6
مارس
2024
مقهى المعتزلة ( مقهى الأدباء في البصرة) للشاعر الكبير كاظم لايذ
نشر منذ 2 شهر - عدد المشاهدات : 110

مقهى المعتزلة

في عَتَمةِ زقاقٍ

يتسلّلُ من تجاويفِ أمعاء محلّةِ (البجّاري ) إلى نهر العشار

  يقعُ  ،   ( مقهى المعتزلة ) .

.....

المقبلونَ عليه  , مثلُ المدبرين منه

يحملونَ كتباً

وصحفاً  , يدسّونها في جيوبِهم الجانبية  .

......

زبائنُ مقهى المعتزلة

 واحدٌ من ثلاثةٍ :

سجينٌ سابق .

أو معلّم متقاعد

أو مغتربٌ

شدّهُ الحنينُ

فجاءَ ليطمئنَ

على ما بقيَ له في وطنه من أشلاء الذكريات ...

الصورُ المزدحمةُ بالأكتافِ على جدرانهِ

هي صورٌ

لمن كانوا يجلسون  هنا

على أرائكهِ الخشبية

ثم انتقلوا  ليجلسوا على الجدران ...

مقهى المعتزلة

لا ينسى روّادَه

حتى وإن تخطّفهم الموت .

.....

لم يعد  روادُه  - مثلَ أسلافهم -

يخوضونَ في مسائل المعتزلةِ الأولى :

مثل : (خلق القرآن )

أو (مرتكب الكبيرة )

أو  يتجادلون في حقيقة اللغة

أَهي ( تفويضية ) ؟   من صناعة السماء .

أم ( اصطلاحية) ؟   من صناعة الأرض  .

انهم منغمسون الآن

في مشكلات عصرهم

بعد أنْ أشبعهم سلاطينُ الدهور

فتكاً  وإلغاءً.

ورجموهم بالجمراتِ

                 كما يُرجمُ الزنادقة .

....

مقهى المعتزلة

أولُ من تنبَّـه الى مكائد (الأمريكان )

وأسقطَ أكذوبَتهم : " جئنا محررين لا محتلين "

وأعلن على رؤوس الأشهاد :

أنّ (البنتاغون) لا يُقدم خدمةً لأي مظلومٍ

من غير ثمن ..

والحرب العالمية الرابعة عندهم

هي أخبث ما اخترعته الـ  CIA   لاستعباد البشر :

انها الحرب من غير سلاح :

يجد المتورّطُ فيها نفسه جندياً

 في خدمة أعدائهِ

مستبسلاً في قتل نفسه بنفسه

 وهو لا يدري .

.....

المتّكئونَ على أرائكِ المقهى

يسألون الآن

- بعد أن هدأ الضجيج  وانتهى موسم الحصاد .

وذهبتْ (خزينة العراق)

للاستجمام في بنوك (واشنطون)  بحراسة الشيطان - :

هل كنّا على حقّ ؟

يوم أنْ ابتسمْنا لدباباتِ الغزاة .

واستقبلناها بالزهور؟

هل كنّا وقتها طيبين مخدوعين

 ووطنيين ساذجين

لا نفكرُ إلاّ بتفّاحة الخلاص

أم كنا ، خونةً - حقاً - و بسابقٍ من الإصرار ؟.

....

في كلّ ليلةٍ

يغلقُ مقهى المعتزلةِ بابَه

على هذهِ الأسئلة .

وعلى هذه الأسئلةِ ، أيضاً

  يفتحُ بابه في اليوم التالي .

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار