5
فبراير
2024
الرئيس والمواطن / بقلم عبدالعظيم حالوب
نشر منذ 3 شهر - عدد المشاهدات : 404

ما الذي يتطلبته منك لتكون كأحمد ابو طالب ؟

سؤال  كثيرا ما تم تداوله في الاوساط الاوربية، وعلى وجه الخصوص الهولندية،   سواء  في الصحف او  البرامج  الحوارية، فمن هو ذا احمد ابو طالب ،وما الذي ابداه ليعم عليه كل هذا الرضا والوئام ؟ 

 قبل ان نعرف عن احمد ابو طالب داهمتني جملة من التساؤلات  حول الفرق بين الرئيس والمواطن العادي؟

في بلداننا الجميلة  يبقى الرئيس حلقة وصل بيينا وبين الله عز وجل ,في بلدان اخرى ...الرئيس   هو  ذلك المؤتمن الذي قد يتميز ببعض المزايا لكن هذا لا يعني بشئ .

  ففي الوضع الطبيعي نرى  الرئيس والمواطن العادي  يتمتع كل منهما بدور ومسؤوليات فريدة. يتفاوت عمل كل منهما فقد تلمس على سبيل المثال  اهمية وخطورة قرارات الرئيس  التي قد يصل امدها  حيز القضايا الدولية   فيما تجد المواطن العادي رغم اهمية دوره فان  اقصى ما يصل تاثيره لديه هو لمن  يجانبه السكن  فقراراته لا تتجاوز نطاق حياته الشخصية والمهنية المحددة. ولكن ماذا لو ان مواطنا عاديا  من احد بلداننا الجميلة ارسلناه ليكون رئيسا في احدى الدول المتقدمة والغنية ؟ تجربة فريدة  تستحق التأمل....!  

اول  عمدة  مسلم 

أحمد أبو طالب هو سياسي هولندي  ولد في المغرب  ووفد وعائلته الى هولندا  في سن الخامسة  عشر ، و هو اول  عمدة  مسلم  في هولندا, يشغل حاليا منصب عمدة مدينة روتردام منذ كانون الثاني 2008.  ، بعدما تسلم مسبقا  وزارة الدولة للشؤون الاجتماعية، حيث كان أحد الوزيرين المسلمين في الحكومة الهولندية. ينتمي إلى حزب العمال في هولندا و تفرد بمواقفه الجريئة حيال قضايا الهجرة والراديكالية في أوساط الشباب المسلم في هولندا  حاز على لقب شخصية السنة في هولندا،   تصدر قائمة السياسيين الأكثر شعبية في البلاد عدة مرات.

وذاعت شهرته  بوتيرة متسارعة بعد حادثة اغتيال المخرج الهولندي ثيو فان كوخ  - والذي  أخرج فيلما رأى فيه المسلمون  إساءة للإسلام - فكان ل(ابو طالب) دور  في امتصاص الغضب وردة الفعل بين المسلمين وغير المسلمين في هولندا

   .تقدم للترشيح  للمنصب فكان من بين  الذين قدمت اسماؤهم هم  إلى الملكة بياتركس ملكة هولندا حينها و التي تقوم حسب الدستور بتعيين العمدة بناء على توصية من المجلس البلدي.

ابوطالب يفوز بالمنصب  ويتربع  عليه فيما بعد  لفترات  ثلاث متتالية .

 في سؤال  اراد به ان يستفز العمدة ......الصحفي : "اين تدفن اذا مت ؟"

ابو طالب يحمل الجنسية المغربية الى جانب الهولندية . وهذا ما  جعله عرضة الى موجة من الانتقادات  من اوساط اليمين التي أثارت شكوكا حول ولائه للبلاد عندما رفض التنازل عن جواز سفره المغربي وادلى بشكل علني لا يقبل الشك انه في حالة وفاته يوارى في مسقط راسه  في مدينة  في المغرب، ذكر أبو طالب إن ولاء المرء للوطن لا علاقة له بجواز السفر الذي يحمله، بقدر ما  يقدمه المرء من خدمات جليلة للوطن حيث اوعز الى انتمائه المزدوج لهولندا والمغرب " ان هو الا  انتماء طبيعي قدره الله لي" .

كان ابو طالب وما زال مصدر الهام لمواطني روتردام   المسلمين منهم  وغير المسلمين حيث ان الاصوات التي ثبتته دعائم حكمه في مدينة من كبريات المدن الاوربية  لما تضمه من ميناء يعد الاكبر في اوربا  لم يكن بالسهل.  والطريف في الموضوع  ان هذا العمدة بعد خمسة عشر عاما من الاداء  الجلي قرر ان يستقيل والتنحي عن المنصب فلم يتجرأ احد حتى لحظة كتابة المقال على التقدم للترشيح  وعلى لسان احدهم   قال " ان ملء فراغ ابو طالب انتحار سياسي" .خاطب الامام علي عامله مالك الاشتر الذي ولاه مصر "   

  وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم؛ فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق،

الرئيس المسكين....!

حدث ان في احدى  بلداننا الجميلة ان نصب رئيسا  للبلاد فادى اليمين الدستوري فتبين فيما بعد انه سبق وان شارك باستفتاء  يقضي بانفصال مدينته عن البلاد./انتهى

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار