|
8
مايو
2021
|
شخصية من بلادي.... الفنان الراحل أسعد عبد الرزاق
نشر منذ May 08 21 am31 09:42 AM - عدد المشاهدات : 1595
|
بغداد/
اعداد موفق الربيعي
الفنان
أسعد عبد الرزاق ولد في جانب الكرخ من بغداد
في عام 1923 وتتلمذ في مدارسها .
* درس
في معهد الفنون الجميلة ( تخرّج فيه )عام 1949 مع دراسته للحقوق تخرج عام (1950 ) .
* انخرط
بعد ذلك في بعثة الى ايطاليا ليتخرج من معهد (
شاروف ) في روما لدراسة المسرح عام 1958).
* تدرج
بين مراتب ادارية وتربوية من رئيس قسم المسرح , حتى معاون , ثم عميد أكاديمية الفنون
الجميلة من (1968 – 1988 ).
* دفعه
حب الاطلاع الى مشاطرة بعض رفاق صباه للذهاب الى السينما ومشاهدة الافلام المصرية بشكل
خاص ، مَثّل في تلك المرحلة مسرحية ( مجنون ليلى ) من اخراج مدرس اللغة العربية المصري
( ابراهيم عبد الفتوح ) كانت الفكاهة قد استهوته في المسرح .
* ما
ان عاد الفنان ( حقّي الشبلي ) من بعثته الدراسية في فرنسا حتى أسّس فرع المسرح في
بغداد ، الأمر الذي شكّل تحدياً لموقفه ، وموقف الأسرة فيما يخص جدوى دراسة الفن المسرحي
، تضاربت الاهواء بينهما ، هم يريدونه ان يصبح محاميا ، وهو يريد لنفسه مستقبلاً فنياً
مغايراً لتوقع الاسرة ، لكنه بموازنة دقيقة بين الخيارين ، كرّس جهده في التخصص بكلا
الحقلين ، الفن والحقوق على السواء .
* تعرّف
منذ فترة مبكرة على زملائه أمثال : ابراهيم جلال , جاسم العبودي , جعفر السعدي , حيث
شاطرهم الطموح في تأسيس حركة مسرحية تنهل من التجربة التربوية العربية والعالمية في
بعض دروسها على وفق الظروف الاجتماعية المتحكّمة حينذاك ، وطبيعة ( القدرات ) التي
يتوفر عليها ذلك الجيل من مواهب ، ومعارف ، وتقنيات ، واحتكاك مع آفاق ذلك المسرح الوافد
، بنظمه واستراتيجياته ومقارية أهدافه .
* حين
سؤل الاستاذ أسعد عن الفترة التي عاصرها منذ الملكية حتى الجمهورية ، يسترسل مع ( ذاكرته
) ، مستحضراً شخصيات سياسية تشغل القمة في ذلك الزمان ، من ملك في بلاطه الى زعيم في
قصره الجمهوري ، الى رؤساء وزراء ومسؤولين ، كلهم كانوا يتبارون في حضور عروض المعهد
المسرحية مع غمار الناس ، وغالباً ما يعيد
على مسامعنا قصة حضور الزعيم عبد الكريم قاسم لمشاهدة العروض التي كانت تقدم آنذاك
في المعهد ، وجلّها من اخراج الرائد ( حقّي
الشبلي )
* اختار
الاستاذ اسعد تدريس مادتي : ( التمثيل والمسرح العربي ) مركّزاً على ( الطريقة ) في
تدريب الممثل وهي اسم المنهج الخاص بستانسلافسكي ومستفيداً من استاذه الايطالي ( شاروف
) الذي كان يقرّب صورة تحليل الدور الى طلابه.
* في
تلك الفترة تميّز ابراهيم جلال وجاسم العبودي بمهارة اخراجية متقدمة قياساً بالتجربة
الاكاديمية حينذاك ، وكانا قد تفاعلا مثله ولكن مع المسرح الأمريكي ، ونقلهما الى العراق
ما تعلماه في معهد (غودمان ) ، والتحق بهما فيما بعد الأساتذة ( جعفر السعدي , بدري
حسون , بهنام ميخائيل , خالد سعيد وحسن الناظمي . وجعفر علي ) والأخير درس الفن في
كلية الآداب . وبعد عودة الاستاذ سامي عبد الحميد من دراسته في انجلترا اغتنت التجربة
التربوية المسرحية باتجاهات اخراجية جديدة ومبتكرة ، وهو بدوره أيضاً قد ذهب للتخصص
المسرحي في أمريكا .
* حين
تشكلت ( الفرق الأهلية ) كانت بمثابة شريان جماهيري يغذي هذه النخبة من الاساتذة ، وهم بدورهم يخاطبون الجمهور
العام بثقافة مسرحية رفيعة ، في تلك المرحلة التأسيسية التي اجتمعت فيها عقول اخراجية
كبيرة , ليشكلوا ( كارتلاً ) خلاّقا من المخرجين الذين يتعاملون مع ممثلين وتقنيين
ونقّاد وهم أنفسهم الذين ألهموا طلابهم وطالباتهم بالحس الفني الخلاق ، والفكر الوطني
الملتزم, والتفاعل الابداعي فيما يخص الابعاد التي تجمع الفردي مع الجمعي والخاص مع
العام .
* كانت
" الادارة " تأخذ المبادرة الحاسمة من جهود الاستاذ أسعد التربوية اذ قاد
( الاكاديمية ) لفترة تربو على العقدين من السنين , لتتوسع من قسمي : ( الفنون التشكيلية
، والمسرحية , الى أقسام أخرى ) .
* كانت
مساعي الاستاذ أسعد واضحة – أيضاً – في استقطاب كوادر فنية متميزة من كبار المبدعين
المصريين أمثال : ( نبيل الألفي ، أحمد عباس صالح ، توفيق صالح ، محمد توفيق ، أحمد
ابراهيم ، هاشم النحّاس ، الهامي حسن ، مسعد
القاضي ، وكذلك لاساتذة اجانب منهم القبرصي ( الخزاف الاستاذ فالنتينوس ) وكذلك أساتذة من بولونيا ,
فضلاً عن أساتذة من جامعة بغداد أمثال : ( جميل نصيف , مدني صالح , عناد غزوان , ناجي
التكريتي , حسام الآلوسي , ثامر مهدي , مالك المطلبي , عبد الاله أحمد، محمد حسين الاعرجي
، علي عباس علوان، ونوري جعفر، فاتن حمدي، اميمة الشواف، وسواهم من اساتذة من اقسام
التربية والهندسة ) .
* يتذكر
جمهورنا العراقي ادوار استاذ اسعد في المسرح مثل دور المؤلف في مسرحية حفلة ( سمر من
اجل 5 حزيران ) تأليف سعد الله ونوس واخراج جاسم العبودي ، ودوره هولاكو في مسرحية
اخرى ، سيما انه حين يؤدي دوره على المسرح تجده ينطق بطلاقة اكثر مما يفعل في حياته
اليومية المعاشة.
* اخرج
الاستاذ اسعد مسرحيات شعبية احتذى فيها تقاليد المسرح المصري التي كان يبثها التليفزيون
، ليبتعد عن الأجواء الأكاديمية التي اصر على مواصلتها الاساتذة من زملائه ، مكتفياً
بالتعامل مع المؤلف علي حسن البياتي الذي اخرج له الاستاذ اسعد معظم نصوصه المسرحية
، لفرقته ( 14 تموز ) ومعه مجموعة من الممثلين : ( وجيه عبد الغني، قاسم صبحي، قاسم
الملاك ، مي جمال ، قائد النعماني، فاضل جاسم ، صادق علي شاهين وسواهم ) .
* مازالت
الذاكرة المسرحية تحتفظ بعروض الاستاذ اسعد المسرحية مثل : ( الدبخانة ، ايدك بالدهن،
جفجير البلد ، جزة وخروف .. وسواها ) .
* اما
على الصعيد الأكاديمي فقد اكتفى الاستاذ اسعد بتقديم مسرحية واحدة للأكاديمية بعنوان
( هنري الرابع ) من تأليف الكاتب الايطالي لويجي بيراندللو( 1867- 1936 ) ، الذي عاصر
الفاشية التي وجدها " تحاكي الارادة " و "الواقع" محاولاً مخاطبة
رأس السلطة " موسوليني " ببرقية تضامن بمناسبة اغتيال احد اتباعه المدعو
" ماتيوتي" ، هادفاً الى التنظير بأفكار تتوزعها الهلوسات ، وتتناهبها الاخيلة
الكابوسية بعد ان عانى من مرض زوجته العقلي.
* حين
وضعت المناهج في أكاديمية الفنون الجميلة قبل عقدين اشترك الاستاذ اسعد عبد الرزاق
في تأليف كتاب عن " فن التمثيل" مع الاستاذ سامي عبد الحميد وكذلك مع الدكتور
عوني كرومي يخص " مشاكل العمل المسرحي في المدارس"
* وتميز
ايضاً - بانشغاله في البحث عن سمات في المسرح العراقي القديم منذ بدايات الطقوس والملاحم
والأساطير في بلاد مابين النهرين في المرحلة السومرية وسواها حتى العصر العباسي ، واكتشاف
الفعاليات " شبه- المسرحية" التي تخص : المحاكي ، والسماجة ، والمكدين، والمحبظين،
وخيال الظل .. وسواها من مظاهر شبه - مسرحية .
* ثم
ناقش الاستاذ اسعد، واشرف على كثير من طلاب
الدراسات العليا في الدكتوراه والماجستير ، ليترك من بعده طلاباً وطالبات باتوا
اليوم اساتذة ومعلمون ، ينشرون ازهاير مسرحية عبقة في العراق من شماله الى جنوبه، تحتفل
بالوعي الانساني المثقف وبالوجدان الحي الزاخر بأمثولات وطنية وانسانية اذ كيف ينسون
صورة استاذهم الفقيد وهم يشاهدونه في فلم " الجابي" و " النهر"
.. متدفقاً حماسة وصدقاً شعبياً ، وجهداً ريادياً ملموساً.
* توفى
الفنان اسعد عبد الرزاق رحمه الله عام
2013 ./انتهى