في عالم السياسة، تَتَباين ردودُ أفعالِ القادةِ أمامَ الفشلِ او الهزيمة. فهناك من يتمسك بالسلطة مهما كان الثمن؟ وهناك من يتحلى بالشجاعة لمواجهة الأخطاء وتحمل المسؤولية بكرامة. القادة الذين يختارون التنحي عن السلطة بمحض إرادتهم بعد إدراكهم لفشلهم نادرون، لكنهم يتركون أثرًا إيجابيًا في التاريخ او قُل في قلوب محبيهم، باعتبارهم مثال للوعي السياسي والمسؤولية الأخلاقية...

ترودوا قصة رئيس واجه الفشل

تتناول هذه القصة أحد الرؤساء الذين قادوا بلادهم في ظروف صعبة، لكنه وجد نفسه في موقف لا يمكنه فيه الوفاء بتطلعات شعبه أو تحقيق وعوده الانتخابية. على الرغم من الجهود التي بذلها، تأزمت الأوضاع الاقتصادية ، وزادت ضغوط المعارضة نتيجة الإخفاقات المتكررة في إدارة الازمات بدا واضحًا أن الرئيس لم يعد قادرًا على مواجهة التحديات المعقدة التي تواجه بلاده. بدلاً من التشبث بالمنصب أو اللجوء إلى القمع لتكميم أفواه المنتقدين، قرر الرئيس مواجهة الحقيقة بعقلانية. أدرك أن استمرار بقائه في السلطة قد يزيد الأمور سوءًا، وقد يقود البلاد إلى مزيد من الانقسام والتراجع.

و من المرجح ان المفاوضات التي اجرتها حكومته اواخر 2024 مع الادارة الجديد لترمب في منتجع مارالاغو وتحديدا بعد الاعلان عن فوزه في الانتخابات ، هي كانت الاسفين الاخير في مسيرة ترودو السياسية ,عندها اعرب ترامب بشكل علني وساخر عن نوايا الشروع في حرب تجارية ضد كندا التي هي تحت التاج البريطاني اذ يعتزم ترامب رفع الرسوم الجمركية على الواردات الكندية 25% وهذا ما يشكل عبئا لا تحمد عقباه خصوصا وان 75% من وارداتها هي الى الولايات المتحدة او الانضواء  تحت العلم امريكي لتتحول من دولة ذات سيدة الى مجرد نجمة اخرى في علم امريكي.

شجاعة التنحي

ان التنحي عن اي مسوؤلية كانت تتطلب جهدا كبيرا وهنا تذكرنا هذه التجربة بأهمية اختيار قادة لديهم نزاهة ووعي كافٍ بمسؤوليتهم تجاه الوطن والمواطنين. فالنزيه تتضاءل فرص تشبثه بالكرسي وتضمن انتقال السلطة بسلاسة عند الأزمات، دون أن تصبح البلاد رهينة لرغبات فرد أو طموح شخصي. إن رحيل هذا الرئيس او ذاك عن منصبه ليس نهاية القصة، بل بداية لفرصة جديدة للوطن. فالاعتراف بالفشل لا ينقص من قيمة الانسان./انتهى