|
11
ابريل
2021
|
إستذكار في حضرة الراحل شاكر نعمة ..الأنسان والفنان.... بقلم كاظم السيد علي بهية / بابل
نشر منذ Apr 11 21 am30 09:46 AM - عدد المشاهدات : 652
|
هل يخفى على فناني ومحبي ومريدي
الفن في الحلة أن الفنان الراحل شاكر نعمة يستحق لقب الفنان والانسان .. ؟ نعم يستحقها
بجدارة لأنه فنان لم ولن يتعب من العمل والإبداع والتجديد في كل المجالات الفنية الابداعية
، أن كان تشكيل او مسرح او موسيقى منذ تأسيس فرع نقابة الفنين في بابل وحتى رحيله ،
واليوم نسلط الضوء على مشواره .
فشاكر نعمة فنان متألق وإنسان مرهف ، كان له الفضل بإسهاماته
الفنية وحضوره الدائم .
رسخ تجربته الفنية بين أبناء جيله في مسيرة الحركة التشكيلية
بالبلد ، كان فناناً يمتلك رؤيته الخاصة في خطوطه وألوانه و واقعيته الفنية ، إذ كانت
أعماله رائعة أيضاً ببساطتها التعبيرية المباشرة ، الذي أخذ من خلالها الأسلوب الخاص
في خلق عالمه التعبيري ومن خلال المزاوجة في التخطيط واللون .
لقد بات هم الفنان الفقيد شاكر نعمة (1941) وشغله الشاغل
أن يصبح واحداً من الفنانين التشكيليين والمساهمين بدفع مسيرة حركة الفن التشكيلي العراقي
الى أمام . ومع إنه تخرج في دار المعلمين في الديوانية عام 1959 ، تمتع بزمالة لمدة
سنة الى إيطاليا لدراسة فن النحت على المرمر ، ليدخل أكاديمية الفنون هناك ، وحصل منها
على الميدالية الذهبية عام 1972 في معرض الفنانين الاجانب ، الذي أقيم بمدينة كرارا
- الإيطالية ، وكذلك حصوله على ميدالية مع دبلوم المعرض المقام في مدينة ماسا - الإيطالية
بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية .
وبعد ذلك حين عاد الى أرض الوطن بدأ نشاطه الفني في مدينتة الحلة الفيحاء ، جاء يحمل في يد آلة النحت
واليد الأخرى التعبير عن افكاره في الرسم والخط ، وقد حملت أعماله مدلولات جديدة مؤثرة
وفاعلة ، تحمل في طياتها قيماً ومفاهيم معروفة ، ومن واقعنا اليومي تعبر عن نوازعه
الإنسانية الصادقة ، لكونه أكثر الفنانين صلة بإنسان الوطن وترابه المقدس ، لكون هذا
الإتصال نابعاً من رسوخ جذوره في أرضه ، ومن موقعه الانساني الواضح ، زاولها بحسه المرهف
في الخطوط والالوان ، واستخدامه كقيمة تعبيرية وجدانية متمثلة بثقافته وخياله ووطنيته
.
في نهاية السبعينات قام مع نخبة من زملائه بتأسيس نقابة
الفنانين تضم كافة الفنانين في المحافظة ، وتم اختياره وانتخابه بالإجماع على رئاستها
حتى رحيله عام 1991 .
أسهم في جميع المعارض التي أقامتها النقابة والمنظمات
المهنية في أعمال فنية نحتية وتشكيلية ، زينت الساحات والمتنزهات والحدائق والمدارس
ودوائر الدولة ، رسم اللوحات والتخطيطات وشارك بجميع المعارض منها الشخصية والجماعية داخل الوطن وخارجه .
واخيراً لابد من القول .. أن اعمال الراحل نعمة التشكيلية تجدها دائماً مرتبطة
دائماً بالأحداث والوقائع السياسية والتاريخية منها والمعاصرة ، إستطاع من خلالها أن يحملها دلالات ومضامين الى المشاهد
، بروح متفائلة بمستقبل ملؤه الأمل والطموح
، وهذا ما ظهر جلياً في أعماله وخاصة في لوحته (المرأة والسلام ) ، وكذلك تحمل فناً
يعبر عن ضمير الأمة برؤية خلاقة ملتزمة ومعاصرة .. هذا ما رأيته في أعمال الفنان الراحل
نعمة ..!!