27
مارس
2021
الاعتدال العاطفي .....بقلم علاء صابر الموسوي /البصرة
نشر منذ Mar 27 21 am31 07:04 AM - عدد المشاهدات : 599

قد تأخذ بعض العلاقات منحى سلبيا متطرفا في البغض والحقد والتعصب والغضب والقطيعة. وقد تأخذ منحى إيجابيا متطرفا في الحب الزائد الذي لايعبر عن اتزان عاطفي.

فالكراهية الشديدة. تطرف قد يقود للقتل. والحب الذي يصل إلى درجة الشغف والوله. قد يقود إلى الجنون. والوسطية في العلاقات كما في غيرها. هي خير الأمور. فلايصح أن تعشق إنسانا فترفعه إلى درجة العبادة. ولاعبودية الا الله. ولاتكره إنسانا فتنزل به إلى الحضيض.

فالرفع إلى أعلى عليين. والخفض إلى أسفل سافلين كلاهما تجاوز للمعقول من العاطفة الذي يعبر عنه الحديث (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما. وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما).

وكلمة (هونا ما) هي نقطة الوسط بين تطرفين :بغض شديد يعمي ويصم. وحب شديد يعمي ويصم.

فلابد من مسافة بينية مناسبة بينك وبين حبيبك تشبه تلك التي بين السيارات حتى لايقع الاصطدام الذي يضر بالطرفين. فإن المسافة إن وجدت. قلصت الخسائر إلى حد كبير. ودع خطأ للرجعة مع من تبغض. فربما عادت المياه إلى مجاريها. فلا تكون قد أسرفت في البغض بحيث يصعب عليك ترميم العلاقة من جديد. أو النظر بوجه صاحبك الذى بالغت في خصومته (واهجرهم هجرا جميلا). اي القطيعة التي تفسح المجال للتلاقي مجددا.

إن حب بعض الشبان والفتيات قد يصل إلى درجة التعصب الأعمى للآخر سواء كان عائلة او عشيرة او أبناء وطن او من الجنس المماثل او الجنس المغاير. كما يصل في بعض درجات التطرف إلى الانتقاص من الآخرين وازدرائهم. حتى ليرى شرار قوم أفضل من خيار الآخرين. وهذه هى العصبية التي وصفها الحديث (ليس من العصبية أن يحب الرجل.

قومه. ولكن العصبية التي يأثم عليها أن يرى شرار قومه أفضل من خيار قوم آخرين)....

(ويل للمطففين.. اذا اكتالوا على الناس يستوفون. واذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون)... فالبعض ((يطفف)) في علاقاته مع الآخرين. والتطفيف خروج عن حد الاعتدال. فهو يريد من الناس أن ينصفوه في تعامله حبا واحتراما وتقديرا. ولكنه لايستحضر ذلك كحق متبادل للناس عليه. بل قد ينتقص من اقدارهم بالبخس. والله تعالى يقول (ولاتبخسوا الناس اشيائهم) وعن على بن ابي طالب عليه السلام ورضى الله عنه لابنه الحسن (أحبب لغيرك ماتحب لنفسك واكره له ماتكره لها). اي اجعل نفسك ميزانا تزن به الحب والكره لتكون معتدلا لاتجور ولاتغالي..

 

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار