13
نوفمبر
2023
اليهود والموسيقى / عبدالعظيم حالوب
نشر منذ 6 شهر - عدد المشاهدات : 297

من الراب الى الروك ومن الكلاسيك الى المسرحيات  الاستعراضية  ومرورا بالجاز

عندما تتعثر الكلمات عندها تكون الموسيقى هي الحل.

بالموسيقى  هذا الفن الانساني النبيل الذي يخترق حواجز الثقافة و اللغات  ابلغوا العالم رسالتهم وبالموسيقى  طالت مظلوميتهم المزيفة   اقصى بقاع الارض  استقطبوا وجدان الكثيرين  فاستمالوا  الى جانب مما  امتلكوه  من الاموال والنفوذ ,   قلوب العالم ...  تبلورت هذه الفكرة لديهم مسبقا  فاحسنوا تطبيقها...

اليهود والموسيقى و بالتحديد موسيقى  الافلام السينمائية  او ما يعرف اصطلاحا " الموسيقى التصويرية"... ولكن لماذا الموسيقى بالذات ؟وما الفارق الذي قد يحدثه هذا الفن ؟ وكيف خدم قضيتهم ؟ 

كانت بداية  نشاة السينما في العالم   على يدي الاخوين الفرنسيين لومير الذين قد اخترعا كاميرا التصوير   ولم يكن لليهود دورا في نشأتها الاولى  لكنهم تنبهوا الى خطورة هذ الاختراع العظيم فلم تمضي سوى سنتين  حتى كانوا  قد استحوذوا  على مقاليد هذه الصناعة  ليلحق بها الصوت  بما فيها الموسيقى والمؤثرات الصوتية   عام 1927   واضفوا عليها  الكثير لتصلنا اليوم على  ما  هي عليه .

بحنكتهم وذكائهم نمّوا وطوروا هذه الصناعة  فيما كنا نحن نصول ضد العثمانيين تارة و نتصدى للإنكليز  المحتل الجديد تارة اخرى , كانوا هم قد اعدوا العدة  لينتزعوا  التاريخ  والارض   ويمنحوه لأناس لا علاقة لهم بها وكانت موسيقى الافلام هي احدى المشارط التي استأصلوا بها تلك البقاع فاستمالوا بها بالمقابل افئدة البشر وفي مقدمتهم الغرب   .

وعودة  الى الموسيقى التصويرية ... كيف ومتى خدمت قضيتهم المزيفة ؟

كما هي العادة في  هوليود في  تمرير الكثير من الرسائل المبطنة التي تحط من قدرنا  وتسمو بقدر اليهود فقد كانت هنالك افلام انفرد مخرجوها بتسليط الضوء على مظلمة اليهود المفبركة  بشكل مبالغ فيه حد التخمة . لكن ولكي نكون منصفين فقد ابدعوا في هذه الافلام ايما ابداع   ما يصنع من الفيلم  تحفة فنية مبهرة ومن الموسيقى ايقونية لحنية تواكب كل العصور وتتناغم مع  كل لحظة حزن تمر بنا  نحن البشر   فما يميز هذه الافلام التي تروي معاناة اليهود المفتعلة هي مصاحبة احداثها  موسيقى  تصويرية  حزينة  تخاطب وجدان الجمهور  لتنتزعه   من اطار الفيلم البسيط الى عالم افتراضي مؤدلج  بأداء تمثيلي مذهل  ومعزوفات لحنية ترافق مخيلتك حتى بعد انتهاء الفيلم فتخرجك انت المشاهد من صالة السينما وفي خلجاتك الاف الاسئلة  حول هذه المظلومية الازلية حانقا  على من ارتكبها  بحق هذا الشعب المسكين...! وتكون الموسيقى  قد ادت وظيفتها على اتم وجه بعدما اعدت بعناية فائقة  تعزز تعاطفك وتضامنك  مع  ابطال الفيلم  بل  وتجبرك احيانا على ذرف الدموع .....

  ساهموا بشكل كبير في نمو وتطور هذه الصناعة.

جاء المخرج اليهودي الداهية  ستيفن سبيلبرخ الى الموسيقار العبقري  جون ويليمز طالبا منه ان يضع موسيقى تصويرية لفيلمه" قائمة شندلر" فما كان من الاخير الا ان يطاطا راسة  مترددا في البداية  قائلا " انني اجد صعوبة في الامر فبعدما تتبعت احداث الفيلم المثيرة  اجد في العمل تحديا يفوق قدرتي... ابحث عن موسيقي اخر  افضل مني لهذا الفيلم ".

  فاجابه المخرج " وكيف لي ان اجدهم وجميعهم ماتو ا؟

ليحرز هذا الفيلم فيما بعد سبع جوائز أوسكار  و ذهبت  احداهن بالطبع الى الموسيقى  فيما احتل المرتبة التاسعة ضمن قائمة المعهد السينمائي الأمريكي لأفضل مائة فيلم على مر العصور. هذه الموسيقى ما ان تسمعها الا وتستحضر كل ما هو مأساوي  مر في حياتك رابطا اياها بشكل لا شعوري  بمأساة ضحايا الهولوكوست ! 

  وفيلم  " قائمة شندلر"  لمن غاب عنه هو فيلم  حول رجل الاعمال الالماني الذي  أنقذ 1100 يهودي بولندي من القتل في المحرقة (الهولوكوست) إبان الحرب العالمية الثانية. 

   ومن بين هذه   الافلام  فيلم "عازف البيانو" هذا الفيلم انا نفسي استثارني ...!  والذي  ادى بطولته ادريان برودي    الذي هو اصلا  من  ابوين  يهوديين. والفيلم مقتبس عن قصة حياة عازف البيانو اليهودي (فلديك سبيل مان) الذي صارع الحياة والاحتلال النازي معا كما يدعي الكاتب ليبقى على قيد الحياة.

 هذين الفيلمين وسلسة طويلة من الافلام الاخرى  ريثما تشاهدها   تخرجك بقناعة  تامة ان هذا الشعب تحمل ويلات  كبيرة  فيما هو شعب جميل وانيق يحب الحياة والفن والكفاح  وهو شعب لطيف ومحب....  والعيش على بقعة ارض  خاصة  به  هي من ابسط حقوقه .... وهو شعب لا يمكنه ان يؤذي حشره  فكيف به ان يؤذي بشر !  فهو عاطفي بشكل مفرط ... لا تصدق كلامي ؟ استمع الى الموسيقى !.  

هؤلاء القوم القلة لم تتبق وسيلة  الا وقد سخروها لخدمة قضيتهم المفتعلة  فنجد ان بيوتنا مرتعا لأهدافهم من حيث لا ندري ونجد ابنائنا مساندا لمقذوفاتهم من حيث لا ندري ونجد أموالنا منبعا لمجنزراتهم ونحن لا ندري ولن ندري./ انتهى

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار