلفزيون العراق أضاف لي خبرة فوق ما أمتلكه من مهارات بالتقديم والإلقاء والأداء كما أتاح لي التلفزيون مساحة من الرضا عن النفس وان كل ماقدمته كان بالنسبة لي متعة والأهم من ذلك كله محبة الناس لنا التي تعطينا زخما للتواصل مع الحياة رغم متاعبها .. وان عبارات الإعجاب والتقدير والمحبة التي نتلقاها من العراقيين في الأماكن العامة وفي بعض المناسبات دليل نجاحنا في الجهد الذي قدمناه على مدى أربعة عقود ماضية وان هذا الجهد قد أثمر وان العراقيين أوفياء لمن يخلص لهم ويعمل على خدمتهم .. عملي التلفزيوني كان بمثابة السفينة التي أبحر على ظهرها من خلال نقل وتغطية العديد من المهرجانات والمؤتمرات كان أبرزها مؤتمر القمة العربية في مدينة فاس بالمغرب في بداية الثمانينات و تقديم النقل المباشر لمناسك الحج في مكة المكرمة الذي شاركني فيه الزميل صباح الربيعي من على جبل عرفة خلال الأعوام 1986- 1989 - 2002 والمشاركة في قراءة نشرات إخبارية رئيسة على شاشة تلفزيون وإذاعة الكويت ضمن اتفاقية تبادل المذيعين عام 1989 .. وفي عام 2000 تلقيت دعوة رسمية من ( التلفزيون الجزائري) لغرض إعداد وتنظيم دورتين لمذيعي وصحفيي العاصمة الجزائرية التي أشادت بكفاءة وقدرة الإعلامي العراقي وإمكاناته المهنية العالية في الصحافة والإعلام .. وكانت لنا بصمة واضحة بتقدم المئات من البرامج الإذاعية والتلفزيونية الدينية والثقافية والتراثية والفنية كان أبرزها برنامج (من الذاكرة) الذي كان يتابعه عدد كبير من المثقفين وسياسيين ووزراء سابقين نلت عنه جائزة الإبداع .. وعندما افتتحت قناة العراق الفضائية السابقة عملت فيها رئيسا للمذيعين وللقسم الديني والإشراف اللغوي ومديرا لمركز الإنتاج البرامجي ومشرفا للعديد من الدورات التدريبية ومحاضرا فيها منذ عام 1999.. من خلال عملي بالتلفزيون التقيت كبار السياسيين والرؤساء العرب منهم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات كما التقيت عددا من الفنانين العرب الذين شاركوا بكثير من الفعاليات الفنية في بغداد أمثال الفنان وديع الصافي وصباح ونجاة االصغيرة ومحمد رشدي والفنان الراحل عبد الحليم حافظ عام 1965 . وفي مجال الصحافة كان لي حضورا في مقالات فنية وثقافية وأول مقال كتبته في صحيفة الزمان عام 1963 كان بعنوان (ما أتمناه للمسرح العراقي) .. وفي التمثيل فقد جسدت أدورا مختلفة بأعمال تلفزيونية أبرزها مسلسل الأصمعي ومسلسل الزمن والغبار وحكايات المدن الثلاث وفيلما تلفزيونيا من إخراج نبيل يوسف..

توفي "شيخ المذيعين" نهاد نجيب يوم 1/10/ 2020 تغمده الله بواسع رحمته

المصدر: نيازي نهاد نجيب اوجي

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار