25
اكتوبر
2023
اوروبا والقضية الفلسطينية / بقلم عبدالعظيم حالوب
نشر منذ 6 شهر - عدد المشاهدات : 415

القضية الفلسطينية هي واحدة من أكثر القضايا الدولية تشعبا وتعقيدا في العالم رغم ان تفاصيلها لا يعجز عن سردها طفل صغير  فهي باختصار مساحة من الارض ذات اغلبية مسلمة تجاوزت 90%  حسب احصائية الدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الاولى لتنقلب الامور  بقدرة قادر وترتفع نسبة اليهود فيها الى 60%  عام 1990  .

هذه القضية التي كانت وراءها سياسات  دول اوربية  لم تعها  شعوب هذه الدول انفسهم الا بعد مضي 70 عاما.... فما الذي يحدث في اوروبا اليوم ازاء هذه القضية ؟ وكيف كانت مغيبة عن اذهان هذه الشعوب ؟ وما هي وجهة نظرهم اليوم  ازاء اليهودية كدين وقومية؟

مواقف كثيرة طرأت على الشعوب الاوربية مؤخرا  اسهمت في تغيير مزاج  برلماناتها فما السبب ؟

كان هنالك مواطن هولندي  تربطني به  علاقة انسانية طيبة  فلم يبخل علي بالنصح اذا استانسته ولم يشح علي بالجواب اذا ما   قصدته وتستمر العلاقة الى ان يشاء الله ان يأتي اليوم الذي يحدثني فيه  عن رحلته الى فلسطين وتحديدا الى بيت المقدس ويسترسل  بالحديث كيف ان  قوات الجيش الصهيوني قد وضعت حاجزا  لدرأ خطر الإرهابيين ( المصلين) من بلوغ المسجد  للصلاة  لينزلق حديثي معه  الى حوار  ينقلب  فيما بعد الى كدر فقطيعة ! 

هكذا كانت النظرة السائدة  لديهم  حينها فما كان لهم ان يجدوا الفلسطيني  سوى ارهابيا وان هجر من دياره او منع من اداء طقوسه   لا لشئ سوى ان خصمه يهودي  ...!  حتى ان الامر بلغ بالفلسطينيين  الذين  اتخذوا من هذه الدول الاوربية ملاذا امناً لهم من طيش الصهاينة  ان يخفوا اصولهم خشية  الكراهية  التي قد يتعرضوا لها من تلكم الشعوب المتحضرة ..  وكيف لي ان انسى زميلة الدراسة  تلك الفتاة المقدسية  الرائعة التي اوهمتني طيلة رفقتها معي  انها من الاردن ! 

  اما اليوم فقد جدّ الكثير ....

 تعي  اليوم الكثير من الشعوب الأوروبية هذه القضية بمختلف آفاقها وتفاصيلها، وقد أصبحت موضوعًا رائجا و مهمًا يشغل أذهان الكثير من الناس ويحظى بتفاعل كبير في العديد من برلمانات هذه الدول.

  قبل أعوام قليلة لم يكن  محببا  حتى مجرد  الايماء الى دعم  قضية فلسطين بأي شكل كان فقد يدرج هذا  السلوك  في خانة  عداء السامية .  وهنا نأخذ البرلمان الهولندي  كمثال، حيث كان مؤيدو القضية الفلسطينية من  بعض  الأحزاب  اليسارية   لا يتجاوزوا  في أحسن الأحوال أصابع اليد، يتعرضون  لسيل  من  الضغوطات وحملات التشويه تطال   حياتهم  الشخصية  لابل وافرادا من عوائلهم .

 اما اليوم فقد انتهت الرواية التي تأتي من طرف واحد  فزعيمة حزب ( 66 دي )ووزيرة التجارة  السابقة سيخرت كاخ المتزوجة  من الدبلوماسي الفلسطيني انيس الكاخ والذي انهى دراسته في جامعة بغداد كلية طب الاسنان هي  واحدة من اكثر  الاصوات المؤثرة  في الساحة السياسية عند طرح القضية الفلسطينية وتكاد الكوفية  العربية لا تبارح كتفيها .    

بالإضافة الى وجود شخصيات ومؤسسات فلسطينية وعربية   فاعلة اليوم لها حضور على الساحة الأوروبية.

ايعقل ان تكون في مرمى نيران  الكيان مستشفى ؟ نعم

هذا ما طرحه  علي زميل عمل  ليقف على اخر مستجدات الاحداث في غزة..... .

 خلال  الاحداث الاخيرة في غزة  على مر الايام القليلة الماضية بدأت الغشاوة تزول اكثر فاكثر   عن مسمع ومرأى الشعوب  الاوربية   ، فسلسلة  الغارات الجوية والتي تصدرها استهداف المستشفى  العربي المعمداني كانت الدليل الابرز التي استدلت به الشعوب  الاوربية على  ان  الكيان الصهيوني وعدم مراعاته لحياة البشر العزل هو اصدق وصف يمكن اعتماده . اما الجانب الاعلامي فقد كان له دور يمكننا  ان نصفه بالمشرف حيث  كانت لهم وما زالوا تغطيات شاملة لحجم الدمار الذي تخلفه الضربات الجوية على المدنيين .  

وهكذا بدأت الشعوب الأوروبية تعبّر عن تضامنهما مع الفلسطينيين وينظرون في القضية من منظور إنساني بعد  الكم الهائل من الضحايا  المدنيين ولكن اما كان الاولى بهم ان يعوا هذه القضية دون ان تراق هذه الدماء ؟..

من ناحية أخرى، هنالك أيضًا أفراد وجماعات في أوروبا يرون القضية الفلسطينية من زاوية مختلفة و ما يزالوا يدعمون إسرائيل. تكمن هذه الاختلافات في الخلفيات الثقافية والسياسية والدينية فكما هناك أفراد وجماعات في أوروبا يدعمون بشدة القضية الفلسطينية ويعبرون عن تضامنهم مع الفلسطينيين في كل مناسبة فهنالك لوبيات تضغط  بالاتجاه المقابل والتي تصب في مصلحة الكيان .   اذن يمكننا القول ان الطريق  الى الاسناد الرسمي المتمثل بالقرار السياسي ما زال امامه الكثير حيث المواقف الشعبية والبرلمانية    لم تعد  كافيا .

خلاصة القول انه رغم التوجه الكبير للشعوب الاوربية  والذي يقف الى جانب القضية الفلسطينية  الا ان المواقف السياسية لهذه الدول هي الفيصل  في اتخاذ القرارات المحورية والتي  تميل بشكل او باخر حتى كتابة هذا المقال  الى الجانب الصهيوني ولكن هذا لا يعني نهاية المطاف اذا ما  ظلت هذه الشعوب  على مواقفها فصناديق الاقتراع ما زالت  بيد هذه الشعوب وبرلماناتها   بيدها الاخرى./ انتهى


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار