|
9
مارس
2023
|
في دائرة الاتهام ..من حرق مكتبة الإسكندرية !بقلم حسين الذكر
نشر منذ Mar 09 23 am31 08:33 AM - عدد المشاهدات : 274
|
مجرد تصفح قاموسية الحرائق العالمية تضطر للمرور على حريق روما الذي
اتهم به الامبراطور نيرون لدوافع ما زالت غامضة شبيهة بزاوية ما بما وقع في 11-
أيلول - 2001 .. يذكر الكاتب انيس منصور في كتاب (على رقاب العباد) إن نيرون ورث
النزعة الدموية من أمه (أجربينا) التي
قتلت زوجها الإمبراطور كلوديوس، مما جعله يقتل كل من يتقاطع معه او يشعر
بتهديده .
تلك الفجاعة السوداوية الفيرونية لا تنسجم مع الفترة الذهبية لاثينا
في الخمسمائة سنة قبل الميلاد الميمون للسيد المسيح .. اذ ما زالت حوارات فيدرون الافلاطونية مصدر
الهام العقول وهي تطرح اسئلة فلسفية كبرى ما زالت الى اليوم بلا إجابة يقينية ..
فان عظمة تلك المرحلة وسقراطها جعلتني اشك بان منزلة أثينا الاغريقية هي مجرد نتاج
تلك المرحلة ..
تساءل فرعون مصر عن كيفية قياس ارتفاع الاهرامات فجاء الحل من طاليس
: ( تساوي طول الجسم مع ظله اثناء ارتفاع الشمس بدرجة ما ) .. علما ان طاليس ليس
مصريا بل طالب علم في جامعات مصر عامة والإسكندرية خاصة التي قيل عنها انها ميناء
عربي وبوابة شرق أوسطية للتماس الحضاري مع اوربا قبل ان تكون مدخلا سياسيا او مرفأ
اقتصاديا او موقعا عسكريا .
(مكتبة الإسكندرية العظمى)
التي أسسها الاسكندر الكبير واكملها بطليموس الأول عام 288 ق . م ، حوت اكثر من 700
ألف لفافة بردية لشتى العلوم والفنون .. وقد اخذت بعدا تاريخيا خطيرا اتهم فيه
الإسلام بحرقها وتدميرها سنة 641م بولاية عمرو بن العاص .. تلك التهمة التي انتشرت
أولا بما أورده ( ابن القفطي) دون دليل في كتابه (تاريخ الحكماء).. ليعممها
ويثبتها بعده ولاهداف محددة المؤرخ ابو الفرج ابن العبري المسيحي يهودي الأصل من
بلاد الشام .. حتى جاء التفنيد من أوجه عدة ، فقد ذكر في كتاب ( تاريخ العرب
) للفرنسي غوستاف لوبون : ( كيف جازت هذه
القصة على بعض العلماء الأعلام وهي قصة دُحضت بأكثر من مكان ودليل ) . اما المؤرخ
الأمريكي الشهير ول ديورانت ، قال : ( إن معظم المؤرخين يرفضون هذه القصة ويرون
أنها من الخرافات الباطلة) .
في وقت تم التغطية على حرق المكتبات العربية في الاندلس اذ ذكر
المؤرخ الإسباني دربلس أن ما أحرقه الإسبان حوالي مليون و500 ألف مجلد عربي
.. فيما جاء بكتاب "صناجة الطرب في مقدمات
العرب" أن الكاردينال الإسباني شيمنز أمر بحرق 80 ألف كتاب في غرناطة (898
هـ). فيما قصص المغول تقشعر لها الابدان سيما بعد حرقهم بيت الحكمة في بغداد 656هـ
التي تعد اكبر واهم مكتبة عالمية آنذاك .
في التراث العربي اضطر العالم أبو حيان التوحيدي في القرن الرابع
الهجري ان يحرق مكتبته الثمينة بعد شعوره الإهمال والتهميش اواخر أيامه مفضلا
تلفها على ان تقع بيد من لا يستحقها .. كذلك تعرض العالم الإسلامي ابن حزم
الأندلسي للاضطهاد حينما البوا عليه الرعاع والغوغاء ليهددوا حياته ويحرقوا مكتبته
التي رثاها :
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمنه القرطاس بل هو في صدري كذلك
تعرض الكتاب والفلاسفة أيام النهضة العربية في القرن الثامن عشر للملاحقة والترهيب
اذ احرقت كتب العلامة محمد كرد علي لتبنيه أفكار إصلاحية .. كما طالبوا براس
المصلح الكبير عبد الرحمن الكواكبي بسبب
كتابه (طبائع الاستبداد) .