1
ديسمبر
2023
حكمنا فكان العفو منا سجية ....بقلم/ عبدالعظيم حالوب
نشر منذ 5 شهر - عدد المشاهدات : 604

 القيم الأخلاقية من الاسس الانسانية التي تبنى عليها الحضارات الاصيلة ، وتشكل المدخل الرئيس للرقي  بالانسان  وربما يكون العفو  هو القلب النابض لهذه القيم  .  العفو  قرار  خطير  والتسامح امر لا يمكن  تداوله بهذه البساطة  والذي يعكس نضجا عميقا  لمن يتخذه  "فلمَّا ملكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ"

تداولت وسائل الاعلام في الايام الاخيرة  عمليات تبادل المحتجزين  للجانبين الفلسطيني والكيان الغاصب.  فتواترت الصور التي خطفت اعين المتابعين حيث تكررت مشاهد العرفان للمحتجزين اليهود  ازاء  من احتجزهم من  حماس في حين نرى العكس تماما  من  الاسرى الفلسطينيين بعدما بالغ اليهود  في التنكيل  بالنساء والاطفال  الاسارى  ان دل على شي فإنما يدل على هشاشة هذا الكيان الغاصب وعلى رقي  الجبهة الاخرى .

فنجد  ان القدرة على العفو تخلق   من الضغينة نصرا  دون ان تطلق رصاصة واحدة.  وهكذا تتوالى  على الانظار  ما تناقلته  وسائل الاعلام في العالم بما فيها الاسرائيلية   كيف تتودد تلك المرأة  العجوز  الى ذلك الشاب الفلسطيني المنقب الذي يمنعه شئ من المضي في الكشف عن وجهه.....  ربما  لنتانة  ما خلفه الكيان الغاصب وهو يمطر المدنيين الابرياء بوابل الصواريخ او ربما  لكثرة ما  خلفه غبار ما  حفره ذالك الشاب من انفاق.... وشتان ما بين نتانة الغاصب وزكواة ارض فلسطين .  او ربما  لمهمة  يدخرها  ذلك الشاب لطوفان اخر  او ربما لعملية تبادل اخرى قد تجري في الافق ! لا اعرف بالضبط لماذا يخفي شمائله ولكن  ايا كان السبب فقد اوصل رسالته الانسانية , فتجرأ العالم ان يتناقلها في اعلامه .

وحللتموا  قتل الأسارى وطالما    غدونا عن الأسرى نعفو و نصفح .. ما الذي يفعله الاطفال في سجون الاحتلال ؟

من بين الافرازات الذكية التي أ كتسبتها حماس  في صفقة تبادل الاسرى هي الكشف امامً الملاء  مدى دناءة  وسائل الاحتلال الاستفزازية   بحق  المحتجزين  الفلسطينيين  حيث بين للرائ العام العالمي ان ادعاءات الفلسطينيين بالامس اصبحت  اليوم  حقائق .... فبعدما طالبوا جهارا  نهارا  بالافراج  عن محتجزيهم من النساء والاطفال   دونما  اذن صاغية  حتى من قبل الدول الصديقة  حيث لا  دلائل  دامغة  على مطالباتهم . ياتي اليوم  الذي يرضخ فيه  العدو صاغرا وامام وسائل الاعلام  العالمية وهو يفرج عن اطفال  ونساء .  

وكان من بين المحتجزين المفرج عنهم  الطفل  الفلسطيني  محمد نزال حاملا معه  لشهور قادمة كسورا ورضوضا  وكدمات جراء حملات تعذيب يومي مورست بحقه  وبحق المحتجزين  ومنهم من فقد حياته  واخر فقد  الذاكرة  اثر  الضرب المبرح على  راسه .ومن وسائل التعذيب التي  تم تناقلها من قبل المفرج عنهم هو  الضرب العنيف و الحبس في غرفة ضيقة و معتمة  والحرمان من النوم  لايام  واشد ما يقوموا به  غضاضة هو استغلال حالة الأسير الصحية فمنهم من منع من العلاج

ومنهم من تعرض للضرب في مواضع المرض...! 

ما اشبه اليوم بالبارحة يا امير المؤمنين !

 يروى ان  في معركة  صفين  ان معاوية قد  حبس الماء عن جيش امير المؤمنين   فطلب الامام علي من معاوية  ان يسمح لجيشه بالاستسقاء فقابله بالرفض فما كان للامير من بد  من ان يأذن لجيش العراق بالهجوم  على شاطئ الفرات  لازاحة معاوية وانصاره   عن ضفة الفرات وحصل المبتغى .   وما لديدن الامير ان يقابلهم بالمثل  بعدما اثخنوا بالجراح والهزيمة وكانوا في اشد الحاجة الى الماء فجرى لهم ذلك حيث فسح لهم علي بن ابي طالب  المجال للاستسقاء .  

فحسبكم هذا التفاوت بيننا    و كل إناء بالذي فيه ينضح ./ انتهى

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار