6
نوفمبر
2022
منتدى السياب في ابي الخصيب يضف الشاعر صفاء الهاجري
نشر منذ Nov 06 22 pm30 04:33 PM - عدد المشاهدات : 431

كتابة واعداد : ناظم عبدالوهاب المناصير

ضيفت دار جد السياب ، وسط  عروش أشجار النخل والعشب الذي ينتظر المطر .. في كل قطرة من المطر ، حمراء أو صفراء من أجنة الزهر ، وكل دمعة من الجياع والعراة ، وكل قطرة تُراق من دم العبيد ، فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد ...( السياب الخالد )..

ـــ الأيام تفصح عن نفسها بكل خير ففي عصر يوم 21 /4 /2017 أي قبل سبع سنوات تقريباً أهداني مجموعتيه الشعريتين سمفونية الأحزان و الألفية الثالثة

وبنفس الوقت تعرفتُ عليه إنساناً طيباً وشاعراً راقياً ، لكني في يوم السبت الموافق20/ 5 /2017 حضرت له جلسة شعرية في نفس هذا المكان من تقديم الأستاذنوري حمزة فتعرفتُ عليه أكثر فأكثر ، تمنيتُ في حينها أنْ أجيد الكلمات بحقه :

هناك في بيداء البراري الآمنة

وراء آفاق المحبة العذبة الصافية

ننظر بإعجاب إلى علم يُرفرف في سمائك يا وطن

يعلو في ربوعك يا وطن

من جنوبك إلى شمالك

يحمل ألوانك ..

كان أول ما نطق به عراق ، لا كما يولد بقية لأطفال فهم ينطقون البكاء ، ( الطفلُ قال أماه ُ أول نطقه .. إلاّ أنا .. لما نطقتُ ــ عراقي ــ )عاش وبين جوانحه قلب ملتاع يمنحه الصبر ، يرتمي في أحضان الوطن ، يُدندنُ حبّاً وأملاً ، يُصارع ملحمة الخلود ..

كانت الجلسة من تقديم ناظم عبدالوهاب المناصير حضرها جمهور من المثقفين ..

ـــ ولد صفاء عبداللطيف زيد الهاجري في الفاو ــ البصرة عام 1959 ، ودرس الإبتدائية والثانوية فيها .

ـــ دخل الأكاديمية البحرية وتخرج فيها عام 1980

ـــ كتب الشعر في سن مبكرة ، بداية السبعينات .

ـــ خاض كتابة الشعر بنوعيه العمودي والحر وأختار القصيدة الوجدانية .

ـــ عمل في مجال البحر والسفر وكتب عن البحر كثيراً .

ـــ أصدر عدداً من المجاميع الشعرية كإضافة إلى المكتبة العراقية والعربية .

ـــ يُسافر بعيداً ... يغازل قطرات ماء البحر الخالية من التعفن والذنوب ..

ـــ يعزف مترنماً على أوتار قيثارة سومرية في بث النغم الأصيل

ـــ كان وما زال الفارس الذي يمتطي صهوة جواد هادىء يتسارع مع الرياح النقية

ـــ عضو في اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة .

ـــ عضو في منتدى السياب الثقافي ..

يسرني أنْ أكون مقدماً لهذه الجلسة ..معكم صفاء الهاجري ، وأسأله :

ـــ ماهي تجربتك في القصيدة الوجدانية و هل هناك تقارب بين شعر الحب والذات في قصائدك؟

أجاب من مئذنة الشعر ، لا يخفي أي شيء بين جوانحه : الشعر الوجداني هو الشعر المستخدم للتعبير عن العواطف ، ويسمى أيضاً بالشعر الغنائي للتعبير عن مشاعر الفرح أو الحزن والحب والكراهية ..ظهر هذا النوع من الشعر منذ القدم ويُعتبر أحد أوائل أنواع الشعر العربي ..

ــ وأسأله أيضاً : هل أنّ اللغة عندك ، هي معيار الشعر الذي يستحضر الشاعر في القصيدة ؟

أجاب بكل ثقة : اللغة وضبط اللغة من جميع نواحيها سواء كانت من الناحية النحوية أو من ناحية البلاغة أو اختيار المفردات هو المعيار المهم إن لم يكن الأهم في معايير استحضار القصيدة ..فأنا حين أقول في رثاء الشاعر مظفر النواب :

ما عاد في ( ليل البنفسج ) من طعم .. بل عاد ( ريل ) الليل يصرخ في ألم ْ ( روحي ) بموتك أحرقت كحلاوة ... في ليلة ظلماء وأنكسر القلم ْ.

ياشاعري أنت لك في الكلمة فروسية نادرة ، فهل تعتقد أنّ لغة الشاعر الخاصة هي لغة بحث عن الحقيقة ؟

أجاب وفي قلبه لوعة ، لوعة قديمة حينما ضاع منه بعض شعره في زمن تسيدت فيه ، الحروب والفرقة : ليس في جميع لغات الشعراء نجد الحقيقة كاملة وليست الخيال لوحده ، فأنا أعيش خيالي في قصيدة دنيا الخلود قلت فيها :

ما بين عينيها وبين خطابي ...آلاف آلاف من الأحقاب

كونٌ ، مجراتٌ مئات كواكب ... مليون جرم بيننا وشهاب

كم من سنين بيننا ضوئية ... كم من ظلام حالك وضباب

كم من مسافات تفرق بيننا ... كم من جبال بيننا وهضاب

هي سافرت نحو النجوم بروحها ... في رحلة مجهولة الأسباب

رحلت ْ على عجل وبين متاعها ...عطر وكافور وبيض ثياب

سؤالي الآن قد يكون تقليدياً لكننا نود التعرف  بمن تأثر من الشعراء ، وليكون ذلك

البيان في تاريخ نشأتك كشاعر  ؟

أجاب : في بداية طفولتي تأثرتُ بالشاعر ايليا أبو ماضي لما تحويه قصائده من

وصف للطبيعة ، مثل قصيدته ( كن بلسما) كن بلسما إن صار دهرك أرقما .. وحلاوة إن صار غيرك علقما كما تأثرت بشعر نزار قباني وبشعراء المعلقات وببدر السياب حيث بدأت عندي تجربة كتابة قصيدة التفعيلة :

شقت الدمعة في خدي نهرا

وأنا تحت القبور

تأكل الديدان لحمي

ويظل الباقي تنبئه الطيور

أطلب الليل عزاء

لا أرى أحداً يزور

وأنا في وحشتي

كل شيء قد تلاشى

وصحابي .. قد نسوني

ــــ ـــــــــــــــــ

نذهب الآن إلى جانب من حياته ، فكيف تُفسر حياتك منذ ولادتك ؟

أجاب بكل صراحة : ولدتُ وأنا أحمل حب الأرض التي سكنتها وأحببتُ ملاعب صباي كما أحببتُ ماء النهر الذي يجري في مدينتي الفاو والتي هي جزء من العراق ، أحببتُ ابنة جارنا التي ولدنا معاً وترعرعنا معاً فهي تُمثل لي  الوطن وعشق الوطن ، فهي المدن والقرى والنخيل ..ولدتُ فولدت معي القصيدة :

ومتى بعدتُ عن الديار تُصيبني

آلام بعدك والفؤاد يجنُ

ومتى لمحتُ العاشقين كأطيار

ما بين اشجار النخيل تغنوا

ينتابني شوق إليك يشدني

فأظل أشكو حسرتي وأئن

وتظل الأسئلة تبوح ما للشعر من غناء أبدي يحوم حولنا كأنين الطير ولحن الناي الذي يولد في فجر جديد ..كما كانت هناك مداخلات من قبل الشاعر عبدالإمام المطوري وأسعد خلف وكاظم موسى زعلان وعلاء المرقب وعطوف الحسيني وآخرين ..كما وقع الشاعر بعض مجاميعه الشعرية على الحاضرين ..

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار