|
14
اكتوبر
2024
|
حزب الله والمقاومة الفلسطينية. استنزاف العدو وبداية نصر مشرق..! بقلم سمير السعد
نشر منذ 1 شهر - عدد المشاهدات : 132
|
في خضم التصعيد العسكري في المنطقة، تبرهن المقاومة الفلسطينية وحزب
الله أن قدراتهما العسكرية والاستراتيجية لم تتراجع، بل ازدادت تطورًا وفعالية في
مواجهة العدو الصهيوني. فقد أثبتت الهجمات الدقيقة والمركزة على مواقع الكيان
الصهيوني أن المقاومة قادرة على استنزافه بشكل مستمر، مما أدخل العدو في حالة من
الانكسار النفسي والذعر.
الضربات الأخيرة التي نفذتها المقاومة البطلة ، والتي جاءت مدروسة
بعناية، أظهرت القدرة على التأثير على البنية العسكرية للعدو وتدمير نقاطه الحيوية،
مما جعل الكيان الصهيوني في حالة من الذهول والعجز عن رد الفعل بشكل حاسم.
هذا الاستنزاف المتواصل أدى إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو، كما
تصاعدت حالة الخوف والقلق بين صفوفه، خاصة في المناطق الحدودية التي أصبحت تحت
تهديد دائم من المقاومة.
التصعيد الأخير لم يكن فقط استعراضًا للقوة العسكرية، بل هو رسالة
سياسية واضحة بأن المقاومة البطلة لن تتراجع عن أهدافها مهما كان الثمن، وأنها
ستواصل الدفاع عن أرضها وكرامتها. ما يشهده العدو الآن هو بداية انهيار نفسي
وعسكري يعكس ضعف استراتيجية الردع التي طالما اعتمد عليها، ويفتح الباب أمام
المقاومة لمزيد من الإنجازات الميدانية.
يمكن القول إن ما يجري اليوم هو مؤشر قوي على اقتراب تحقيق النصر
للمقاومة الشريفة التي تقف بثبات في وجه أعتى الجيوش. هذا النصر ليس فقط عسكريًا،
بل هو أيضًا نصرٌ أخلاقي وسياسي، يبرهن أن الحق يمكن أن ينتصر مهما كانت التحديات،
وأن إرادة الشعوب لا تُهزم.
مع تصاعد حدة الصراع، تظهر المقاومة الفلسطينية وحزب الله أن
تكتيكاتهما العسكرية ليست فقط فعالة على المدى القريب، ولكنها أيضًا مصممة
لاستنزاف العدو على المدى الطويل. العدو الصهيوني، الذي لطالما اعتمد على تفوقه العسكري
والتكنولوجي، يجد نفسه الآن في مواجهة نوع جديد من المقاومة؛ مقاومة تعرف كيف توجه
الضربات الاستراتيجية بعناية، وتستنزف قدراته ببطء ولكن بثبات.
إن تكتيكات القصف المركّز والمفاجئ على المستوطنات والمواقع
العسكرية، بما في ذلك استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، أظهرت أن المقاومة
قادرة على تجاوز دفاعات العدو. هذه الهجمات لا تستهدف فقط المواقع العسكرية،
بل تضرب أيضًا الروح المعنوية للمدنيين، الذين يعيشون الآن في خوف
دائم من هجمات مفاجئة قد تحدث في أي لحظة. هذه الحالة من الذعر الجماعي تمثل
انتصارًا نفسيًا مهمًا للمقاومة، حيث أن هذا النوع من الاستنزاف يضعف من تماسك
الجبهة الداخلية للعدو.
إضافة إلى ذلك، فإن الردود الضعيفة والمترددة من قبل الكيان الصهيوني
على هذه الهجمات تعكس حالة من الفوضى وعدم القدرة على إدارة الأزمة. حتى مع
الضربات الجوية المكثفة التي يحاول من خلالها العدو إظهار قوته، يبدو أن المقاومة
تمكنت من امتصاص هذه الهجمات والرد عليها بطريقة تزيد من ارتباك العدو وتُشعره
بالعجز.
في هذا السياق، لا يمكن إغفال دور الحرب النفسية التي تستخدمها
المقاومة بفعالية كبيرة. فقد أصبح الإعلام المقاوم جزءًا لا يتجزأ من المعركة، حيث
يقوم بتوجيه رسائل مباشرة ليس فقط إلى الشعب الفلسطيني وحزب الله، ولكن أيضًا إلى
الرأي العام الدولي وحتى داخل الكيان الصهيوني. هذه الرسائل تهدف إلى تعزيز الروح
المعنوية للمقاومة، وفي نفس الوقت زرع الشك والخوف داخل الكيان المحتل.
وبالرغم من كل محاولات العدو لتصوير نفسه كقوة لا تُقهر، إلا أن
الواقع على الأرض يظهر عكس ذلك. ما يحدث اليوم هو تآكل تدريجي لأسطورة الجيش الذي
لا يُهزم. وفي ظل استمرار الضغوط الميدانية والنفسية على العدو، يبدو أن المقاومة
تسير بثبات نحو تحقيق نصر جديد، ليس فقط من خلال الانتصارات العسكرية، ولكن من
خلال تفكيك قوة الردع النفسية للكيان الصهيوني.
اخيرا ، يمكن القول إن ما نشهده اليوم
هو بداية لحقبة جديدة من الصراع، حيث تظهر المقاومة الشريفة بكل فصائلها قدرتها
على توجيه الضربات الموجعة للعدو وإرهاقه على جميع المستويات. وهذا الصمود البطولي
يشير إلى أن النصر، وإن تأخر، فهو حتمي، وسيأتي نتيجة للصمود والتخطيط الاستراتيجي
والرؤية الواضحة التي تتمتع بها المقاومة.