|
9
نوفمبر
2020
|
دواعي الأعتناء بالمَظهر ... بقلم المهندسة نور الهدى الاسدي
نشر منذ Nov 09 20 pm30 01:55 PM - عدد المشاهدات : 443
|
اهتمامات الناس بمظاهرهم ، يأتي من عدة
امور:
الرغبة بعدم الظهور بمظهر أدنى أو أقل من
الاخرين ، ولفت الانتباه، لأن النظر أول مايقع على المظهر الخارجي . وإرضاء مَن حولنا
ممن يهمهم أمرنا كالوالدين ، أو الشريك الآخر ، أو الجماعة التي ننتمي إليها.....
وكذلك البحث عن الرقي ومسايرة العصر ، لأن
الرقي المعنوي لايظهر مباشرة ، بل يحتاج إلى وقت وجهد وصبر ، أما الرقي المادي أو المظهري
فيكفي أن تستبدل موديل سيارتك ، أو قصة شعرك ، أو موضة لباسك، أو تحمل ((الموبايل
)) النقال أو المحمول ، أو تضع جهاز كومبيوتر على طاولتك ، حتى تظهر مسايرا لعصرِك
.....
كذلك التجاوب مع مقولة ((الدنيا مظاهر))
فلأننا نعيش في هذه الدنيا فلابد أن نكون مع الجَوقة في لِبس مايلبسون ، وركب مايركبون
، وتقليد مايفعلون ، واقتناء مايقتنون حتى ولو كان ذلك مستهجنا أو ترفياً بالنسبة لنا...
ويتناول ذلك الكاتب العراقي المحامي علاء
صابر الموسوي في مقاله القياس الباطل ، وهو الشعور بعقدة النقص ، ومحاولة تعويضه ،
سواء كان نقصا خُلقيا أو فكرياً أو شأنياً أو حتى مالياً ، فقد يستدين البعض أو يستعير
ليظهر بمظهر مساوي لمظهر أقرانه ، والمغالات في المظهر مصيدة لإيقاع المأخوذين بالمظاهر
والتغرير بهم ، والإيحاء أن وراء هذا المظهر باطنا مثله....
هذا الاعتناء الزائد بالمظهر أوجدَ عددا
من المظاهر المستنكَرة كالمبالغة والتكلف في التأنق والتزيين والكماليات بما يُثقل
كاهلَ اللاهف وراءَ المظاهر وكاهلَ أهله ، ناهيك عن الإنشغال بالأسماء والماركات والعناوين
والتحذلق بالكلمات الأجنبية ، والتنافس المحموم
في اللحاق بآخر صيحات الموضة لباسأً أو اثاثاً أو مقتنيات ، كما جر إلى عدد من المخاطر
السلوكية كالشعور بالفخر والتكبر والانتفاخ والتضخم ، والوقوع في براثن الكذب والادعاء
، وتجاوز الانضباط الشرعي ، والإنصراف عما
هو قيمي أو مسؤوليات وأعمال جليلة ، والإبتلاء بمرض عدم القناعة ، والأستغراق في الذاتية
والأنانية ، والآنشداد إلى الدنيا وزبارجها وزخارفها ، واختلال التوازن وضعف الإيمان. /انتهى