4
نوفمبر
2025
حين يعطش دجلة... يصرخ الشعب بالمقاطعة ! جعفر محيي الدين _النجف
نشر منذ 5 ساعة - عدد المشاهدات : 109

 يمر العراق اليوم بمرحلة دقيقة، يختلط فيها وجع الأرض بنداء الإنسان، شحة المياه التي بدأت تلوح في نهر دجلة لم تعد مجرد أزمة بيئية، بل تحولت إلى قضية وجود يشعر بها العراقي في كل قطرة تضيع وفي خضم هذا العطش، لجأ الشعب إلى التعبير عن استيائه بموقف شعبي واسع تمثل في مقاطعة المنتجات التركية، باعتبارها وسيلة احتجاج سلمية على السياسة المائية التي تتبعها أنقرة!!

هذه المقاطعة ليست موجهة ضد شعب أو ثقافة ، انما كانت صوت شعبي هادئ يقول (كفى) في وجه قرارات قلصت منسوب الماء الواصل إلى العراق فالماء في وجدان العراقيين ليس مورد فحسب، بل هو حياة وكرامة قال تعالى..

{وجعلنا من الماء كل شيء حي}

ورغم رمزية المقاطعة وقوتها المعنوية، إلا أنها ليست الحل الأمثل أمام تعقيدات السياسة الإقليمية فتركيا تمتلك اقتصاد متنوع قادر على تعويض الأسواق بسهولة، بينما العراق لا يملك بديل لدجلة إن جفّ أو ضعف الماء لا يُستورد، ولا يُقاطع، ولا يمكن الاستغناء عنه.

وهنا نستذكر موقف جمال عبد الناصر، الذي واجه الضغوط الاقتصادية والسياسية الغربية لا بالمقاطعة وحدها، بل ببناء بدائل حقيقية وتحويل الأزمات إلى فرص اختار طريق الاستقلال الاقتصادي والسيادة الإنتاجية، ليصنع قراره بيده لا بيد الآخرين.

العراق اليوم بحاجة إلى سياسة تشبه هذا النهج، سياسة عقلانية شجاعة، تمزج بين الحزم الدبلوماسي والقدرة على التفاوض، تبني شراكات عادلة وتستخدم القانون الدولي بذكاء، لا الأنفعال العاطفي، سياسة تعرف أن الأمن المائي جزء من الأمن الوطني، وأن إدارة الموارد لا تقل أهمية عن الدفاع عن الحدود

فالمقاطعة تعبر عن وجع الناس، لكنها لا تعيد الماء إلى مجراه، المطلوب قرار دولة لا انفعال شارع، واستراتيجية تضع حق العراق في الماء ضمن أولوياتها القصوى، ويبقى السؤال الذي يطرق ضمير الوطن  .

إلى متى يستطيع دجلة أن يصبر؟

وإلى متى يمكن للعراق أن يتحمل العطش بصمت؟.

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار