المؤسف له أن البلدان المحيطة بالعراق تواصل تشابكاتها السككية بالطول والعرض، وتتقاسم فيما بينها الموارد المالية الهائلة التي كان من المفترض ان يجنيها العراق لولا حملات التضليل التي يقودها المرجفون الذين منعوا العراق من استثمار موقعة الجغرافي الفريد، وحرموه من تعظيم موارده المالية.

تحدثنا في مقالتين سابقتين عن التوسع الهائل في الترابط السككي بين الموانئ التركية وموانئ بحر الصين، وسنتحدث اليوم عن التوسع الإيراني الذي جاء متزامنا مع التوسع التركي في هذا المضمار.

فقد باشرت إيران بتسيير قطاراتها التجريبية بين مدينة (بخواف) شرق إيران، ومدينة (هرات) شرق أفغانستان.

 واكتملت المراحل النهائية لهذا المشروع الذي سيتكفل بنقل البضائع من ميناء (تشابهار) الإيراني في خليج عمان الى المدن الأفغانية الجبلية المحرومة من الارتباط بشبكات النقل الدولية.

يتألف هذا المشروع من شقين:-

الأول: داخل إيران وهو بطول 77 كيلومترا بين (بخواف) و(شمتيغ).

والثاني: داخل أفغانستان وهو بطول 62 كيلومترا بين (شمتيغ) و(هرات).

ويأتي هذا المشروع في إطار خطة مدروسة تستهدف ربط الموانئ الإيرانية بمدينة (زاهدان)، ومن ثم الانتقال الى منطقة (ميلك) الحدودية القريبة من أفغانستان، ليمتد بعد ذلك حتى مدينة (سرخس) الواقعة شمال شرق ايران، والمحاذية لتركمانستان بهدف تفعيل مسارات غير مطروقة للنقل العابر (الترانزيت) بين الموانئ الايرانية ودول آسيا الوسطى.

تجدر الإشارة الى أن الهند تستخدم ميناء (تشابهار) الايراني لتصدير واستيراد السلع من افغانستان، بعيدا عن باكستان المجاورة للبلدين.