8
مارس
2024
رمضان ودراما العرب / بقلم عبدالعظيم حالوب
نشر منذ 2 شهر - عدد المشاهدات : 251

لو شغلت جهاز التلفاز او اي شاشة عرض ذكية اخرى في هذا الشهر الفضيل  وتنقلت بين المحطات، ستجد نفسك امام كم هائل من الاعمال الدرامية, اموال  فلكية تغدق بدون حساب , مواد تم تدويرها مجددا  من مواسم سابقة,  قصص مُكررة ,احداث يسهل التنبؤ  بها, نهايات باهتة لا تضيف شيئا للعمل ، رجال نصف عراة  , نساء ممتلئات الوجوه ممشوقات  الاجساد   تعتليها الاوشام, علاقات يشوبها الشك  , خيانات مشرعنة ...بما ان الزوج شرع بخيانة زوجته فما لزوجته من بد في  ان تبادله الخيانة مع صديقه الصدوق... طريقة طرح مستهلكة مغشوشة  غير صالحة للاستهلاك الانساني ,  مع هذا  تكسب ود وعطف المشاهد لحنكة من صناع العمل او لقصور في ذهنية المشاهد  ،  تتخلها دعايات لماكولات واطعمة تؤدي بك بالتالي   الى تخمة  معوية وخمول ذهني. 

جدول اعمال الشهر 

التوجه المفرط نحو متابعة المسلسلات التلفزيونية في رمضان  شغل الناس عن الاولويات الروحانية  والاجتماعية  التي اوجد الشهر  من اجلها..! الدراما  شئنا ام ابينا هي اليوم جزء لا يتجزأ  من شخصية المواطن العربي والسيدات على وجه الخصوص . ولكن هل يعني هذا ان كل انواع الدراما سيئة ؟ قطعا لا...  فالدراما مبنية على قصة  والقصة هي الطريقة الامثل في جلب الانتباه والوسيلة المؤثرة والاجمل في ايصال المعلومة وترسيخ القيم لذلك سبحانه وتعالى انار قلوبنا وعقولنا  بآيات في محكم كتابه الكريم بأسلوب قصصي  مشوق تصاحبه  العظة والاعتبار 

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين"َ قال تعالى  "    .

 لكن المسلسلات العربية  بشكل عام والرمضانية  على وجه الخصوص انسلخت عن وظيفتها الموسومة ونات عن رسالتها الانسانية فبدأت تشوبها الوسائل الرخيصة ويتخللها الكثير من المشاهد التي لا تتناسب  والفرد الراشد فكيف بالأطفال ؟ مشاهد العنف والتحرّش والادمان  السمة المصاحبة لمجمل الاعمال ،   الطفل في هذه المرحلة العمرية يميل إلى تقليد ما يدور حوله من سلوكيات والفاظ ، ما يخدش براءته ويحرف سلوكه.

الية طرح الاسماء

من جملة التنافس لصناع هذه الدراما بغية البعض منهم جذب اكبر قدر من المشاهدين هي اختيار الاسماء التي تزرع الفضول لدى المتابع للاطلاع على هذا العمل او ذاك , وهنا جاءت مسميات وعناوين رخيصة وحدها تحتاج ان تخضع لرقابة   فماذا ستفهم  من" ازمة نسب " ؟ ام ماذا سيطال فهمك  مثلا من المسلسل الخليجي" اللقيطة "؟ اما "الخائن" فحكاية وحدها تتطلب التفكر ؟ الخائن هو ذلك العمل العربي  الذي انتهت حلقاته قبل ايام تزامنا مع نسخته التركية,  حصد مشاهدات خيالية  وحظى بمتابعة منقطعة  النظير ... فالبطل خان زوجته ما  تطلب من الزوجة  ان تسترد جزءا من كرامتها  بخيانته هي الاخرى...! احداث ماجنة ابناء مجهولون  , مساكنات غير شرعية, ماذا  ستترك في مجتمعنا من ندوب  ؟   

ترى... هل كل ما يحدث هو محض صدفة ؟  

لو تمعنا  قليلا  في الاعمال العربية  في رمضان نجد تمردا سلوكيا فجا   فتارة يجملون القبيح ويشوهون  الجميل , يسهلون الصعب  ويقربون البعيد فكل شي قابل للنقاش  وكل شئ يمكن حدوثه من باب  الحرية والانفتاح وكل ما يفعله  البطل هو مبرر مها شذ عن الخلق او انحرف عن السياق.

 لا تطفئ الشمس

قبل سنوات   كنت معتادا في رمضان متابعة عملا دراميا وغالبا ما يكون مصريا ... في الغالب كنت ابحث عن الكاتب والمخرج ,  لفت انتباهي عمل مصري لإحسان عبد القدوس هذا الاسم يكفي للمتابعة  ....بعد تتر البداية يظهر  لك  تنويه " لا ينصح بمشاهدة هذا المصنف لمن هم دون 18 " فتساءلت ترى   ماذا ممكن ان يعرض لنا المخرج في حلقاته ونحن في شهر  فضيل ؟ فقلت في نفسي قد تكتب هكذا عبارة لدواعي رقابية  لا غير .

بعد  انهائي الحلقة  الخامسة عشر خرجت بخلاصة  ان المسلسل اقل  ما يوصف بالمجون  علاقات غير شرعية, كثرة مشاهد تعاطي الشراب وجلسات السكر  بمعدل مشهد في الحلقة الواحدة  علما ان معظم هذه المشاهدة لا تقتضيها الضرورة الفنية . العلاقات  غير الشرعية والخيانات  الزوجية اصبح امر مبرر ومستساغ ...! هكذا عمل يعرض في ليالي شهر رمضان اصبح  امرا عاديا .هكذا اعمال تسهل الرذيلة وتيسر البغاء  وتجعل  من المكروه محببا..

   شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان  هذا الشهر الذي  دأبت فيه  معظم القنوات العربية  على سباق سنوي محموم   في عرض اكبر قدر ممكن  من الرذيلة والقبح.... المعايير الاخلاقية برحت مكانها   والاهداف النبيلة   اختفت  ...   المبتغى  الاول هو  اكبر قدر ممكن من  المشاهدين ... وبالتالي اكبر قدر من الاعلانات هكذا يرى البعض ولكن يبدو ان الامر اعقد بكثير,  لا يتعلق  الموضوع  بالربح بقدر ما هو سياسة مدروسة في  افساد ذهنية المتلقي العربي  والهاء العباد عن اشياء  خطيرة  تستوجب منهم المراجعة والبحث ففيما يتم تغييب وعينا بوسائل الهاء هي  جرعات مسكنة مؤقتة, تجتاحنا النكبات و يعترينا الفشل من كل جانب  فيما الاف الابرياء يتضورن من السغب  تحت وطأة العدو الصهيوني .... ترى المليارات تغدق بكرم لا لشئ سوى لاعماء الابصار والبصيرة  ./انتهى .  .

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار